منظمة أميركية تحذر من استمرار «الحرب الأهلية» في ليبيا وعودة «داعش»

28

توقع تقرير صادر عن «مشروع بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة» استمرار ما سماها «الحرب الأهلية» في ليبيا هذا العام، في ظل الانقسامات الراسخة بين طرفين بعينهما، مما يساهم في خلق بيئة غير مستقرة تفضي إلى عودة ظهور الجماعات المسلحة مثل تنظيم «داعش».

وقال التقرير، وهو منظمة أميركية غير حكومية، في تقرير بشأن الصراعات المسلحة المستمرة في العام 2019 إن آثار الربيع العربي في 2011 وما تلاه من حروب أهلية لا تزال تتسبب في عدم استقرار في ليبيا، مضيفًا أنه في الفترة التي أعقبت إطاحة القذافي عانى البلد لفترة من عنف بين الفصائل، وهو صراع واسع النطاق ومتعدد الأطراف اندلع عندما رفضت «الميليشيات» إلقاء السلاح وتأكيد نفوذها.

وتأسَّس المشروع بالولايات المتحدة في العام 2014، ويختص بتوفير بياناتٍ ميدانية وتحليلات حول العنف السياسي والاحتجاجات في العالم النامي.

وأضاف أنه منذ العام 2014 اندلعت حرب أهلية ثانية كانت السبب في زيادة عدد الجماعات المسلحة بما في ذلك تنظيم «داعش»، وفي تعميق الانقسام السياسي والهجرة الجماعية للاجئين، وأوقعت عددًا من القتلى.

استمرار الانقسام

ورأى التقرير أن السبب الرئيسي في الصراع الحالي في ليبيا هو الانقسام السياسي بين الشرق والغرب، وقال إن قطاع الأمن الليبي المنقسم أجبر على مكافحة ليس فقط «الجماعات المتمردة»، بل أيضًا الجماعات المسلحة التشادية والسودانية التي تسعى إلى استغلال الفراغ الذي تسبب به غياب التوافق السياسي ووحدة الأجهزة الأمنية.

ورغم أن بنغازي شهدت تراجعًا ملحوظًا في العنف السياسي، فإن الجرائم تتزايد، وفق المشروع الذي قال إنه على الرغم من انتقال تنظيم «داعش» إلى الجنوب، إلا أنه يواصل شن هجمات صغيرة ومتكررة ضد العديد من الجهات الفاعلة في المنطقة، فضلاً عن تغيير نشاطه تجاه زيادة المشاركة في المعارك والهجمات المعقدة ضد مؤسسات الدولة.

وقال التقرير إن «هناك مخاوف من أن العام 2019 قد يشهد استمرارًا لانبعاث داعش العام الماضي، على الرغم من حقيقة أن قدرات التنظيم تراجعت بعد أن عانى من هزائم تكتيكية وسط اشتباكاته المسلحة مع الجيش الوطني الليبي».

ورغم إعلان تحرير مدينة درنة في أواخر يونيو من العام الماضي على يد الجيش الوطني الليبي، يقول تقرير «مشروع بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة» إنه لا تزال توجد جيوب للمسلحين في المدينة القديمة بدرنة.

وقال إن معركة درنة ستنتهي لا محالة لكن «هناك خطورة مرتفعة في أن المدينة المدمرة ستلاقي المصير نفسه مثل بنغازي مع ارتفاع النشاط الإجرامي بشكل ملحوظ ليستبدل العنف السياسي كقوة مزعزعة للاستقرار».

محور الصراع

وذكر أن «الميليشيات المتعددة والقوات الحكومية والجماعات المتمردة خلقت وضعًا تتشكل فيه التحالفات بناءً على وسائل الراحة الموقتة بدلاً عن أهداف طويلة المدى».

ورجح أن يكون جنوب ليبيا نقطة محورية في الصراع في العام 2019، مشيرًا إلى أن الجيش الوطني يوسع بالفعل نطاق وجوده في الجنوب، كما أنه سيطر على سبها في الوقت الذي يشكل فيه وجود تنظيم «داعش» إضافة إلى الجماعات المسلحة التشادية والسودانية مصدرًا رئيسيًا لعدم الاستقرار في المنطقة.

لكن التقرير ذكر أنه من غير الواضح كيف ستكون الترتيبات المحلية، مضيفًا أن الوجود الأمني ليس بالضرورة كإدارة البلد، وأن توسع وجود الجيش الوطني في البلد لا ينذر بالضرورة بإحلال الاستقرار السياسي.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here