أفريقيا برس – المغرب. ميداليتان فضيتان وأخرى برونزية… هذا هو حصاد المشاركة المغربية المتميزة في مختلف فئات بطولة العالم للحلويات، التي احتضنتها العاصمة الإيطالية روما من 7 إلى 10 نونبر 2025، بمبادرة من الاتحاد الدولي للحلويات والآيس كريم والشوكولاتة (FIPGC). وقد تألّقت الفرق الوطنية بفضل مزجها المبدع بين النكهات المحلية وفنون الطبخ المعاصرة والمطبخ العالمي، ما منحها حضوراً لافتاً في هذه التظاهرة الدولية الرفيعة.
ونال المغرب الميدالية الفضية في كأس العالم للحلويات والآيس كريم والشوكولاتة، ممثلاً بفريق الشيف أمين موماني الذي ضمّ كلاً من عمر الديب، محمد اليزيدي، وعلي قوسعيد. أما الميدالية الذهبية فكانت من نصيب الصين، في حين حلت الأرجنتين في المركز الثالث. وشهدت المنافسة مشاركة إحدى عشرة دولة من القارات الخمس، خضعت أعمالها لتقييم لجنة دولية ترأّسها إيغينيو ماساري، الرئيس الفخري وأحد أبرز رموز فن الحلويات الإيطالية.
وقد اختير لموضوع النسخة شعار «الطبيعة: جمال بلادي»، وتطلّب من المتأهلين إلى المرحلة النهائية إنجاز منحوتتين—واحدة من الشوكولاتة وأخرى من السكر—إضافة إلى حبتين من البرالين، وكعكة عصرية، وآيس كريم فردي، وذلك في ظرف سبع ساعات ونصف من العمل المتواصل والإبداع الدقيق.
المغرب يحتفي بنكهات بلاده عبر الحلويات العالمية
في تألق استثنائي يجمع بين نكهات المغرب الأصيلة وتمثيلٍ مشرّفٍ للقارة الإفريقية، قدّم فريق الحلوانيين المغاربة إبداعًا فنّيًا حمل عنوان «رحلة نباتية»، تكريمًا لـ«التنوّع البيولوجي» الذي تزخر به البلاد. جسّدت المنحوتات المصنوعة من الشوكولاتة والسكر طيور اللقلق، بوصفها «رمزًا للخصوبة والحظ»، بينما استندت الوصفات إلى مكوّنات مغربية مختارة بعناية، منها اللوز، والسمسم، والمشمش، وجوز الهند، والأناناس، والنعناع، في توليفة تجمع بين الذوق المحلي واللمسة العالمية.
وفي كأس العالم لفن الكيك، التي تندرج ضمن فئات البطولة نفسها، حصد المغرب ميدالية فضية جديدة، باحتلاله المركز الثاني على منصة التتويج، بفضل الثنائي سارة العلوي وسارة الفتوح. وقد آلت الميدالية الذهبية إلى فيتنام، فيما جاءت هولندا في المرتبة الثالثة، بمشاركة بلدان أخرى منها ألمانيا، وإيطاليا، والمكسيك، والبرازيل، والبيرو، والولايات المتحدة.
أما إيطاليا، الدولة المضيفة، فقد نالت الجائزة الأولى لأفضل حبة برالين. ورغم أن التيراميسو يُعدّ رمزًا وطنيًا للحلويات الإيطالية، فإنها اكتفت بالميدالية الفضية في هذه الفئة، بينما خطفت اليابان الذهب في كأس العالم لتيراميسو المحترفين. من جهته، أكمل المغرب ثلاثية تتويجاته بإحرازه البرونزية، بفضل تألّق الشيف الحلواني سيمون لوطيد.
أطلق سيمون لوطيد على إبداعه اسم «حنين الطفولة»، وهو عمل فني رقيق جُسّد كـ«أنشودة لإفريقيا» تتفتح في شكل زهرة بيساب، تفوح منها عطور الفانيليا والكركديه المكثفة، في توليفة تستحضر الذاكرة والهوية والذوق الرفيع.
وقد تميّزت هذه النسخة من البطولة بـإتقان لافت في توظيف المكوّنات المحلية، وبقدرة مبهرة على دمجها في قوالب الحلويات العالمية، ما جعل من المنافسة ساحة لإبراز تنوع الثقافات عبر فن الطبخ.
وأعرب رئيس الاتحاد الدولي للحلويات والآيس كريم والشوكولاتة (FIPGC)، ماتيو كوتولو، عن سعادته بـ«النسخة التي شهدت قفزة نوعية غير مسبوقة»، مبرزًا أنها جمعت «بعضًا من أعظم طهاة الحلويات في العالم»، في بيئة حافلة بالتحدي والإلهام والتبادل الثقافي.
اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس





