أفريقيا برس – موريتانيا. أثار استمرار أزمة العطش في أحياء العاصمة نواكشوط المصاحبة لطقس شديد الحرارة الثلاثاء، انتقادات لبرلمانيين وسياسيين من المعارضة.
وأكد “تحالف أمل موريتانيا” الذي يضم برلمانيين معارضين “أن موجة العطش غير المسبوقة التي تعانيها العاصمة نواكشوط وبعض المدن والتجمعات السكنية في الداخل، أدت لارتفاع أسعار مياه الصهاريج، بشكل هائل ومرهق للمواطنين خاصة ذوي الدخل المحدود والطبقات الأكثر حاجة”.
وأضاف التحالف في بيان له “أن موجة العطش تزامنت مع أزمات أخرى تتعلق بحرمان المواطنين من جوازات السفر، وكذلك ارتفاع قياسي في أسعار بعض المواد الغذائية مثل البصل وغيره”.
وزاد التخالف “ندين تقصير الحكومة وخاصة الجهات المعنية والتي لم تقدم الحلول الناجعة في الوقت المناسب، فمن لم يستطع توفير الماء الشروب لن يوفر تنمية ولا تقدما في البلد، كما نوضح للرأي العام أن مشكل المياه والكهرباء وجوازات السفر ومشاكل المواد الغذائية ليست بسبب عجز مادي، فالميزانيات تضاعفت بعد وصول النظام الحالي للسلطة، ولكن السبب الحقيقي هو عدم توفر الإرادة والفساد المستشري في مفاصل الدولة وغياب الجدية والمحاسبة لدى النظام الحالي”.
ودعا التحالف “القوى الحية في موريتانيا وبخاصة الأحزاب والنقابات والإعلاميين وصناع الرأي، إلى التعبير بكل الوسائل المشروعة والمتاحة ضد هذا الواقع السيء والمتردّي”.
ونظمت حركة “كفانا” الشبابية المعارضة، الثلاثاء وقفة احتجاج أمام مقر الشركة الوطنية للمياه في نواكشوط، رفضا لانقطاع المياه عن العاصمة وعدد من مدن البلاد، حيث ردد نشطاؤها شعارات من بينها “نريد الماء” و”موريتانيا تعاني العطش” و “الشعب عطشان”.
وقال يعقوب أحمد لمرابط رئيس حركة “كفانا” المعارضة “أن تبرير الشركة للانقطاع المتواصل للمياه باطل شكلا ومضمونا كما أنه مرفوض”، مؤكدا “أنهم ماضون في الاستمرار في التظاهر سلميا حتى عودة شبكة المياه، وأنهم يرفضون امتصاص عرق المواطن الموريتاني بفواتير المياه دون توفيرها”.
وكانت وزارة المياه والصرف الصحي الموريتاني قد أرجعت أزمة العطش التي تشهدها العاصمة هذه الأيام إلى تراجع في إنتاج المياه القادمة من آفطوط الساحلي.
وأوضحت وزارة المياه في توضيح نشرته على صفحتها على الفيسبوك، أن “الارتفاع الكبير لنسبة الطمي في النهر سبب تراجعا في إنتاج المياه القادمة من آفطوط الساحلي إلى نواكشوط بنسبة تراوحت بين 40 و50% خلال الأيام القليلة الماضية”.
وأكد إسماعيل ولد عبد الفتاح وزير المياه والصرف الصحي الموريتاني في توضيحات للصحافة “أن أزمة العطش التي تضرب العاصمة نواكشوط ستنتهي في أقل من أسبوع”، مشيرًا “إلى أن السلطات اتخذت إجراءات لتخفيف الأزمة خلال هذه الأيام من خلال خطة استعجالية بدأت تؤتي بنتائج إيجابية”.
وأكد الوزير أن “الإنتاج اليومي من المياه سيعود إلى طبيعته في أقل من أسبوع”.
وأشار “إلى أن إنتاج المياه عبر مشروع آفطوط الساحلي الذي يصفي مياه النهر وينقلها للعاصمة عبر 230 كلم، قد تراجع من 130 ألف متر مكعب، إلى 70 ألف متر مكعب فقط”.
وأكد الوزير “أن من أسباب الأزمة تأخر في تنفيذ توسعة وتأهيل منشآت الإنتاج في مشروع آفطوط الساحلي، حيث كان من المبرمج في التصاميم الفنية للمشروع، أن تنجز هذه التوسعة قبل سنة 2020”.
وكحل للأزمة على المدى الطويل، أكد الوزير “أن الحكومة عبأت الموارد المالية الضرورية لإعادة تأهيل منشآت آفطوط الساحلي، ولزيادة الإنتاج في حقل “إديني” الواقع شرق العاصمة ليصبح 100 ألف متر مكعب بعد أن كان 45 ألف متر مكعب فقط”.
ولإغاثة المواطنين، كلفت الحكومة ولاة نواكشوط والجهات المعنية بالمياه، بتوزيع الصهاريج والشاحنات على ولايات العاصمة كحل مؤقت لتوفير المياه لساكنة العاصمة بشكل مجانا إلى أن تنتهي الأزمة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس