أفريقيا برس – موريتانيا. عبّر طيف واسع من التيارات الإسلامية الموريتانية عن تضامن واسع مع الشعب السوداني، في وجه ما وصفوها بـ»الجرائم الوحشية» التي ترتكبها قوات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو وتمويل من الإمارات، في مدينة الفاشر وإقليم دارفور عموماً، داعين إلى تحقيق دولي عاجل ومحاكمة المسؤولين عن تلك الانتهاكات التي وصفوها بأنها «جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية».
ففي الجامعة الموريتانية في نواكشوط، نظمت المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني وللدفاع عن القضايا العادلة أمس الأحد وقفة تضامنية في ساحة كليات جامعة نواكشوط، رفع خلالها المشاركون شعارات منددة بالمجازر ضد المدنيين السودانيين، ومطالبة بوقف «الصمت المريب» تجاه ما يجري في السودان. وأكد رئيس المبادرة أحمد الطالب بون في كلمته خلال الوقفة «أن المبادرة ستواصل دعمها للشعب السوداني الذي يتعرض لإبادة ممنهجة بدعم عربي وخذلان عالمي»، مشدداً على «أن طلاب موريتانيا سيظلون في مقدمة الداعمين للقضايا العادلة، وعلى رأسها قضية السودان المنسية».
و شددت عضو المبادرة دعاء محمد يحيى «على ضرورة إيصال صوت الشعب السوداني رغم التعتيم الإعلامي، ودعت إلى تفعيل الوعي الطلابي والإسناد الشعبي لنصرة القضايا العادلة في الأمة».
وعبّرت المبادرة، في بيان أصدرته عقب الوقفة، عن «استنكارها الشديد لما يتعرض له السودانيون من حصار وقتل وانتهاك للأعراض على يد ميليشيات «الدعم السريع»، وحمّلت من وصفتها بـ«الأنظمة العربية المتصهينة» جزءاً من المسؤولية عن استمرار هذه الجرائم».
ودعت المبادرة «الشعوب الإسلامية وقواها الحية إلى هبة عاجلة على المستويات السياسية والإعلامية والشعبية، لنصرة الشعب السوداني، ورفع الحصار عن المدنيين في الفاشر».
وفي السياق ذاته، أصدر حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، محسوب على الإخوان، بياناً شديد اللهجة، وصف فيه ما يجري في الفاشر بأنه مجزرة بشعة وجرائم إبادة مروعة بحق المدنيين العزل»، مؤكداً «أن ما تقوم به قوات «الدعم السريع» هو وجه آخر من وجوه التدخل الخارجي الذي يستهدف تمزيق السودان وضرب وحدته».
وحمل الحزب «ميليشيات «الدعم السريع» ومن يدعمها بالمال والسلاح والغطاء السياسي المسؤولية الكاملة عن تلك الفظائع»، مطالباً «بـتحقيق دولي عاجل ومستقل ومحاكمة المتورطين، مع توفير حماية أممية للمدنيين في دارفور وتأمين الغذاء والدواء لهم».
كما دعا الحزب «القوى الأجنبية إلى الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للسودان، واحترام استقلاله وسيادته ووحدة أراضيه». الإسلامي الموريتاني، فقد أعلن في بيان آخر «عن تضامنه الكامل مع الشعب السوداني، داعياً «الأمة الإسلامية إلى القيام بواجبها في دعم إخوانهم في السودان مادياً ومعنوياً، ومؤكداً أن ما يجري هناك هو جزء من «مؤامرة شاملة تستهدف الأمة كلها». وأدان المنتدى ما وصفه بـ»الصمت الدولي المطبق أمام الجرائم الموثقة والمنشورة ضد المدنيين»، داعياً «العلماء والدعاة ورجال الأعمال والإعلاميين إلى تحمل مسؤولياتهم في نصرة المظلومين».
وأكد المنتدى «أن الجرائم التي تقع في السودان لا تنفصل عما يجري في غزة أو ليبيا أو اليمن»، معتبراً «أن الأمة تواجه مشروعاً واحداً يستهدف استقرارها ووحدتها وهويتها».
وفي خضم تفاعل الشارع الموريتاني مع مجازر الفاشر، أعادت الأحداث المأساوية في دارفور إلى الواجهة الجدل الواسع حول الزيارة التي أداها لموريتانيا في إبريل الماضي، السلطان أحمد أيوب علي دينار، الذي يحمل لقب «سلطان دارفور»، حيث جدد المدونون من نشطاء التيار الإسلامي انتقادهم للطريقة القادرية في موريتانيا التي أتاحت للسلطان المناصر للدعم السريع زيارة موريتانيا. واعتبر مدونون عديدون «أن زيارة سلان دارفور لموريتانيا تطبيع مع أحد المقربين من قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وأعاد المدونون للأذهان خلال هذا الجدل انتقادات الجالية السودانية في موريتانيا
لزيارة أحمد علي دينار بالتي أكدت أن «مستشار الجنجويد لموريتانيا إهانة لدماء الأبرياء السودانيين».
وبينما تتواصل الإدانات الموريتانية لمجازر الفاشر من القوى الإسلامية والطلابية، تتقاطع تلك المواقف مع نقاش داخلي محتدم حول زيارة مثيرة للجدل لشخصية دارفورية محسوبة على طرف من أطراف الصراع؛ تبقى القضية السودانية حاضرة في الوجدان الموريتاني، بين موقف مبدئي داعم للضحايا والمظلومين، وحرصٍ على عدم تسييس العلاقات الدينية والروحية القديمة التي تربط شعوب وطرق المنطقة منذ قرون.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن موريتانيا عبر موقع أفريقيا برس





