سعد بوه ولد التراد: مررت بظروف صعبة خلال الاعتقال

1
سعد بوه ولد التراد: مررت بظروف صعبة خلال الاعتقال
سعد بوه ولد التراد: مررت بظروف صعبة خلال الاعتقال

أفريقيا برس – موريتانيا. قال السجين السابق سعد بوه ولد التراد لإفريقيا برس: إن أصعب فترة مر بها خلال سجنه كانت فترة الاعتقال لدى شرطة مدينة أطار في الشمال الموريتاني، والتي تجاوزت 15 يوما، وقال إن أحدا لم يلغه “بالأسباب التي من أجلها تم اعتقاله”، وحول سؤال عن حالة السجن من الداخل أشار سعد بوه إلى ذلك يختلف بحسب السجون، ففي الفترة الأولى للسجن كانت الظروف أحسن، وأكثر انسيابية، وهو ما لم يحصل عند ما تم نقله من سجن في منطقة الرياض بالعاصمة انواكشوط.

وكان سعد بوه ولد التراد قد تم اعتقاله 2023م، على خلفية مقطع فيديو تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي اتهمته السلطات بموجبه بالمجاهرة بالمعصية حسب تعبيرها.

ماهي الظروف التي تم اعتقالكم فيها؟ وهل واجهتم مضايقات خلال فترة الاعتقال؟

نعم، أتذكر أني كنت يوم الاعتقال في مشروعي السياحي، أزاول عملي فيه، وحياتي طبيعية، ثم جاءني شرطي وأخبرني أن المفوضية تطلبني، فلبيت الدعوة وفور وصولي للمفوضية سألت عن سبب استدعائي، لم يجبني أحدٌ منهم، وفورا تم اعتقالي، وحسب القانون فإن فترة الاعتقال لا تتجاوز مدتها القانونية ثلاثة أيام فقط، أما أنا فأمضيت 15 يوما لا استطيع الوضوء أو أداء الصلاة، وحُرمت من الماء والاشياء الضرورية والله على ما أقول شهيد..

بعد 15 يوما ومواصلتي للسؤال والإلحاح في طلب التوضيح، وبعد أن ذكرت لهم توبتي مما تناقتله وسائل التواصل الاجتماعي، وأشهدت الشرطة كما أشهدت الجميع على توبتي، قال الشرطة حينها إن النيابة أمرت بتوقيفي، فاستغربت الأمر وانزعجت، وذكرتهم بضرورة إخراجي من الاعتقال غير القانوني، أصروا على منعي من كل ذلك حتى من زيارة زوجتي لمكان اعتقالي، وأهلي… عانيت وضعا صعبا: الباعوض منتشر بكثرة، والوسادة كانت قنينة ماء معدني.

بعد جاء أحد الشخصيات المشهورة في المدنية وهو معلم صبيان (أستاذ محظرة)، فقلت هل هذا هو الشخص الذي شكاني، قالوا لا، لكن بعد شهر و15 يوما أي بعد عرضي على وكيل الجمهورية أبلغت أن الأستاذ هو الذي شكاني للشرطة، رغم نفي الشرطة سابقا ذلك.

هذه هي الظروف التي تم اعتقالي فيها..

هل أبلغتكم السلطات عن سبب واضح للاعتقال حينها؟

لم يبلغني أحد بالأسباب التي من أجلها تم اعتقالي، وبقيت طيلة 15 يوما في حيرة من أمري، لم يطلق سراحي في الأجل القانوني، ولا عرضت على القضاء، وأغلب الناس لا يعرفون الأسباب وراء اعتقالي، وتوقيفي عن عملي، وتقييد حريتي.

بعد تحويلكم إلى السجن هل تغير الوضع إلى أحسن، وكيف ترون واقع السجن من الداخل؟

بعد إحالتي إلى السجن تحسنت ظروفي بعد الأحوال المأساوية التي كنت أعيشها في فترة الاعتقال، بل إني لم أشعر أني في سجن، نظرا لتغير الظروف، سواء من ناحية المعيشة والرياضة، لكن تحويلي الثالث إلى سجن الرياض داخل العاصمة انواكشوط كانت الظروف هناك صعبة جدا، فالرياضة ممنوعة، والطعام لا يصلح للأكل، والاتصال أسبوعي، والزيارة ممنوعة، والأهل في أطار وهي مدينة بعيدة عن العاصمة انواكشوط التي سجنت فيها.

أرى أنه من الظلم أن يتم تغييب شخص حر في غياهب السجن، وهو كان يعيش حياة طبيعية، يبعث عن طريقة شريفة للحياة الكريمة وإعالة أولاده، ويستغني عن الناس والالتجاء إليهم، ثم في طرفة عين تجد نفسك في السجن مع السجناء بالمؤبد، من أصحاب السوابق، وسجناء المخدرات، هذه ظروف قاسية وصعبة نفسيا على من لم يقاسيها من قبل ولا تعوّد عليها، يحتاج السجين هنا إلى مستوى مضاعفا من الصبر والتعقل، والجلد، بعض الأحيان تواجه بعبارات نابية، وأخرى استفزازية، أحيانا تطلب النوم، فلا يسمح لك بذلك، أحيانا يسجن معك شخص مختل عقليا، هذه الظروف كلها عانيت منها.

في أطار مررت بظروف صعبة جدا، وقاسية إلى حد لا يتصور، حيث وضعت في غرفة ضيقة لا توجد داخلها منافذ للهواء، إلا نافذة صغيرة جدا بحجم شاشة الهاتف، وأنا مقصور داخله مع تسعة أشخاص كلهم يدخنون، أحسست حينها بضيق في التنفس.

هل لعبت منظمات المجتمع المدني دورا في إطلاق سراحكم؟

لعبت حركة كفانا دورا مهما في ملف إطلاق سراحي، عن طريق الأخ يعقوب ولد لمرابط رئيس الحركة، فقد زار مدينة أطار، وزار الأهل هناك والدي وزوجتي، وظل يتابع الملف، حتى إنه وكل محاميا، وظل كذلك حتى أطلق سراحي، ولم أكن مقتنعا في البداية بالتجاوب معكم لأن الملف دخلته القبيلة، لأكتشف بعد ذلك أن من وكلته القبيلة ربما له دخل في سجني وتقييد حريتي.

بعد عودتكم لمشروعكم هل ترون أن الحياة عادت إليه من جديد؟

الحياة في المشروع بدأت تعود بل عادت إلى الأفضل ولله الحمد، أشكركم.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس