أفريقيا برس – المغرب. نجح فريق من الباحثين من المغرب وكندا في تطوير أول خرائط وطنية دقيقة لمستويات الفوسفور والبوتاسيوم في الأراضي الفلاحية المغربية. يُعتبر هذان العنصران من المغذيات الأساسية التي تحتاجها النباتات للنمو والازدهار. يساهم الفوسفور في تطوير الجذور وتحفيز النمو المبكر، بينما يعزز البوتاسيوم عملية التمثيل الضوئي والنشاط الإنزيمي ومقاومة الإجهاد لدى النباتات.
ويشير الباحثون إلى أن “توفر وتوزيع الفوسفور والبوتاسيوم له تأثير كبير على كفاءة استخدام الأسمدة واستدامة الزراعة، خاصة في البلدان شبه الجافة مثل المغرب، حيث تقييد العناصر الغذائية في التربة غالبًا ما يحد من غلات المحاصيل عن طريق كبح نمو النباتات وتطورها”.
ستُمكّن هذه الخرائط الجديدة، التي تُعد الأولى من نوعها في المغرب، المزارعين وصناع القرار من تحديد الكمية الدقيقة لهذه المغذيات في التربة، مما يتيح توصيات أكثر دقة بشأن الأسمدة واستراتيجيات زراعية محسّنة.
خرائط دقيقة لتوصيات زراعية محسنة
في مقال بعنوان “خرائط مرجعية عالية الدقة لمغذيات التربة في المغرب لدعم الزراعة المستدامة”، نُشر في 8 غشت في مجلة Nature، يوضح المؤلفون كيفية تطوير هذه الخرائط الوطنية المرجعية. استخدموا خوارزمية التعلم الآلي Random Forest، حيث جمعوا 5,276 عينة تربة للفوسفور و6,978 للبوتاسيوم، تم جمعها بين عامي 2010 و2022 من مختلف أنحاء البلاد. ولتحسين دقة التنبؤات، دمجوا 76 عاملًا بيئيًا، بما في ذلك المناخ والتضاريس والنباتات ونوع التربة.
على عكس الأبحاث السابقة التي اعتمدت على طرق الاستيفاء التقليدية، سمحت هذه الطريقة بإنتاج خرائط مفصلة بدقة 250 مترًا تغطي الأراضي الفلاحية في المغرب. تم اختبار الخرائط باستخدام مجموعات بيانات مستقلة وأظهرت دقة عالية، كما تم تضمين تقييم لعدم اليقين للإشارة إلى موثوقية التنبؤات، وفقًا لما أوضحه المقال.
تتوفر الخرائط بحرية في الوصول المفتوح، مما يتيح للمزارعين والباحثين وصناع القرار استخدامها لتحسين استخدام الأسمدة، ودعم الزراعة الدقيقة من خلال تكييف الممارسات مع الظروف المحلية، وتعزيز الزراعة المستدامة من خلال تجنب كل من الإفراط في التسميد ونقصه.
وأشار المؤلفون إلى أن “هذه الدراسة تمثل محاولة أولى لإظهار فوائد دمج التعلم الآلي مع المتغيرات البيئية في رسم خرائط التربة في المغرب”. وأضافوا أنها تضع إطارًا منهجيًا يمكن تطبيقه على مشاريع رسم خرائط التربة المستقبلية كبديل للنهج التقليدية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس