العرب وكأس العالم؛ ومضات نادرة وإخفاقات بالجملة!

8
العرب وكأس العالم؛ ومضات نادرة وإخفاقات بالجملة!
العرب وكأس العالم؛ ومضات نادرة وإخفاقات بالجملة!

أفريقيا برس – ليبيا. رغم مرور أكثر من تسعة عقود على أول نسخة لنهائيات كأس العالم، وقيام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بتنظيم البطولة 20 مرة بعدها، إلا أن الحضور العربي، لم يرتق أبدا إلى مستوى طموحات الملايين من المحيط إلى الخليج، باستثناء ومضات، بالكاد تعد على أصابع اليد الواحدة، منذ أول مشاركة عربية في النسخة الثانية، وحتى خيبة الأمل الأخيرة في مونديال روسيا.

وقبل أيام من ضربة بداية كأس العالم قطر 2022، دعونا نستعرض معا تاريخ الثمانية، الذين مثلوا العرب في المحفل العالمي.

أبو العرب والأفارقة

صحيح المنتخب المصري، لا يعتبر الأكثر مشاركة في البطولة، ولا يتواجد حتى في الدوحة، لكنه يبقى أول منتخب عربي وأفريقي تذوق طعم المونديال، بمشاركته في النسخة الثانية، التي نظمتها إيطاليا عام 1934، وآنذاك خاض منتخب الفراعنة مباراة واحدة بنظام خروج المغلوب، وهُزم أمام المجر بنتيجة 4-2، وسجل الهدفين عبدالرحمن فوزي، ليصبح أول لاعب عربي يتمكن من التسجيل في كأس العالم.

وظلت مصر غائبة عن كأس العالم لأكثر من خمسة عقود، تارة لتجنب الاحتكاك بإسرائيل، وتارة أخرى لصعوبة المنافسة في التصفيات، خاصة في زمن ما قبل زيادة حصة أفريقيا، إلى أن عادت مرة أخرى، وفي نفس البلد، إيطاليا عام 1990. ووقع المنتخب المصري في مجموعة حديدية، كانت تضم بطل أوروبا آنذاك المنتخب الهولندي، جنبا إلى جنب مع الثنائي إنكلترا وجمهورية أيرلندا، وعكس أغلب التوقعات، حقق رجال محمود الجوهري مفاجأة مدوية، بالتعادل مع هولندا بهدف لمثله، سجله مجدي عبدالغني من علامة الجزاء.

وفي المباراة الثانية، أثبت الحارس أحمد شوبير وباقي زملائه المدافعين، أن كرة القدم، اللعبة الأكثر مللا في العالم، بعدما قتلوا الوقت في تمرير الكرة لبعضهم البعض، باستخدام قاعدة إعادة الكرة للحارس، ليمسكها بيده، في ما كان سببا جوهريا، في تعديل قوانين الفيفا، بمنع حارس المرمى من مسك الكرة بيده، بعد خروج الكرة من قدم زميله المدافع.

وكانت المشاركة الأخيرة للفراعنة في نسخة روسيا 2018، واعتبرها الجمهور أكثر من مخيبة للآمال، بعد التجرع من مرارة الهزيمة على يد أوروغواي وروسيا ثم السعودية، فقط الإنجاز الوحيد، كان التخلص من عقدة مجدي عبدالغني، الذي ظل يتفاخر بهدفه في هولندا 30 عاما، إلى أن سجل محمد صلاح مرتين في روسيا والسعودية.

الأكثر مشاركة

تتقاسم منتخبات السعودية وتونس والمغرب، صدارة الأكثر مشاركة وتمثيلا لشعوب لغة الضاد في كأس العالم، بإجمالي 5 مشاركات سابقة، بالإضافة إلى الحضور المنتظر في عاصمة الأحداث الكروية، وبالنسبة للصقور الخضر، فكانت مشاركته الأولى في نسخة 1994، الأفضل والأكثر نجاحا، بعبوره من المجموعة القوية، التي كانت تضم معه المغرب وبلجيكا وهولندا.

وخسر المنتخب السعودي مباراته الأولى أمام الطواحين البرتقالية بنتيجة 2-1، وسجل الهدف فؤاد أنور، لكنه سرعان ما كشر عن أنيابه، بالفوز على أسود أطلس في القمة العربية بنتيجة 2-1، ثم بإسقاط بلجيكا، باللوحة الإبداعية، التي رسمها سعيد العويران، بما يعرف بالهدف المارادوني، وفي رواية أخرى، ثاني أعظم هدف في تاريخ المونديال، لتتأهل المملكة إلى الدور التالي، لكنها خسرت أمام ثالث العالم في تلك النسخة المنتخب السويدي بنتيجة 1/3.

وخاض المنتخب السعودي ما مجموعه 16 مباراة في مشاركاته الخمس السابقة أعوام (1994، 1998، 2002، 2006 و2018)، وحقق الفوز في 3 مناسبات، منها انتصاران على حساب المغرب ومصر، مقابل تعادلين أمام جنوب أفريقيا وتونس، و8 هزائم، وسجلت كذلك 11 هدفا، لكنها تعتبر الأكثر استقبالا، بنحو 39 هدفا، منهم ثمانية أهداف في الخسارة الأسوأ أمام ألمانيا عام 2002.

أسود أطلس

يتساوى المنتخب المغربي مع نظيره السعودي، كأكثر المنتخبات العربية خوضا للمباريات في كأس العالم، بـ16 مباراة في مشاركاته الخمس أعوام (1970، 1986، 1994، 1998 و2018)، لكنه سبق الأخضر السعودي بثماني سنوات، حين بلغ الأدوار الإقصائية في نسخة المكسيك 1986، وبات أول منتخب عربي يتجاوز مرحلة المجموعات، وفي مجموعة حديدية كانت تضم إنكلترا، بولندا والبرتغال، قبل أن ينتهي به المطاف على يد الماكينات الألمانية.

وكان المنتخب المغربي، قاب قوسين أو أدنى من تكرار إنجاز 1986، في مونديال فرنسا 1998، لولا هزيمة البرازيل أمام النرويج، في نفس توقيت استعراض صلاح الدين بصير ومصطفى حجي والبقية على اسكتلندا بثلاثية نظيفة، ما أعطى المنتخب الاسكندينافي البطاقة الثانية خلف السيليساو.

ويعتبر منتخب أسود أطلس، أكثر العرب تسجيلا للأهداف في كأس العالم، بـ14 هدفا، في المقابل اهتزت شباكه 22 مرة.

نسور قرطاج

رغم أنه شارك في 5 نسخ سابقة، إلا أن المنتخب التونسي يأتي خلف المغرب والسعودية، في قائمة الأكثر خوضا للمباريات، بما مجموعه 15 مباراة، سجل خلالها 13 هدفا، في المقابل اهتزت شباكه 25 مرة، أعوام (1978، 1998، 2002، 2006 و2018)، دون أن يتمكن من تجاوز مرحلة المجموعات ولو مرة واحدة حتى الآن.

العنفوان الجزائري

على الورق، يحتل المنتخب الجزائري المركز الثاني، في قائمة أكثر العرب حضورا في المونديال، بمشاركته في 4 نسخ سابقة، لكن على أرض الواقع، يبقى بعبع العرب الحقيقي في هذا المحفل، منذ مشاركته الأولى، التي شهدت ما يُعرف حتى الآن بمؤامرة خيخون، التي تواطأ خلالها منتخب النمسا مع جاره الألماني، للإطاحة بمحاربي الصحراء في مونديال إسبانيا 1982.

واكتفى منتخب الخضر بالظهور المشرف في ثاني وثالث مشاركاته عامي 1986 و2010، إلى أن كشر عن أنيابه كما ينبغي في نسخة البرازيل 2014، التي خرج منها بعدد لا بأس به من الأرقام القياسية، منها أول منتخب عربي يسجل 4 أهداف في مباراة واحدة، والأكثر تسجيلا في نسخة واحدة، بإجمالي 7 أهداف.

وصفق عالم كرة القدم لمحاربي الصحراء، بعد عرضهم الاستثنائي أمام ألمانيا في مباراة دور الـ16 في مونديال البرازيل، ويتذكر الجميع أن الحارس مانويل نوير، كان رجل المباراة الأول، ولولا يقظته، لكان المنتخب الجزائري هو منافس فرنسا في دور الثمانية، وليست كتيبة يواكيم لوف، التي حققت اللقب في النهاية.

ويملك المنتخب الجزائري أفضلية على كل المنتخبات العربية، بتسجيل 13 هدفا في 13 مباراة في كأس العالم.

مشاركة واحدة

شهدت فترة الثمانيات في القرن الماضي، ظاهرة تدفق المنتخبات الخليجية على المونديال، بدأت بالكويت في نسخة إسبانيا 1982، ثم العراق في المكسيك 1986 والإمارات في روما 1990، وكان القاسم المشترك بينهم، أو المحصلة النهائية، التعرض للهزيمة في 8 مباريات، مقابل تعادل وحيد، كان للمنتخب الكويتي أمام تشيكوسلوفاكيا بهدف لمثله، تلك المباراة التي تلتها موقعة فرنسا الشهيرة والعالقة في الأذهان، حين نزل رئيس اتحاد الكرة آنذاك الشيخ فهد الأحمد، لإقناع الحكم بإلغاء هدف للديوك الفرنسية، ونجح في ذلك، لكن في الأخير هُزم المنتخب الخليجي برباعية مقابل هدف، والسؤال الآن .. هل يستيقظ المشجع العربي على ومضات تحاكي المغرب في 1986 والسعودية في 1994 والجزائر في 2018؟ في ظل تسلح الرباعي العربي قطر، السعودية، تونس والمغرب بعاملي الأرض والجمهور، هذا ما نريده ونتمناه.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here