انتخابات موريتانيا: نتائج بالتقطير ومفاجآت وانتقادات شديدة للجنة الانتخابية

15
انتخابات موريتانيا: نتائج بالتقطير ومفاجآت وانتقادات شديدة للجنة الانتخابية
انتخابات موريتانيا: نتائج بالتقطير ومفاجآت وانتقادات شديدة للجنة الانتخابية

أفريقيا برس – موريتانيا. وسط تضارب كبير للمعلومات، وتبادل للتهاني هنا والتعازي هناك، يواصل الموريتانيون متابعتهم لنتائج تصويتهم على النواب ومستشاري الجهات والبلديات التي تنشرها بالتقطير لجنة الانتخابات المستقلة.

ومع أن إذاعة وسائل الإعلام الحكومية لهذه النتائج متواصلة تباعا، فإن اللجنة المستقلة للانتخابات تقوم بنشر آنيّ لما تحصّل لديها على موقع مخصص لذلك على الإنترنت.

وأرجعت اللجنة المستقلة للانتخابات البطء الحاصل في فرز النتائج لتعدد الاقتراعات وكثرة الترشحات وارتفاع نسبة المشاركة.

وأوضحت اللجنة في بيان نشرته اليوم الإثنين “أن عملية فرز الصناديق تجري بدقة تامة خاضعة للقانون حرصا من اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات على شفافية ونزاهة انتخابات مايو 2023”.

وأكدت أنه “نظراً لخصوصية الاقتراع وتعدده بنيابيات وبلديات وجهويات، متزامنة في نفس الوقت، بات من الوارد التريث والانتظار لصالح الفرز وتوقيع المحاضر ورفعها إلى الجهاز المركزي للجنة”، مبرزة “أنها لم تسجل أي إشكال أو عائق يقف في وجه الفرز أو الإعلان أولا بأول، عن النتائج”.

وأعلن المستشار الإعلامي والناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد تقي الله الأدهم، أن “نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية والجهوية والبلدية وصلت حتى الآن 64%، وهي نسبة معرضة للتغيير تبعا لتقدم عمليات الفرز”.

وبحسب تحديث نشرته اللجنة الانتخابية منتصف نهار الإثنين، فقد تم فرز 44.55% من الأصوات الخاصة بالبلديات، و40.65% من الأصوات الخاصة بالجهوية، و40.75% من الأصوات الخاصة بنواب المقاطعات، و38.37% من الأصوات الخاصة بالقائمة الوطنية، و37.60 من الأصوات الخاصة بقائمة النساء الوطنية، و37.22% من الأصوات الخاصة بقائمة الشباب الوطنية.

ويؤكد هذا التقدم المحقق في عمليات الفرز أن النتائج النهائية قد يعلن عنها يوم غد الثلاثاء.

وبحسب ما هو متداول على صفحات الساسة على فيسبوك، فقد أظهر المفروز من المحاضر مفاجآت بتقدم أحزاب صغيرة وتأخر أخرى كبيرة.

واحتدم التنافس في هذه الانتخابات بين حزب الإنصاف الحاكم الذي أثرت عليه سلبيا، ترشيحاتٌ أغضبت الكثيرين، وحزب التجمع الوطني المحسوب على الإخوان، والذي يسعى للمحافظة على موقعه كأقوى حزب معارض في البرلمان، وكمشرف على مؤسسة المعارضة الديموقراطية.

ومع أن اللجنة المستقلة للانتخابات تبذل جهدا مضنيا لتأكيد ما ذهب إليه الرئيس الغزواني وعدد من السياسيين، من أنها نجحت في تنظيم هذا الاقتراع، فقد أظهرت مواقف مسؤولين في الموالاة وآخرين في المعارضة وجود خلل في الجانب التنظيمي لهذا الاقتراع، خاصة عدم السيطرة على التزوير.

وتحدث رئيس البرلمان الموريتاني السابق الشيخ ولد بايه في تغريدة له على تويتر عما أسماه “خروقات فتحت المجال لعمليات تزوير واسعة النطاق”.

وأكد ولد بايه القيادي في حزب الإنصاف الحاكم، والذي نسّق حملاته في مدن الشمال الموريتاني أن “أسراب الوافدين من الداخل وطابعها العابر للحدود تكفلت بقتل إرادة الناخب في مقاطعتي وادان والبير الصغيرتين وفي نواذيبو”.

وأضاف أن “من مضاعفات هذه الظاهرة المشينة عدم تسليم المحاضر لممثلي حزب الإنصاف، بل غياب تام لاستمارات تلك المحاضر”.

أما صبحي ولد ودادي، نائب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (الإسلاميون) ومدير الإعلام في حملته الانتخابية، فقد أكد في تدوينة على حسابه أن “اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات ليست عاجزة فقط بل هي شريكة في التزوير، حيث أعدت له عن سبق إصرار، عامدة إلى عدم توفير المحاضر لتتمكن مما تفعله الآن: تحكم في النتائج، مفضوح”.

وتساءل: “هل يعقل مثلا أن تسير وتيرة تقدم نتائج اللوائح الوطنية بنسق ثابت لا يتذبذب صعودا ولا هبوطا ولا يتأثر باختلاف نتائج الأحزاب في المكاتب، وتيرة واحدة يمنح فيها حزب الإنصاف ما بين 30 و 34%؜ وحزب التجمع 10% لا تنقص ولا تزيد؟”.

ويضيف: “هذه عملية تمت هندستها منذ البداية: بتسهيل ترحيل الناخبين بواسطة التسجيل عن بعد، وبإدخال موضوع النسبية في انتخاب البلديات ليتاح للحزب الحاكم تفتيت نتائج المعارضة والتفرد بالعاصمة، ثم جاء انقلاب السيد مختار اجاي (منسق حملة الحزب الحاكم) وبيانه الواتسابي وولاته المنفذون ليتم إدخال المراكز الانتخابية في حالة فوضى وقفت طواقمنا فيها على مهرجان تزوير”.

وقال: “لقد مُنع بعد ذلك ممثلونا من المحاضر بحجة عدم وجود مستخرجات؛ بل دونكم مُرفق تم فيه تعديل النتائج التي أثبتت في المستخرجات فقد تمت تغييرها في محضر آخر مدخر لدى رئيس مكتب مزور”.

وتابع: “المعطيات التي لدينا، أن اكتساحا كبيرا حصل للوائحنا الوطنية في مناطق عديدة في الداخل، ولكن مُنع ممثلونا من المحاضر ظنا من خلايا حزب البيروقراطية الإدارية الذي يسمى اليوم الإنصاف؛ والذي يتحكم في “سيني” أننا سنرضى بعملية السرقة الكبيرة”.

وزاد: “هذه ليست انتخابات، هذه عملية بنيت على خديعة في البداية وتملص في التطبيقات عند التحضير وعودة إلى أساليب التسعينات في النهاية، ومع ذلك لدينا معطياتنا ويتقدم العمل في إدخالها بشكل سريع، وسنحمي كل صوت حر من مهرجان ول اجاي التزويري، ولجنة أرشيف معاوية البائدة”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس