كيف يمكنك حماية أطفالك من أخطار الذكاء الاصطناعي؟

1
كيف يمكنك حماية أطفالك من أخطار الذكاء الاصطناعي؟
كيف يمكنك حماية أطفالك من أخطار الذكاء الاصطناعي؟

أفريقيا برس – موريتانيا. ارتفع معدل حالات الاستغلال الجنسي للأطفال عام 2020، وذلك بفضل استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي لإخضاع الأطفال وابتزازهم كما أشار تقرير معهد الأمم المتحدة الإقليمي لبحوث الجريمة والعدالة الجنائية، وعززه التقرير الذي نشره تحالف إنقاذ الأطفال العالمي في موقعه مباشرة بشأن أخطار الذكاء الاصطناعي على الأطفال.

ولا يمكن حصر أخطار الذكاء الاصطناعي على الأطفال في نوع واحد من المخاطر، إذ تبدأ عند المحتوى البذيء والمولّد باستخدام الذكاء الاصطناعي لابتزاز الأطفال، وحتى انتحال الشخصيات والاستدراج لارتكاب جرائم التحرش وغيرها.

لذا، أصبحت التوعية بمخاطر الذكاء الاصطناعي وآليات حماية الأطفال منه جزءا محوريا من آليات حماية الأطفال، ولا تقتصر هذه التوعية على الأهالي فقط، بل تمتد لتوعية الأطفال بهذه المخاطر والتحذيرات التي يجب أن تصل إليهم.

وفيما يلي مجموعة من أهم الخطوات والآليات التي يمكن عبرها حماية الأطفال من أخطار الذكاء الاصطناعي في الإنترنت:

1- بناء حوار فعال مع الأطفال

يشير تقرير تحالف إنقاذ الأطفال العالمي إلى أن الآلية الأهم في حماية الأطفال من أخطار الذكاء الاصطناعي خصوصا ومخاطر الإنترنت عموما هي بناء حوار فعال ومفتوح مع الأطفال بشكل مستمر.

يجب أن يثق الطفل بوالديه، وأن يكون مستعدا لنقل أي تجربة سيئة يمر بها عبر الإنترنت أو يشعر بالخوف منها، لأن المعتدين عبر الإنترنت يحتاجون إلى أن يجد الطفل نفسه خائفا ومضطربا وغير قادر على اتخاذ القرار الملائم.

ومن أجل هذا يعتمدون بشكل أساسي على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي لإيصال الطفل إلى هذه المرحلة وجعله غير قادر على اتخاذ القرار الملائم وخائفا من التوجه إلى ذويه.

وتتضمن عملية بناء الحوار الفعال -وفق ما نشره المركز- توعية الآباء بمخاطر الذكاء الاصطناعي وقدرته الكبيرة على اختلاق أشياء تبدو حقيقية، وذلك حتى لا يصدقوا كل ما يردهم عن أطفالهم.

2- الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين

رغم المخاطر الكبيرة التي يملكها الذكاء الاصطناعي والتهديدات الواسعة على أمن وسلامة الأطفال فإنه أداة ذات حدين يمكن لها تقديم فائدة كبيرة للأطفال وتوعيتهم بالمخاطر المحيطة بهم من أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى.

وتشجع بعض الدراسات الأطفال على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، ولكن تحت مراقبة الأهل من أجل تجنب هلوسات الذكاء الاصطناعي التي قد تنتج محتوى مسيء يعرّض الطفل للخطر.

وينطبق هذا الأمر على الأهل أيضا، إذ يجب عليهم إتقان استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وفهم قدراته بشكل كبير حتى يتمكنوا من تقييم الموقف بشكل ملائم والاستفادة من أدواته في حالة الحاجة إليها.

3- بناء شبكة من الكلمات السرية

نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا عن حماية الأسرة والأطفال من أخطار انتحال الشخصيات عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي كتبته شيرا أوفيدي.

وذكرت أوفيدي آلية اتبعها دان وودز الخبير الأمني والضابط السابق من أجل حماية نفسه وأطفاله من أخطار الذكاء الاصطناعي وانتحال الشخصيات، وهي تعتمد أساسا على بناء شبكة من الكلمات السرية والأكواد التي تشير إلى المواقف المختلفة.

وعبر استخدام هذه الشبكة من الكلمات يمكنك اكتشاف المحتال فورا حتى لو كان صوته مطابقا لصوت شخص آخر تعرفه، فإن كان الصوت مطابقا ولا يعرف كلمات السر فإن هذا يعني أنه محتال.

وبينما تبدو هذه الطريقة قديمة، لكنها أثبتت نجاحها في العديد من الحالات، ومن بينها محاولة انتحال شخصيات حكومية بارزة في أميركا، ومن بينها وزير الخارجية ماركو روبيو، وفق تقرير “نيويورك تايمز”.

4- استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لمواجهة الاحتيال عبره

تبدو هذه الفكرة مستهلكة بشكل كبير، ولكن يمكن مواجهة النار بالنار والاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لاكتشاف حالات الاحتيال والمحتوى المزيف، وذلك بفضل وجود العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تعمل على ذلك.

وفي العادة، تقوم هذه الأدوات بتحليل الصور ومقاطع الفيديو ومقاطع الصوت عبر خوارزميات متقدمة للغاية من أجل الوصول في النهاية إلى نسبة مئوية تعبر عن احتمالية كون المحتوى مولدا بالذكاء الاصطناعي.

وتعمل هذه الأدوات مع جميع أنواع المحتوى، بدءا من النصوص والمحتوى المكتوب وحتى مقاطع الفيديو والمحتوى الصوتي، وتختلف نتائجها بناء على جودة المحتوى المقدم، ولكنها في العادة لا تخطئ.

وينصح دائما باستخدام الأدوات المدفوعة في هذه الحالات من أجل التيقن من مدى صدق ودقة المحتوى الوارد إلى المستخدمين وإن كان مصنوعا بالذكاء الاصطناعي أم حقيقيا بشكل كبير.

5- الانتباه إلى التفاصيل دائما

لا يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي هو خطر بحد ذاته، ولكن آليات استخدامه السيئة تجعله خطرا، لذا يجب على الطفل أو ذويه عدم الخوف من الذكاء الاصطناعي بحد ذاته.

ولأن أي عملية احتيال تعتمد على الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن تتم دون إقناع الضحية فإن الانتباه إلى التفاصيل والتركيز فيها بشكل مستمر هما مفتاح اكتشاف حيل الذكاء الاصطناعي ومكالمات الاحتيال.

وقد تختلف هذه التفاصيل من حالة إلى أخرى، ولكن بشكل عام ينصح بأن يرفض المستقبل المحادثة ثم يعاود الاتصال مباشرة بالجهة التي قامت بالمحادثة ولكن من هاتفه، فهذا يجعله يصل إلى الشخص الحقيقي وليس الشخصية المزيفة باستخدام الذكاء الاصطناعي.

6- جهود مشتركة

تقول شيرا أوفيدي في تقرير “واشنطن بوست” إن مخاطر الذكاء الاصطناعي الكبيرة تجعل جزءا من آليات الردع يقع على الحكومات والهيئات المنظمة والشركات المطورة لهذه التقنيات.

وتوضح أوفيدي أن تطور هذه التقنيات بشكل كبير أدى إلى واقعية غير مسبوقة في المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن الشركات يجب أن تحظر الوصول إلى مثل هذه التقنيات للعامة، وأن تراجع كافة أنواع المحتوى الناتجة عنها.

لكن مع غياب هذه التشريعات في الوقت الحالي تقع المهمة على عاتق الأهالي من أجل تنظيم الأمر وحماية أطفالهم قدر الإمكان.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس