أفريقيا برس – موريتانيا. ذرف الموريتانيون الدموع الساخنة، بمناسبة استشهاد محمد الضيف، قائد هيئة أركان كتائب القسام، وعدد من رفاقه في اشتباكات مع العدو، وذلك عبر بيانات وتدوينات وخلال نشاطاتهم المخصصة لمؤازرة المقاومة، أكدت ما تحظى به القضية الفلسطينية من مكانة خاصة في وجدان الموريتانيين.
وأكدت المبادرة الطلابية الموريتانية لمناهضة الاحتلال الصهيوني، في بيان نشرته الجمعة، أن استشهاد القائد محمد الضيف وصحبه الأبطال هو وسام شرف على جبين الأمة، وأن مسيرتهم ستظل مصدر إلهام للأحرار في كل مكان، مشددة على “أن فلسطين ستبقى حرة، وأن الاحتلال إلى زوال”.
ومن بين تدوينات تأبين الشهيد محمد ضيف ما كتبه المفكر الإسلامي الموريتانيا البارز محمد جميل منصور الذي نعاه قائلاً: “رحم الله أبا خالد وإخوانه القادة، فقد أثبتوا أنهم كانوا يتقدمون الصفوف، ويقتحمون جموع العدو، نعم القادة هم، وقد تركوا من يكمل وينوب؛ ففي فلسطين كل شيء استثنائي وفريد”.
وإلى هذا، واصل نشطاء الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني بفروعه وأقسامه وعبر منابره الإعلامية، التحسيس والتعبئة الإعلامية والسياسية لصالح الشعب الفلسطيني، وهو ما أكد أن موريتانيا لا تزال في طليعة الدول المناصرة لفلسطين، سواء عبر الدعم الشعبي والرسمي، أو من خلال المبادرات الإغاثية والميدانية التي توفر المساعدة لأهالي غزة.
وفي هذا السياق، نظم الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني بالتعاون مع جمعية المستقبل الموريتانية للدعوة والثقافة والتعليم، مهرجانًا جماهيريًا في ساحة قصر المؤتمرات القديم بنواكشوط، احتفالًا بـانتصار المقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى.
وشهد المهرجان حضورًا واسعًا من ممثلي المبادرات الداعمة لغزة، والجمعيات الخيرية، والأحزاب السياسية، والعلماء، والأئمة، والتجار، والأطباء، والإعلاميين، حيث أكد المتحدثون أهمية هذا الحدث التاريخي والدور الكبير الذي لعبته المقاومة في مواجهة الاحتلال.
وأكد المشاركون في كلماتهم أن القضية الفلسطينية “ستظل القضية المركزية للأمة، وأن دعمها واجب لا يسقط بالتقادم”.
وأكد الأمين العام للرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني، الأستاذ شيخان ولد بيب، “أن هذا المهرجان هو احتفاء بانتصار المقاومة بعد خمسة عشر شهرًا من العدوان الوحشي والتكالب الدولي على غزة، ومع ذلك حققت المقاومة هذا النصر العظيم”.
كما أشاد بالدور التاريخي للشعب الموريتاني في دعم القضية الفلسطينية، مضيفًا “أن المعركة لم تنتهِ بعد، بل إن التحدي الآن هو إعادة إعمار غزة، داعيًا الجميع إلى المشاركة في هذا الجهد، كما دعموا المقاومة بالسخاء المادي والمعنوي”.
وفي كلمات لقادة في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ألقيت عبر تقنية الاتصال عن بعد، حيا خالد مشعل، رئيس حركة “حماس” في الخارج، الموريتانيين على مواقفهم الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، مشيدًا بالدعم الذي تقدمه جماهير موريتانيا للمقاومة.
وأكد مشعل أن “معركة الطوفان لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل محطة فاصلة أثبتت أن إرادة الشعوب أقوى من الاحتلال، وأن المقاومة ماضية حتى تحرير الأرض والمقدسات”.
كما أشار إلى “أن وقوف الأمة مع فلسطين هو واجب عقائدي وأخلاقي لا يمكن التخلي عنه”.
وفي مداخلة مباشرة أخرى منقولة عن بعد، أكد أسامة حمدان، القيادي في حركة “حماس” أن “معركة الطوفان كشفت هشاشة العدو وأكدت أن الاحتلال إلى زوال”، مشددًا “على أهمية استمرار الدعم الشعبي والرسمي للقضية الفلسطينية”.
وأشاد حمدان بالمواقف الموريتانية المشرفة، مؤكدًا أن “نواكشوط كانت وستظل قلعة للصوت الحر الداعم لفلسطين”، كما دعا “إلى تكثيف الجهود لتعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني في مختلف الساحات”.
وفي السياق ذاته، نظمت المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني وللدفاع عن القضايا العادلة أمس، مهرجانًا شعبيًا حاشدًا لتأبين قادة شهداء طوفان الأقصى.
وأكد مسؤولو المبادرة خلال المهرجان “أن التضحيات الجسام التي قدّمها القادة الشهداء ستبقى نبراسًا يضيء درب المقاومة حتى التحرير، مشددين على أن ما قدموه من بطولات لم ولن يذهب سدى، بل أصبح ركيزة لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته.
وفي كلمة له أضاف أحمد الطالب بونا، رئيس المبادرة، قائلًا: “لقد ترجل القائد محمد ضيف وصحبه، لكن نهجهم باقٍ، ومسيرتهم لن تتوقف، وأروحهم ستظل نبراسًا يضيء درب الأحرار في كل مكان”، مبرزًا “أن الشهادة التي نالوها اليوم هي وسام شرف يزين جبين الأمة، وهي عهد متجدد بأن فلسطين ستبقى حرة، وأن الاحتلال إلى زوال”.
وأوضح “أن الشعب الموريتاني سيظل وفيًا للقضية الفلسطينية، داعمًا لخيار المقاومة حتى استعادة كامل الحقوق المشروعة، مشيرًا إلى أن شهداء طوفان الأقصى سطّروا بدمائهم صفحة جديدة من العزة والصمود في وجه الاحتلال”.
وأكد خطباء المهرجان التأبيني “أن المعركة الأخيرة كشفت زيف قوة الاحتلال، وأكدت أن إرادة الشعوب أقوى من الطغيان، داعيًا الشعوب العربية والإسلامية إلى تكثيف الدعم للمقاومة ورفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
كما شدد المتحدثون “على أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للأمة، وأن نضال الشعب الفلسطيني هو نضال الأمة جمعاء ضد الاحتلال والعدوان”، مؤكدين “أن المواقف الثابتة للشعب الموريتاني تجاه فلسطين ستبقى عصية على أي محاولات اختراق أو تطبيع”.
وضمن أنشطة الإغاثة الموجهة للأهالي في غزة، أعلن المنتدى الإسلامي الموريتاني عن البدء في إقامة “مخيم شنقيط الثاني” في معسكر جباليا شمال قطاع غزة، وهذا المخيم مشروع إغاثي متكامل يهدف إلى توفير مأوى للنازحين، ويضم المخيم 250 خيمة لإيواء الأسر النازحة، ومسجدًا جامعًا ومحضرة لتعليم القرآن والعلوم الشرعي، ونقطة صحية لتقديم الرعاية الطبية، ومطبخًا عامًا لتوفير الطعام لسكان المخيم، ووحدات مرافق موزعة في أرجاء المخيم.
وأكد المنتدى “أن التمويل الأساسي للمخيم قد اكتمل، مع استمرار الجهود لاستكمال باقي احتياجاته”، مشيرًا “إلى أن التنفيذ سيستغرق حوالي ثلاثة أسابيع، ليكون جاهزًا لاستقبال النازحين قبل شهر رمضان المبارك، حيث سيتم تنظيم برامج رمضانية تشمل صلاة التراويح، والدروس، والإفطارات الجماعية”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس