أفريقيا برس – المغرب. منذ ست سنوات على الأقل، عملت أمال بكار على جعل الكتابة في خدمة النساء اللائي يعانين من مشاكل صعبة، كالعنف المنزلي أو مشاكل داخل الأسرة. لتكتشف أنها وسيلة مساعدة فعالة سمحت لها بالتغلب على العقبات التي واجهتها بنفسها.
أمال من مواليد فرساي بفرنسا، من أبوين مغربيين أصلهما من مكناس وسلا، نشأت وسط ثلاث شقيقات أخريات. منذ صغرها وهي مولعة بالأدب إذ كانت تكتب القصص في كتيبات وتُعرضها على أصدقائها.
وفي حديثها مع موقع يابلادي قالت “عندما كنت طفلة، كنت أحب قراءة الكتب لإثراء مخيلتي، ورواية القصص التي ألفتها بنفسي، وكتابتها لصديقاتي في المدرسة، وتقديمها في الحفلات أو أعياد الميلاد”، وأضافت “لقد كنت جيدة في المدرسة، لكنني لم أكن متحمسة لها…، لم أجد المساحة الإبداعية هناك التي سمحت لي الكتابة، بها”. وبعد نيلها شهادة البكالوريا، تابعت دراستها للحصول على شهادة التقني العالي.
تقديم المساعدة عن طريق الكتابة
بالموازاة مع الدراسة، كانت أمال تشتغل في وكالة للتواصل، وبعد التخرج، انضمت إلى “فرانس تيليكوم” كمندوبة مبيعات، ثم انضمت إلى Groupement des Cartes Bancaires كمهندسة مبيعات فنية لمدة 15 عامًا.
وتوقفت عن العمل لتترك متسعا “للشعور بفرحة الأمومة”، حيث رزقت بطفلين، وبعد مدة قررت العودة إلى العمل لتصبح مساعدة موارد بشرية في وزارة الداخلية الفرنسية.
نجاحها في مسارها المهني، جعلها تواجه بعد الصعوبات نظرا لكونها امرأة وقالت، إن النساء يواجهن العقبات “خاصة إذا أظهرن قدراتهن وأنهن يمكن أن يكن في قمة الهرم”. وتابعت “كنت أطمح إلى أن أفرض نفسي مثل أي شخص آخر، وأن أفتخر بكوني من أبناء فرنسا ولدي أصول مغربية. لذلك واجهت أمورا لم أرغب في رؤيتها”.
وأوضحت أنها كانت تعاني من الإرهاق، الأمر الذي جعلها تترك العمل، وقالت “كان يمكن للعالم أن يكون أفضل وكان بإمكاننا بناء شيء آخر معًا، إذا جمعنا كل هذه الطاقات بدلاً من محاولة محاربتها، معتقدين أننا بذلك نحافظ على مكانتنا”.
وبعد ذلك عادت إلى شغفها الأول، والمتمثل في الكتب، ما سمح لها بالتخلص من شعورها بالإحباط. وإلى جانب حياتها المهنية، تتذكر أمل أنها مرت بتجارب زوجية صعبة، تمكنت أيضًا من الخروج منها بفضل الكتابة.
في البداية، انضمت إلى مجموعات المناقشة من أجل “التبادل بين النساء وبين الأصدقاء، في جو من الثقة الكبيرة…، كنا قادرين على التحدث بحرية. ألهمتني الشهادات جنبًا إلى جنب مع تجربتي الشخصية لتأليف كتابي الأول”.
رسالة أمل وتضامن
على مدى خمس سنوات، كرست أمل بكار نفسها لكتابة مجموعتها القصصية “Les Perles du Tao”، التي أصدرتها مؤخرا، حيث تطمح من خلال عملها هذا، إلى نقل رسالة أمل وتضامن بين النساء. في هذا العمل، تستحضر أمل بكار العنف الأسري، والتواضع، والروابط بين الأجيال، وأهمية إعادة التفكير فيها.
كما شكل الكتاب فرصة للحديث أيضا عن مرض السرطان عند النساء، وقالت “لقد فقدت صديقات عديدات وكانت رحلتهن شاقة، وأردت أن أكرمهن من خلال هذا العمل” وأضافت “عندما نواجه صعوبات في الحياة، مرئية أو غير مرئية، من المهم أن يبقي قلبك مفتوحًا، لأن ذلك يسمح بالخروج مما تعانيه، من خلال رؤية الإشارات التي تقودنا إلى شخص ما يمكنه أن يكون داعما لنا”.
في العام الماضي، بدأت أمل تأخذ دورات في اليوغا، بهدف تنظيم دروس وورش عمل للكتابة وقالت “هذا من أجل نقل لذة الفعل، والقراءة والكتابة للمرأة” وأضافت “في نهاية تدريبي في دجنبر المقبل، أود أن أفتح مركزًا لتقديم هذا الشكل من الدعم للنساء على وجه الخصوص، وكذلك للرجال الذين يرغبون في المشاركة”.
بعد إصدار كتابها الأول، أتيحت لها الفرصة لعرضه في فرنسا، الأمر الذي أثار اهتمام المؤسسات التي تدعم النساء ضحايا العنف، ومن بينها مؤسسة La Maison de la femme، وتم تنظيم عدة لقاءات بها، لدعم النساء، وذلك بدعم من جمعية Paroles de femmes – Le relais en Essonne”.
وترغب أمل بكار في تقديم كتابها بالمغرب، وقالت إن عذا الكتاب “يمكنه أن يخاطب جماهير من بلدان مختلفة، لأن هذه المواقف تعاش في المغرب أيضا. وسأكون سعيدة إن تمكنت من مقابلة جمعيات تعنى بحقوق النساء في المغرب، بهدف تنظيم لقاءات هناك”. وفي انتظار تحقيق ذلك، تعمل مع شريكها الممثل Laurent Sao على عمل مسرحي، يتمحور حول شخصية ماجدة، وهي أم شابة وقعت ضحية للعنف الأسري.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس