موريتانيا: جدل حول توقيف البرلماني والحقوقي ولد اعبيد والمعارضة تدعو للإفراج عنه

19
موريتانيا: جدل حول توقيف البرلماني والحقوقي ولد اعبيد والمعارضة تدعو للإفراج عنه
موريتانيا: جدل حول توقيف البرلماني والحقوقي ولد اعبيد والمعارضة تدعو للإفراج عنه

أفريقيا برس – موريتانيا. يحتدم جدل كبير داخل الأوساط السياسية الموريتانية، حول استجواب واصلته الشرطة الموريتانية يوم الخميس مع النائب البرلماني والحقوقي بيرام ولد الداه اعبيد المعتقل منذ صباح الأربعاء، إثر تصريحات توقع فيها “حمل أحرار موريتانيا للسلاح إذا أقرت الحكومة انتخابات مايو”.

وقال سيد أحمد ولد أحمد وزير الإسكان الناطق باسم الحكومة وكالة، “أن مهمة الحكومة الأولى هي توفير الأمن والاستقرار، والقانون يسري على الجميع بشكل متساوي، ورئيس الجمهورية وحكومته يسهران على ضمان الأمن والاستقرار للمواطنين في جميع أنحاء البلد”.

وفرقت قوات مكافحة الشغب أنصار ولد الداه اعبيد الذين تجمعوا أمام إدارة الأمن واعتقلت عددا من مؤيديه، دون أن تقدم شروحا للأسباب التي دعت لاعتقاله واستجوابه.

ودعت ستة أحزاب موريتانية معارضة “إلى الإفراج الفوري عن ولد اعبيد، وكافة المعتقلين الآخرين دون قيد أو شرط”.

جاء ذلك في بيان مشترك في بيان مشترك صدر صباح الخميس عن قادة أحزاب التجمع الوطني (الإسلاميون) واتحاد قوى التقدم، وتكتل القوى الديمقراطية، والجبهة الجمهورية للوحدة والديمقراطية، والتحالف الشعبي التقدمي، والصواب.

وأكد البيان “أن اعتقال النائب البرلماني ورئيس حركة (إيرا) بيرام الداه اعبيد زيادة غير مسبوقة في حالة التوتر والاحتقان الذي نجم عن فشل لجنة الانتخابات في تنظيم انتخابات شفافة ونزيهة، مما أعاد المسلسل الديموقراطي في موريتانيا إلى المربع الأول”.

ولفت قادة الأحزاب إلى “أنه في وقت تحرص فيه القوى السياسية على الأمن والاستقرار والابتعاد عن كل ما يهدد السكينة، تم في ظروف غامضة توقيف النائب بيرام الداه اعبيد من طرف السلطات الأمنية دون الكشف عن أسباب وملابسات هذا التوقيف”.

وألزمت الأحزاب “مناضليها بالتمسك بخيار النضال السياسي السلمي لمواجهة الأزمة الانتخابية سعيا إلى حماية البلد وإفشال جميع المحاولات الهادفة إلى التراجع عن المكتسبات التي تحققت في مجال الديمقراطية وفي مقدمة ذلك المحاولات المهزلة الانتخابية التي عرفتها البلاد خلال الأيام الماضية” حسب تعبير البيان.

وندد حزب الصواب المتحالف مع النائب ولد اعبيد في كشكول التناوب الديموقراطي بما وصفه “التوقيف الظالم للنائب البرلماني بيرام الداه اعبيدي من طرف الشرطة”.

ودعا الحزب في بيان صادر عن قيادته السياسية “السلطة إلى العودة إلى منهج التهدئة وتقوية فرص المناخات النقية”، كما دعا في الوقت نفسه “كل القوى السياسية في البلاد إلى الدفاع عن حق التعبير وعما تحقق من مكاسب الديمقراطية وصيانته بكل الطرق في جو بعيد عن كل أشكال العنف والفوضى والتدمير”.

وأضاف “أن الجهات الأمنية قررت مساء اليوم توقيف ولد اعبيد بإدارة الأمن الوطني بدعوى ما صدر عنه في مؤتمر صحفي عقده النائب يوم أمس الثلاثاء بمقر حركة “إيرا” وتحدث فيه عن ظروف وملابسات تزوير اقتراع 13 مايو واستشرف النائب من خلال بعض فقراته مخاطر التمادي في التلاعب بإرادة المواطنين وقهرها من طرف ثلة من المفسدين دأبوا على هذه الممارسة الهدامة منذ عقود”.

وأكد الحزب “أن هذا التوقيف يعود بالبلاد إلى حقب كانت الرغبة قد استوطنت تفكير شعبنا ونخبه الحكيمة في الابتعاد عنها ولو بأقل الخطوات، والابتعاد عن كل سلوك من شأنه أن يساهم في تقويض مناخ التهدئة السياسية والبحث عن التوافقات حول القضايا الكبرى التي تواجهها الدولة والمجتمع”.

وفي نطاق ذي صلة، اعتبر لفيف من المحامين المتعهدين بمؤازرة رئيس حركة (إيرا) بيرام الداه اعبيد، بقيادة المحامي الشيخ حندي أن اعتقال نائب في البرلماني وسياسي وحقوقي دون سند قانوني، خطأ يجب التراجع عنه فورا”.

واعتبر المحامون “أن المادة 50 من الدستور تنص على أنه: “لا يرخص في متابعة عضو من أعضاء البرلمان ولا في البحث عنه ولا في توقيفه ولا في اعتقاله ولا في محاكمته بسبب ما يدلي به من رأي أو تصويت أثناء ممارسته مهامه.. ولا يرخص في توقيف عضو من أعضاء البرلمان خارج دوراته إلا بإذن من مكتب الغرفة التي ينتمي إليها”.

وعلق القيادي الإسلامي البارز محمد جميل منصور على حادثة اعتقال بيرام الداه اعبيد قائلا “تستحق التصريحات التي أدلى بها يوم أمس النائب بيرام الداه اعبيدي كل الإدانة، فالحديث عن حمل السلاح والتلويح به والقول إنه خيار الأحرار إذا تم الإصرار على الانتخابات الحالية، حديث خارج السياق السياسي، ولعله أسوء تحضير لمهرجان المعارضة المقرر يوم الخميس.

وقال “تنافسوا وتباينوا كما تشاؤون، ولكن الأمن والسلم ليسا للمزايدة ولا المبالغة”.

ويتساءل الجميع في موريتانيا عن القرار الذي سيتخذ بشأن النائب ولد اعبيد، بين من يعتبر أن اعتقاله مجرد تخويف عابر سيطلق سراح ولد اعبيد بعده، ومن يرى أن السلطات نفد صبرها إزاء تصريحات ولد اعبيد النارية المسلطة في نفس الوقت على الغزواني وعلى وزير داخليته، بل وعلى عموم المكون العربي في موريتانيا المعروفة محليا بمسمى “البيضان”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس