الطيور المغردة تتعلم من إخوتها أكثر من والديها

1
الطيور المغردة تتعلم من إخوتها أكثر من والديها
الطيور المغردة تتعلم من إخوتها أكثر من والديها

أفريقيا برس – المغرب. لا تخلو حياة البشر من منافسة بين الإخوة داخل المنزل، لكن ما إن يتعثر الشقيق خارج حدود المنزل، لن يجد أقرب من يد الأخ التي تساعده على النهوض ومواصلة السير في دروب الحياة.

هذا المشهد لا يخص البشر وحدهم، بل يتكرر في عالم الطيور أيضا، كما تكشف دراسة جديدة مذهلة من جامعة كاليفورنيا في ديفيس ومعهد ماكس بلانك لسلوك الحيوان، والتي أظهرت أن الأشقاء خارج الأعشاش قد يكونون معلمين أعظم من الآباء أنفسهم.

وإليك مقطع فيديو أصدره الباحثون يوضح هذا السلوك:

إخوة ومعلمون

وكشفت الدراسة أن صغار الطيور في بعض الأنواع التي لا تتوفر فيها الرعاية الأبوية إلا لفترة وجيزة، تتعلم مهارات البقاء ومصادر الغذاء من إخوتهم أكثر مما يتعلمون من آبائهم.

وتعد الدراسة المنشورة بدورية “بلوس بيولوجي”، هي الأولى التي تدرس التعلم الاجتماعي في هذه الأنواع من الطيور، واستخدم الباحثون طائر القرقف الكبير كنموذج، وهو طائر يغادر العش بعد أيام قليلة من الفقس ليبدأ مغامرته في العالم شبه وحيد.

وتقول سونيا وايلد، باحثة ما بعد الدكتوراة في جامعة كاليفورنيا والباحثة الرئيسية بالدراسة، في بيان رسمي نشره الموقع الإلكتروني للجامعة: “حين تترك هذه الطيور العش، تكون عاجزة تماما عن إطعام نفسها أو حماية ذاتها، في حين أن الآباء المنهكين يبدؤون بالابتعاد عنها. لذا، يكون أمام الصغار وقت قصير جدا لتعلم كل ما يحتاجونه للبقاء”.

صنادق الطعام

وخلال تجربة استمرت 10 أسابيع على 229 فرخا و51 زوجا من الآباء، استخدم الباحثون صناديق طعام معقدة تسمح بمراقبة كيفية تعلم الطيور فتحها، وبعد تحليل آلاف السجلات، تبين أن الصغار الذين تعلموا من إخوتهم أو من طيور بالغة غير آبائهم كانوا الأسرع في اكتساب المهارات.

وأظهرت النتائج أن نحو 94% من الطيور الصغيرة تعلمت من أشقائها، بينما كانت نسبة التعلم من الآباء أقل بكثير.

وتوضح وايلد، أن هذا النمط من التعلم الجماعي يعزز مرونة الأنواع في مواجهة التغيرات البيئية، مشيرة إلى أن “التنوع في طرق التعلم والسلوك يجعل المجموعات الحيوانية أكثر قدرة على التكيف والبقاء”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس