أفريقيا برس – موريتانيا. أعلن في موريتانيا الجمعة عن مصادقة الحكومة على مرسوم يتضمن إنشاء حساب تحويل خاص يسمى «بيت مال الزكاة الموريتاني».
وأكد بيان لمجلس الوزراء الموريتاني «أن افتتاح حساب التحويل الخاص المسمى بيت مال الزكاة الموريتاني، يدخل ضمن تنفيذ تعهد سابق للرئيس الغزواني متعلق بإنشاء هيئة وطنية تعنى بجباية الزكاة وصرفها في مصارفها الشرعية».
وأوضح «أنه سيتم تحديد آلية عمل خاصة ببيت الزكاة، كما سيجري تنظيمه بشكل يضمن شفافية تسييره، ويمد جسور الثقة ويقلل التكاليف ويضمن تحقيق الأهداف المنشودة ديناً ودنيا».
وفي توضيحات لمرسوم مأسسة الزكاة، أكد وزير المالية الموريتاني إسلمو ولد محمد امبادي «أن إنشاء بيت مال للزكاة على غرار ما هو موجود في الكثير من البلدان الإسلامية يهدف إلى تسيير فريضة الزكاة وفق أحكام الشريعة الإسلامية والمساهمة في تنظيمها وترشيدها، خدمة للسياسات الاجتماعية من جهة، ولتعميق البحث العلمي حول موضوع الزكاة والتوعية بأهمية إخراجها».
وأكد في تعليق له على مصادقة مجلس الوزراء على المرسوم المنشئ لبيت مال الزكاة، «أنه سيتم وضع آلية لتنظيم بيت مال الزكاة، من خلال مرسوم مشترك سيصدر عن وزيري المالية والشؤون الإسلامية يحدد طرق تلك الآلية ضماناً للشفافية والثقة بين طرفي الزكاة وهما المزكي وجهة الجباية».
وأكد الوزير «أنه سيتم تشكيل لجنة ذات مصداقية من العلماء والفقهاء لتسيير هذا الصندوق وتحديد المستفيدين منه».
وقال: «سيتم إنشاء مؤسسة تعنى بالزكاة، بطريقة تدريجية قابلة للتطور حسب الظروف لتسهيل ولوج المستحقين للزكاة»، داعياً الجميع إلى المساهمة في التحسيس بهذا الصندوق حتى تعم الفائدة.
وقال: «لقد اتخذت ضمانات كفيلة بتحقيق أهداف بين الزكاة بدءاً باللجنة التي ستشرف عليه وما ستقوم به هذه اللجنة من توعية لشرح أهميته والمزايا التي سيحققها للمجتمع، خاصة الفقراء»، مشيراً «إلى أن مشروعاً بين الزكاة سينفذ بطريقة تدريجية لعدم تعود الموريتانيين عليه».
وبدأت الحكومة الموريتانية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، التحضير لتأسيس بيت الزكاة، حيث نظمت وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان أياماً تحسيسية تمهيداً لانطلاق الهيئة الوطنية للزكاة.
وقم علماء وباحثون دوليون وموريتانيون خلال هذه الأيام عروضاً علمية مؤصلة حول الزكاة وأهمية تنظيمها وجبايتها مع تقديم نماذج وتجارب في بعض البلدان العربية والإسلامية.
وأبرز العلماء «أهمية ومردودية الزكاة الاقتصادية والمالية وأهميتها في تحقيق التكافل والسلم المجتمعي».
وأدرجت وزارة الشؤون الإسلامية الموريتانية، توجه الحكومة نحو مأسسة الزكاة ضمن استراتيجية محاربة الفقر والعوز، والقضاء مختلف مظاهر التهميش والإقصاء خدمة للوطن والمجتمع».
وأكد الداه ولد أعمر طالب وزير الشؤون الإسلامية الموريتاني «أن وزارته ستعمل على مَأْسَسَةِ الزكاةِ بشكلٍ يضمن أعلى استفادةٍ للمُحتاجين الموريتانيين من هذه الثروة الكبيرة، التي يمكن أن تُقدِّم الكثير لمصاريفها إذا أُحِسِنَ تسييرُها بانضباطٍ لا ارتجالَ فيه، وبشَراكةٍ تسييريّةٍ شفافةٍ ومطَمْئِنة في الجباية والصرف بين المُزَكِّي والمؤسسة حتى يَطمئنَّ الجميعُ ببراءة ذمته أمام الله عز وجل في أداء هذا الفرض العظيم».
وأوضح «أن تأسيس بين الزكاة أمر يعترضُه الكثيرُ من مطباتِ الجِدَّةِ، والحاجةِ المُلِحَّة لبناء الثقة، لكننا، يضيف الوزير، على يقين تام أن إخلاصَ النياتِ والجدِّيَّةَ والعزمَ والفِعلَ النقِيَّ، والسعيَ من الجميع لأن يضعَ بصمتَهُ في هذا الصرح الخيري العظيم لِينالَ به ذكراً خالداً في الملأ الأعلى بعد أن ينساه الجميعُ على أديم هذه الأرض، فيكون له جهدٌ مكتوب في كفالة اليتيم، وإيواء الأرامل، وتفريجِ كُرُبات المُعسرين».
وبالرغم من الترحيب الواسع الذي لقيه قرار مأسسة بيت الزكاة، فقد أكد موقع «الفكر» الإخباري المستقل «أن بعض رجال الأعمال الموريتانيين يتخوفون من تدخل الدولة في زكاتهم، وهم يفضلون أن تظل أيديهم مبسوطة بالخير والعطاء بسخاء وحرية، يصلون ما أمر الله به أن يوصل بدافع الاحتساب، دون أن تتدخل لهم الدولة في أداء ركن الزكاة».
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس