العلامة حمدا ولد التاه يرد على قضية إغلاق مؤسسات إسلامية

66

قام العلامة الشيخ/ حمدا ولد التاه رئيس رابطة العلماء الموريتانيين بالرد غير المباشر على ما يشغل الساحة حاليا من موضوعات وتجاذبات سياسية ,أهمها موضوع إغلاق السلطات العمومية لمركز تكوين العلماء وجامعة عبد الله بن ياسين , وكان الرد في صيغة بيان من الرابطة تم التطرق فيه لعدة نقاط منها ما يلي :

أولا: الحرية:

ولها ضوابط شرعية لا يجوز لها أن تخرج عليها، فمع المخالف في الديانة لا يسب إلهه: (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ) ومع المقدسات: (وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) ومع كل المسلمين: (إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) و (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) وعليه فما يقوله غير المسلمين لحكامهم لا يجوز للمسلمين أن يقولوه لحاكم إسلامي يحكم دولة إسلامية، وأما الحاكم المسلم فعرضه محفوظ وطاعته واجبة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ) ولحديث عبادة ابن الصامت: (وأن لا ننازع الأمر أهله).

ثانيا: الموقف من المؤسسات:

وفيما يخص المؤسسات ومنحها الترخيص أو سحبه فهذه مسائل إدارية إجرائية داخلة في حيز المباح، والسلطة هي التي تقدر المصلحة في الإعطاء أو الأخذ، فمنح الترخيص في الأصل ليس بواجب وسحبه ليس بحرام.

ثالثا: وحدة الأمة:

وأما وحدة الأمة فكانت من النعم المتجذرة التي تعتبر من خصوصيات وثوابت البلاد، ولا تتحقق إلا بوحدة المعتقد والتشريع والمذهب، وتحصن بالتزكية التربوية المهذبة للنفوس، والمعالجة لأمراض القلوب، (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا).

رابعا: موقف العلماء من الحكام: وأما الوقوف مع الحكام فهو الأصل إذ الأصل مسايرتهم وعقد بيعتهم، والنصح لهم والدعاء لهم، حفاظا على وحدة الأمة، وحماية لكيانها وأمنها واستقرارها.