أحمد إمبيريك
أفريقيا برس – موريتانيا. أدّى وفد من منظمة “مراسلون بلا حدود” برئاسة المدير العام للمنظمة، تيبو بريتين (Thibaut Bruttin)، ويضمّ ممثل المنظمة في موريتانيا، السالك زيد، والمسؤول الإقليمي لمكتب شمال أفريقيا، أسامة بوعجيلة، زيارةً رسمية إلى موريتانيا. وتُعدّ هذه الزيارة الأولى التي تُجريها المنظمة للبلاد، وتأتي بعد إحراز موريتانيا نتائج متقدّمة على مؤشّر المنظمة السنوي المتعلّق بحرية الصحافة.
وتضمّن برنامج الزيارة عدداً من اللقاءات مع مسؤولين وهيئات رسمية وغير رسمية. وقد التقى الوفد وزير الثقافة والاتصال والفنون والعلاقات مع البرلمان، الحسين ولد أمدو، ووزير العدل، محمد محمود ولد الشيخ عبد الله بن بيه، بالإضافة إلى لقاء مع رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، بالقصر الرئاسي.
ووفقاً لما صدر عن المنظمة في مؤتمر صحفي عُقد بعد اللقاءات، فقد قدّم الوفد عُروضاً تتعلّق بحماية الصحفيين الموريتانيين وتعزيز حرية التعبير في البلاد. وأشار رئيس المنظمة إلى أن وزير الثقافة تحدّث عن الإصلاحات التي تنتهجها الدولة في هذا الخصوص، مبيّناً ارتياحه لما يميّز التشريعات الوطنية من انفتاح وتغييرات جوهرية تضمن للصحفي فضاءً حراً لممارسة نشاطه.
كما أشار وزير العدل إلى تكريس الوزارة لترسانة من الإصلاحات القانونية تُفعّل مبدأ التوازن بين الحق والواجب، والحرية والمسؤولية، وهو ما يعكس التزام الدولة بسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان.
وأكّدت المنظمة أنّ التشريعات القانونية الموريتانية أحرزت تقدماً في هذا المجال، إلا أن التراجع في تفعيل هذه القوانين هو ما جعل موريتانيا تتأخر في مؤشر الحريات الصحفية.
قال ممثل المنظمة في موريتانيا، السالك زيد، إن الوصول إلى المعلومة ما يزال تحديًا حقيقيًا تواجهه الصحافة الموريتانية، مضيفًا أن تغوّل الإعلام في عدد من المجالات، ومن أهمها الإعلانات التي تُشكّل دخلًا لقطاعات الإعلام المستقل، قد أضعف هذا الأخير.
وعلى هامش المؤتمر، قال أسامة بو عجيلية، في تصريح لـ”أفريقيا برس”، إن هذه الزيارات جاءت بناءً على استشارة موسّعة تم تنظيمها مع المنظمات المهنية الممثلة للإعلام، كنقابة الصحفيين وتجمّع الناشرين الموريتانيين وبعض وسائل الإعلام المستقلة.
وردًا على سؤال حول التحديات الاقتصادية التي تواجه الإعلام المستقل، قال إن ذلك كان محل نقاش موسّع مع السلطات الحكومية الموريتانية والهيئات الرقابية، مشيرًا إلى أن هذا البُعد الاقتصادي يُعدّ أساسيًا في تكريس حرية الصحافة وخلق الفرص للتنافس الحر والاستثمار في هذا الميدان.
من جهة أخرى، قال أسامة بوعجيلة لـ”أفريقيا برس” إن مشكلة المتعاونين، التي تُعتبر اليوم أكبر تحدٍّ تواجهه الصحافة الرسمية في البلاد، بُحثت أيضًا مع وزير الثقافة الموريتاني الحسين ولد مدو، مضيفًا أن الأخير أبلغ المنظمة بأن الدولة قطعت أشواطًا في سبيل التغلب على هذه المشكلة ومعالجتها.
وأشار بوعجيلة: “نحن نتابع هذا الالتزام بناءً على العمل، وليس على حسن النيات”، حسب تعبيره.
وحول موضوع الاعتداء على الصحافة في موريتانيا، قال إن المعلومات المتوفرة لديه تشير إلى عدم وجود ما يدلّ على وقوع اعتداءات من هذا القبيل خلال السنة الماضية، باستثناء ما حدث للصحفي في شبكة TTV حنفي ولد الدهاه، مشيرًا إلى أن السلطات أوقفت المعتدي، وأن إطلاق سراح الأخير تم بناءً على مراقبة قضائية يخضع لها.
وأضاف بوعجيلة أن البلاد تشهد انفتاحًا في مجال الصحافة، لكن المنظمة تتطلع إلى المزيد، كما أبدى استعدادهم للتعاون والتشاور مع الصحفيين الموريتانيين، والتواصل معهم بشأن مستجدات الساحة الموريتانية، بهدف تكثيف المعلومات المتعلقة بواقع الصحافة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس
