من 1988 إلى 2025: المغرب على موعد مع تاريخ كروي جديد

5
من 1988 إلى 2025: المغرب على موعد مع تاريخ كروي جديد
من 1988 إلى 2025: المغرب على موعد مع تاريخ كروي جديد

أفريقيا برس – المغرب. يستعد المغرب لاستضافة كأس الأمم الأفريقية في الفترة من 21 دجنبر 2025 إلى 18 يناير 2026، موزعة على ست مدن رئيسية. ومع اقتراب موعد هذا الحدث الكروي القاري الكبير، يسارع عشاق كرة القدم لشراء تذاكرهم وحجز رحلاتهم، بينما بدأ المنظمون العد التنازلي لهذا الحدث الذي يُراد له أن يكون احتفالياً وغير مسبوق من جميع النواحي.

في هذا السياق، يعتمد المغرب على خبرته الواسعة في تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى، مع جعل كأس الأمم الأفريقية 2025 بمثابة مقدمة لكأس العالم 2030، الذي سيُشارك في تنظيمه مع البرتغال وإسبانيا. وعلى المستوى التنظيمي واللوجستي، يُذكر أن تاريخ البطولة الأفريقية يشهد على تميز المملكة بخبرتها، التي كانت مفتاح نجاح نسخة عام 1988. في ذلك الوقت، لم تُمنح استضافة كأس الأمم الأفريقية للمغرب بناءً على ملف ترشح ناجح، كما هو معتاد في الأحداث الرياضية البارزة حول العالم.

المغرب استضاف الكأس بعد انسحابين

في عام 1988، استضاف المغرب كأس الأمم الأفريقية لأول مرة، بعد انسحاب زامبيا التي كانت قد مُنحت تنظيمها في البداية. بعد كأس الأمم الأفريقية 1986 في مصر، كان من المقرر أن يُقام الحدث في جنوب أفريقيا بعد عامين. لكن انسحب البلد المضيف الذي عينته الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم بسبب صعوبات مالية.

اعتباراً من عام 1987، قررت الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم نقل البطولة إلى شمال أفريقيا، وركزت بشكل خاص على الجزائر. لكن لمنح تنظيم كأس الأمم الأفريقية 1988 للجار الشرقي بشكل نهائي، وضعت الكونفدرالية شرطاً على الاتحاد الجزائري لكرة القدم: حل خلافاته في ألعاب أفريقيا.

في الواقع، كانت تلك الألعاب قد شابها خلاف حول مباراة بين منتخب الجزائر ونسور قرطاج. قدمت تونس اعتراضاً بشأن لاعبين جزائريين شاركوا في مباراة الذهاب رغم عدم أهليتهم. طالبت الكونفدرالية بإعادة المباراة، وهو ما رفضه الاتحاد الجزائري لكرة القدم.

احتجاجاً على قرار الكونفدرالية، انسحبت الجزائر من ألعاب أفريقيا 1987 في كينيا. وقررت الكونفدرالية، التي اتصلت أيضاً بالمغرب بشأن كأس الأمم الأفريقية 1988، عدم منح التنظيم للجار الشرقي. وفي النهاية، أُعطيت النسخة للمملكة، التي أكدت استعدادها لاستضافة الحدث.

بعد 8 منتخبات.. المغرب يستضيف 24 منتخبا

وفقاً للكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، كانت نسخة 1988 «لحظة مهمة في تاريخ كأس الأمم الأفريقية، حيث أبرزت الثقافة الكروية الغنية للمغرب وقدرته على تنظيم حدث قاري مرموق». وأشارت الهيئة إلى أنه في نهاية الثمانينيات، تميزت المملكة بالفعل كـ«مرشح قوي لاستضافة كأس الأمم الأفريقية».

وأضافت الهيئة القارية أن «المغرب، بفضل جماهيره الشغوفة بكرة القدم، وبنيته التحتية المتنامية، وموقعه الاستراتيجي في قلب شمال أفريقيا، فرض نفسه بشكل طبيعي كخيار مثالي». وأشادت بالتزام البلاد بتطوير كرة القدم وقدرته على تنظيم حدث قادر على إثارة حماس المشجعين في جميع أنحاء القارة.

في المغرب، أُقيمت كأس الأمم الأفريقية 1988 من 13 إلى 27 مارس، بمشاركة ثمانية منتخبات أفريقية، مقسمة إلى مجموعتين من أربع فرق. وشمل جدول المباريات لقاءات في ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء وملعب مولاي عبد الله بالرباط.

مع طموح كبير ورغبة في إثراء تجربة الأحداث الكروية بشكل أكبر، سيستضيف المغرب هذه المرة أربعة وعشرين منتخباً أفريقياً. وفي إطار كأس الأمم الأفريقية 2025، سيتم تقسيم هذه المنتخبات إلى ست مجموعات من أربع فرق. وستُقام المباريات في ست مدن: الدار البيضاء، الرباط، طنجة، فاس، مراكش وأكادير.

ستُقام المباريات في تسعة ملاعب، حيث وظف المغرب موارد بشرية ومالية ولوجستية كبيرة لإعادة تأهيلها وفق معايير الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم أو حتى الفيفا، سواء قبل كأس الأمم الأفريقية 2025 أو في التحضير لكأس العالم 2030.

إلى جانب الجوانب التنظيمية الكبيرة، تحمل هذه البطولة أهمية بالنسبة لكرة القدم الوطنية. فبعد الفوز في عام 1976، والوصول إلى النهائي في 2004 والخروج المبكر من منافسات كأس الأمم الأفريقية 2023، يلعب المنتخب المغربي، الذي وصل إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر، على أرضه. وبدعم من جمهوره، يسعى إلى تحقيق عودة مميزة، رغم المنافسة القوية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس