أفريقيا برس – موريتانيا. تواصلت في موريتانيا أمس الأربعاء حملات التضامن والتبرع لصالح الفلسطينيين الذين يواجهون لليوم الخامس بصبر وشجاعة، آلة القتل الصهيونية التي انكشفت أمام العالم في أخبث صورها، حيث تصدرت النساء الموريتانيات صفوف المتبرعين بمنحهن الحلي والأموال.
وتحت الأعلام الفلسطينية الخفاقة في سماء نواكشوط، ارتدى آلاف الموريتانيين الكوفية الفلسطينية في مهرجان شعبي كبير ملأ المشاركون فيه ساحات المطار القديم وهم يرددون الشعارات والأغاني الحماسية المؤيدة للشعب الفلسطيني الذي يواجه منذ السبت الماضي، بشجاعة واستبسال وإيمان بهر العالم، آلة القتل الصهيونية.
وتتالى على منصة الخطابة المؤيدة للشعب الفلسطيني قادة الأحزاب السياسية الذين وحّدهم طوفان الأقصى رغم خلافاتهم السياسية وتبايناتهم العرقية والطائفية.
وفي بيان موحد، دعا المتحدثون باسم المهرجان «الشعب الموريتاني بكل أطيافه وقواه الحية إلى التعبئة الشاملة والمستمرة لنصرة الشعب الفلسطيني والوقوف معه بكل الوسائل الممكنة، وإطلاق حملات تبرع واسعة للمساهمة في تخفيف معاناة إخوتنا في فلسطين ومساعدتهم وهم يواجهون آثار الحرب والدمار والحصار وقطع الكهرباء، وما يستدعيه ذلك من ضرورة توفير الدواء والغذاء والمأوى وتوفير الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم».
وأكد البيان «أن الشعب الفلسطيني الأبي يتعرض منذ عقود لأبشع احتلال واستيطان شهدته البشرية في انتهاك صارخ وتحد للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومواثيق حقوق الإنسان».
وأضاف البيان «أن الأيام الأخيرة شهدت تصعيداً خطيراً لآلة القتل والتدمير من طرف جيش الاحتلال الإسرائيلي تجاوز كل الحدود».
«إن الأحزاب السياسية الموريتانية، يضيف البيان، لتعرب عن انشغالها العميق واهتمامها البالغ بالأحداث المتلاحقة في فلسطين المحتلة منذ فجر السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهي ترى أن طوفان الأقصى ردة فعل طبيعية ونتيجة حتمية لسلسلة الجرائم الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني وسياسة القتل والسجن والتنكيل والتشريد وهدم البيوت وترويع الأطفال وهتك الأعراض، والاستهانة والاستهتار بكرامة الإنسان الفلسطيني، والسعي الحثيث لتهويد القدس الشريف وتدنيس الأقصى وطمس هويته العربية والإسلامية وبشكل مستفز لمشاعر كل الشعوب العربية والإسلامية». «إن أي هجوم لجيش الاحتلال الإسرائيلي، يضيف البيان، لن يزيد الوضع في فلسطين والمنطقة برمتها إلا تدهوراً ومزيداً من الإصرار على مواجهة الاحتلال ومقاومة الظلم والعدوان، فالشعب الفلسطيني لن يستسلم ولن يهزم، ومصير الاحتلال إلى زوال».
ودعت الأحزاب السياسية الموريتانية «المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته في حماية الشعب الفلسطيني من العدوان والاحتلال الإسرائيلي السافر والمتصاعد، وأن يكف عن التسابق لدعم جيش الاحتلال والتحريض على الشعب الفلسطيني وعلى إبادته، في خرق صريح لمقتضيات حقوق الإنسان والمواثيق الدولية، وهو ما يشكل تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار في هذه المنطقة من العالم».
وشدد البيان على أنه «لا مساومة على حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».
وأكدت الأحزاب السياسية الموريتانية «دعمها الثابت للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي وفي نضاله المشروع لنيل حقوقه المشروعة في إطار حل عادل يحفظ له حقه وكرامته وسيادته»، داعية بالنصر والتمكين للشعب الفلسطيني وهو يدافع عن حقه المشروع في أرضه ومقدساته».
وحملت الحكومة الموريتانية في بيان رسمي صدر السبت الماضي، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن الأحداث الحالية، مؤكدة «أن ما يجري يعتبر نتيجة حتمية لما تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من استفزازات مستمرة وانتهاكات منتظمة لحقوق الشعب الفلسطيني ولحرمة المسجد الأقصى المبارك وتماد في التوسع الاستيطاني».
وجددت الحكومة على لسان الوزير الناطق باسمها الأربعاء «دعمها للحل السلمي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتأييدها التام لسيادة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، طبقاً للمبادرة العربية وللقرارات الدولية ذات الصلة».
هذا ويواصل الموريتانيون متابعتهم لما يجري في الأراضي المحتلة، معلنين ليل نهار، تضامنهم مع أشقائهم في غزة، والتزم الموريتانيون في هذا الصدد برفع الأعلام الفلسطينية فوق المنازل، وبارتداء الكوفية الفلسطينية.
وبينما واصل الشعراء قرض ونشر المقطوعات الشعرية الداعمة للقضية الفلسطينية والساخرة من قطار التطبيع مع العدو، تابع المدونون نشر الشعارات المؤيدة للشعب الفلسطيني، كما واصلوا تبادل الأدعية المبتهلة إلى الله بنصر الشعب الفلسطيني وإزالة السرطان الصهيوني من الأراضي المحتلة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس
