فيضانات نهر السنغال تربك الدول المطلة على النهر

10
فيضانات نهر السنغال تربك الدول المطلة على النهر
فيضانات نهر السنغال تربك الدول المطلة على النهر

عبيد إميجن سالم

أفريقيا برس – موريتانيا. هرعت الحكومات في بلدان منظمة استثمار نهر السنغال إلى الضفاف النهرية حيث فاض النهر وتشرد السكان في ظاهرة كانت المنطقة قد عرفتها آخر مرة سنة 1995.

وناشد متحدثون باسم القرى والمدن المتضررة في موريتانيا والسنغال، المجتمع الدولي للتدخل حيث يعتقد على نطاق واسع بأن ما تقوم به الحكومات المحلية من جهود إنقاذ لا يكفي لجبر الأضرار البشرية والمادية البادية للعيان، وخلال الايام القليلة الماضية اضطر السكان إلى إخلاء منازلهم ومحالهم التجارية بعدما غمرتها مياه النهر، وزادت الأمطار الموسمية من حِدة الفيضانات العارمة.

قبل أسابيع على ملاحظة هذه الخسائر أنذرت مصالح الأرصاد والمناخ حكومات البلدان المطلة على حوض نهر السنغال بأن منسوب مياه النهر يتجه إلى مستوى الخطر مما يستوجب أخذ الحيطة والحذر.

ودعت الهيئة الوطنية للارصاد الجوية بموريتانيا جميع السكان القاطنين على طول الضفة اليمني إلى الابتعاد عن المناطق المعرضة للغمر حيث لاحظت أن المياه الناجمة عن فيضانات النهر قد تسببت في محاصرة عشرات القرى والبلدات القريبة من تفرعات النهر أو الوديان القريبة منه، بحسب بيان الهيئة وكانت معظم الطرق المؤدية إلى جنوب وغرب موريتانيا قد قطعت ما جعل السكان عالقين في خلجان أنشأها الفيضان الأقوى منذ سنوات، على حد تعبير مريام وهي سيدة من قاطني مقاطعة انتيكان بولاية الترارزة، بعدما وجدت نفسها محاصرة بالمياه قبل أن يصل ابنها من المدينة.

وتسببت الفيضانات الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه النهر في تهديد الحياة على ضفتي النهر اللتين تتقاسمهما موريتانيا (اليمنى) والسنغال (اليسرى) حيث شردت المياه سكان المدن والقرى وجرفت المزارع حيث غمرت المياه مزرعة اهلية للارز تقدر مساحتها ب63 هكتارا بمركز كوري الاداري القريب من مدينة سيلبابي (كيديماغا) والحقت أضرارا جسيمة ببعض المناطق والمدن التي شهدت القطاعا كليا للتيار الكهربائي. ودعت السلطات الموريتانية السكان إلى الانتقال إلى المناطق المهيئة للإيواء.

وفي السنغال سارع الخميس الماضي الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي إلى زيارة الضفة اليسرى لتفقد المناطق المتضررة من الفيضانات، ولتأكيد الحزم ظهر الرئيس السنغالي مرتديا البزة العسكرية، ومرفوقا بقادة المناطق العسكرية وأعضاء حكومته التي نصبت الخيام وتنافست المصالح السنغالية على تقديم جهود الإغاثة والمساعدة لتخفيف آثار الفيضانات. وأكدت وسائل الإعلام المحلية في كلا البلدين حدوث حالات وفيات بين المتضررين.

وكانت منظمة استثمار نهر السنغال قد أقامت العديد من السدود الكهرومائية على امتداد حوض النهر البالغ طوله 1790 كيلومتر ومن أشهرها خزان ماننتالي المقام خلال الفترة 1982-1988 في الجانب المالي، وهي منشأة تضم هياكل هيدروليكية وجسرين جانبين صخرين، ويرى القائمين على المشاريع الانمائية لدى المنظمة أن خزان ماننتالي يخدم تنظيم تدفق نهر السنغال وري 255000 هكتار من الأراضي.

وكانت المنظمة قد أضافت في عام 2002، محطة طاقة بقدرة 200 ميغاوات بخمس توربينات إلى الخزان، وينظر في الوقت الراهن إلى هذا الخزان كمساعد ممكن لحصر المياه عن مواصلة التدفق إلى المناطق النهرية باعتبار سدا قويا ومنيعا. وفي هذا الصدد سارعت المنظمة إلى فتح أبواب الخزان الثمانية من أجل تصحيح وجهة المياة المتدفقة والتي وصلت تهديداتها منطقة الفوتاجالون بغينيا كوناكري، كما غمرت المنازل والمدن السنغالية التي وصل عدد المشردين فيها إلى 55 ألف متضرر خاصة في منطقة “كيدوغو” ومنطقة “سرايا”.

وكانت ولايات الضفة الأربعة في موريتانيا (كيديماغا، كوركول والبراكتة والترارزة) قد تأثرت بشدة بارتفاع منسوب المياه حيث تم إيفاد وفد حكومي بقيادة المندوب الوطني للتضامن ومكافحة الاقصاء “التآزر” السيد الشيخ ولد بد، والذي أشرف على نصب الخيام ونقل السكان إلى المناطق المهيأة للإقامة مؤقتا، وعبرت المواطن “صيدو” عن شكره للجيش الموريتاني الذي تدخل من اجل إنقاذ السكان ونقلهم عبر الزوارق والمركبات العسكرية، وتساءلت الناشطة على شبكات التواصل الاجتماعي حواء كاي عن دور السياسيين الذين طالما تنافسوا على اصوات هذه المنطقة ذات الكثافة السكانية الكبيرة، فيما انتقد المدون الشهير سيدي ولد اكماش ما اسماه بعجز الحكومة عن نصب خيام لائقة بالمشردين مع تجهيزها بالمعدات الضرورية في ظل انتشار الامراض.

وانتقد جهات معارضة بُطئ التدخل الانساني وضعف الوسائل المرصودة لهذه العملية، حيث عبرت المعارضة السنغالية عن سخطها الشديد على تأخر الحكومة عن الوصول إلى المناطق المتضررة، وحول مهام منظمة استثمار نهر السنغال نشر مغردون ومدونون موريتانيون مزيدا من الانتقادات لهذه المنظمة باعتبارها مقصرة في جوانب الإنقاذ والتدخل الانساني.

وكانت منظمة استثمار نهر السنغال قد تأسست سنة 1972 لتكون بذلك مؤسسة مشتركة للتعاون بين الدول المجاورة لنهر السينغال، وهي موريتانيا والسينغال ومالي بالإضافة إلى دولة المنبع غينيا.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس