اعتبر نائب رئيس حزب “الوئام الديمقراطي الاجتماعي”، إدومو ولد عبدي ولد أجيد، أن قرار حزبه مراجعة تموقعه في الساحة السياسية الموريتانية أملته ضرورة “العمل على المحافظة على السكينة والاستقرار” في البلد؛ مبرزا أن ذلك “يحتم المسؤولية والمرونة في القرارات من أجل ديمومة كل مشروع سياسي”؛ وفق تعبيره.
واستعرض ولد أجيد، في تدوينة مطولة نشرها على حسابه الشخصي في موقع “فيسبوك”، مختلف المراحل التاريخية التي مرّ بها حزبه. اذ تأسس هذا الحزب قبل ثمان سنوات باندماج حزبين سياسيين قائمين وكتلتين سياسيتين تتقاسمان معهما نفس الرؤية السياسية والأفكار والأهداف.
اسس المولود الجدبد(حزب الوئام ) علي فكرة الوسطية و حاول ان تكون نهجا سياسيا جديدا و تعاطفت معه الجماهير و مع خطابه الرامي الي نبذ التطرف و العنف و المطالبة بفكرة الحوار و التشاور البيني في الأمور الوطنية الكبري.
وكان المتوقع أن تحذو الأحزاب الأخرى نفس الطريق لنتمكن من تأسيس اطار وطني و سياسي ناضج تلتئم فيه الأفكار و الرؤي المتطابقة. وبالتالي تكون بحق مبادرة سياسية راقية لا مكابرة في جدوائيتها تساهم في عقلنة الحقل السياسي للبلد و الحد من فوضوية انشاء الاحزاب السياسية لاغراض لا تخدم المصلحة العامة للسياسة وان كان الدستور يكفل ذلك الحق.
لم يتغير خطاب الحزب طيلة هذه العشربة من عمره متمسكا بخيار الوسطية و الحوار و الدفاع عن الثوابت الأساسية من بينها علي سبيل المثال رفض المساس بالمواد المتعلقة بعدد المأموريات و سن الترشح لرئيس الجمهورية وعبر الحزب عن ذلك في أكثر من مناسبة اعلامية بدون لبس أو محاباة .
لم يعد الجمود في المواقف السياسية هدفا في حد ذاته. ان الظروف و التحولات الكبرى هي التي تملي التموقع علي الساحة السياسية الوطنية و يخضع هذا التموقع الي تقييم مستمر و منهجي و موضوعي من اجل بلوغ اهداف الحزب التي رسمها و صادقت عليها هيآته المنبثقة عن نظاميه الأساسي و الداخلي.