أفريقيا برس – ليبيا. احتفلت الجماهير السعودية بانتصارهم على الأرجنتين بشكل صاخب في الدوحة بمشاركة مشجعين من عدة دول عربية، كانوا يرفعون أعلام بلدانهم وبينها تونس والمغرب ومصر ولبنان والأردن وقد تمثّل هذا الفوز الأكبر باصطفاف المجتمعات العربية خلف المنتخب السعودي احتفاءا بإسقاط رفاق ليونيل ميسي. وقال الأردني أحمد القاسم الذي تلحّف علم بلاده في منطقة المشجعين “هذا انتصار تاريخي للسعودية… انتصار كبير لكل العرب”. وتابع الشاب “ربما لست من أنصار سياسات النظام السعودي، لكنني سعيد بهذا الانتصار الكروي العظيم.” وقد حضر أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني المباراة مرتديا وشاحاً أخضر بلون قميص المنتخب السعودي. وقبلها بأيام كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يحضر لقاء الافتتاح واضعاً وشاحا باللون العنابي الذي يرمز لقطر. وفور انتهاء اللقاء في الدوحة، أطلق مواطنون قطريون العنان لأبواق سياراتهم، ولوحوا بأعلام البلدين. وقالت شابة قطرية عرّفت عن نفسها باسم عنود “كان هناك خلاف سياسي بين الحكومتين لكنه انتهى ونحن بالنهاية شعب واحد لخليج واحد”. وتابعت عند باب مركز تجاري رفقة ابنتها “طوينا صفحة المقاطعة خلف ظهورنا”.وقد أضاء برجان في الدوحة واجهتيهما الزجاجية بعلم السعودية الأخضر، كما احتفت الصحف القطرية الصادرة الأربعاء بالانتصار السعودي الكبير. وعنونت “الراية” في ملحقها الرياضي “سواها (فعلها) الأخضر … تاريخية مدوية”، فيما كتبت الوطن “يا سلامي عليكم يا السعودية”.
عروبة رياضية
ينقسم العالم العربي حول الكثير من النزاعات والقضايا التي تثير مواقف سياسية متعارضة، من الأراضي الفلسطينية واليمن إلى سوريا وليبيا وغيرها لكن تبدو الرياضة كعامل موحد للشعوب العربية المتشوقة لانتصارات في محافل رياضية كبرى. فقد أطلقت الألعاب النارية في مدينة تعز اليمنية الخاضعة للحكومة مساء الثلاثاء احتفالا بانتصار المنتخب السعودي. فيما اعتبرت أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة نيفين مسعد ان الفوز “لحظة عاطفية بامتياز” و”اثبات للذات العربية” خصوصا أنه جاء “عن استحقاق وأمام فريق كبير ومرشح للقب” البطولة. وأضافت قائلة “ربما لم يعد بالإمكان تحقيق عروبة سياسية، لكن باتت هناك أشكال مختلفة للعروبة بين الشعوب… عروبة رياضية”. وأكدت أنّ “الفوز يثبت أن العرب لديهم مما يجمعهم أكثر مما يفرقهم”.وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات الاحتفاء بالفوز السعودي، مع مشاركة عدد كبير من الصور التي تسخر من الفريق الأرجنتيني. كما انهالت التهاني من القادة العرب بعد الفوز السعودي غير المتوقع، من بينهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ورئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي ورئيس حكومة الإمارات حاكم دبي، حيث أُضيء برج خليفة أطول مباني العالم بعلم المملكة. وكتب أستاذ العلوم السياسية الإماراتي عبدالخالق عبد الله في تويتر “فرحتونا الله يفرح قلوبكم يا أبطال العرب”، مضيفا “مليون مبروك للاشقاء في السعودية”. وتضاعفت فرحة العرب الثلاثاء بخطف تونس نقطة التعادل من الدنمارك القوية، ثم المغرب نقطة أخرى من كرواتيا وصيفة 2018، لكنّ كل الاهتمام بقي منصبّا على الفوز السعودي غير المتوقع. ورفع فوز السعودية من طموحات جماهيرها، بتجاوز مرحلة المجموعات للمرة الأولى منذ مونديال 1994. وقال الشاب خالد عبدالله 23 عاما الذي ارتدى قميص بلاده الأبيض “نشعر أن جميع العرب هنا خلفنا. فرحتنا واحدة”، آملا في أن يساعد ذلك بلاده مع تدفق الجماهير السعودية على “المضي بعيدا في البطولة”
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس
