ماراثون رمزي من بروكسل يستحضر تضحيات المهاجرين

4
ماراثون رمزي من بروكسل يستحضر تضحيات المهاجرين
ماراثون رمزي من بروكسل يستحضر تضحيات المهاجرين

أفريقيا برس – المغرب. إذا كان المشي يحرر الكلام والجري يحرر الروح، فإن الماراثون يجسد بشكل مثالي الطابع الرمزي لمبادرة ديناميكية وجماعية في آن واحد، منخرطة في عمل للذاكرة يحمل رسالة سلام. هذا ما تقترحه مؤسسة حبيبة وأحمد، التي أسستها كنزة إسناسني، من خلال تنظيم النسخة الأولى من هذا الحدث يوم 27 شتنبر 2025، والذي سيربط بين مدينتي تارجيست وتماسينت.

تحمل كنزة إسناسني بفخر إرث أجدادها القادمين من الريف، وقد اختارت أن يكون خط الوصول في القرية حيث يرقد والداها، ضحايا جريمة قتل عنصرية وقعت يوم 7 ماي 2002 في بلدية سخاربيك ببروكسل (بلجيكا).

أطلق المنظمون العد التنازلي لهذا الحدث التذكاري والرياضي، الذي سيجري بعد عشرة أيام، على مسار يمتد لمسافة 42 كيلومترا. وفي حديثها مع يابلادي، أوضحت كنزة إسناسني أن الأمر يتعلق بمشروع شخصي للغاية تعمل عليه منذ عدة أشهر. وقالت “إنه رمز تكريمي لوالديّ، ومن خلاله أردنا أن يكون تكريما لجميع آبائنا وأجدادنا المهاجرين. كما أنه حملة توعية في إطار عملنا التذكاري، حتى لا ننسى تضحيات أجدادنا الذين غادروا أرضهم الأصلية للعمل في بلدان أخرى”.

وفي هذا السياق، شكّلت التحضيرات بالنسبة لها تجربة عقلية وجسدية، خاصة وأنها ستشارك في أول ماراثون لها. وأضافت “إنها النسخة الأولى. نحن ثلاثة مشاركين: أنا، والعداء بلال كعبوني، ومدربي البدني أنور. ومع مؤسسة حبيبة وأحمد، نحظى برعاية جمعية ذاكرة الريف، ولهذا كان مراد الحنكري داعما كبيراً لنا”.

وتؤكد كنزة “لقد استندنا إلى مواردنا الشخصية وأموالنا الخاصة لإنجاح هذا المشروع. إنها مبادرة مكرسة لوالدينا وأجدادنا، لأولئك الذين عملوا بجد بعيدا عن أرضهم الأصلية، قادمين من قراهم، عابرين البحر الأبيض المتوسط بقلوب مثقلة، لكن مليئة بالأمل”.

الجري الرمزي كعمل للذاكرة

في هذه النسخة الأولى، تحظى كنزة إسناسني بدعم كبير. فهي ستقود السباق إلى جانب العداء بلال كعبوني، الذي شارك في سبعة سباقات، والذي قال “راودتني فكرة القيام برحلة كبيرة عبر الريف، من تطوان إلى تافرسيت. ومن خلال تبادل الأفكار مع كنزة، برزت فكرة الربط بين تارجيست وتماسينت، القرية التي دفن فيها والداها”.

بدأ بلال كعبوني ممارسة الجري منذ سنوات قليلة، وكانت أولى مشاركاته في ماراثون لندن، ثم تابع السباقات، خاصة في إنجلترا وبلجيكا. ومع ذلك، يظل مشروع تارجيست – تماسينت الأول من نوعه بالنسبة له، حيث إنها المرة الأولى التي يشارك فيها في إطار جمعوي.

وأَضاف “أصررت على المشاركة لدعم المبادرة، خاصة وأن هناك روابط عديدة تجمعنا. فأجيال والدينا تنحدر من الريف، وهذه بالنسبة لي فرصة لتكريم أهلي أيضا، من أجل التضحيات التي قدموها خلال مسارهم الهجري، سعيا لتأمين مستقبل أفضل لنا”. تحاول كنزة إسناسني ورفاقها خوض هذه المغامرة التي تعزز الروابط بين الأجيال، وتعيد سرد الحكاية الهجرية، وتكرس العمل التذكاري ورسالة السلام.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس