أفريقيا برس – المغرب. على بعد 25 كيلومترا إلى الشمال من مدينة ميدلت، تقع مدينة أحولي المنجمية المهجورة. رسميا، يعتبر العمل متوقفا بمناجمها منذ أربعة عقود. لكن في غياب بديل، يقامر العشرات من فقراء المنطقة، الذين ضاقت بهم سبل العيش، بحياتهم يوميا من خلال التوغل عميقا ولعدة أيام في دهاليز المناجم الخطرة، بحثا عن حجارة نفيسة. وبعضهم لم يخرجوا منها أبدا، لا أحياء ولا أمواتا.
روبورتاج مصطفى واعراب
الاستغراب نفسه الذي عبر عنه نادل المقهى، يتكرر في وجهك أكثر من مرة وفي أكثر من مكان: ماذا تريد أن ترى في أحولي؟
فالمكان برأي أبناء المنطقة مهجور ولا يوفر للسائح العادي ما يغري بالزيارة. قد يبدو عاديا ومألوفا أن تغري المناجم القديمة لأحولي وميبلادن الوافد الأجنبي بزيارتها لأنها في النهاية تراث خلفه أجدادهم الفرنسيون، لكن ابن البلد لن يجد فيها بكل تأكيد ما قد يلفت اهتمامه.
وإذ تبدو مصمما على رأيك دون تقديم تفسير يشفي غليل الفضول، لا يبقى لمحدثيك إلا توجيهك بإرشادات من شأنها أن تسهل عليك بلوغ وجهتك والعودة منها سالما. وفي محطة سيارات الأجرة الكبيرة بميدلت، تجد نفسك أمام خيارين: فإما أن تستسلم للانتظار الطويل الممل إلى أن يجتمع ستة مسافرين كي تتحرك السيارة، أو أن تبادر إلى دفع ثمن السفرية كاملا لتستقل الطاكسي لوحدك. فالوجهة على ما يبدو لا يكثر عليها الإقبال، وسعر الركوب لحسن الحظ ليس باهظا.
مدينة الأشباح الصامتة
في الطريق إلى أحولي يتراءى جبل العياشي للناظر شامخا، كأنه يحرس مدى البصر من علوه الشاهق الذي يبلغ 3757 مترا. وعند قدم الجبل الأسطوري، الذي تكلل قممه الثلوج أغلب فصول السنة تنتهي الرحلة، فتلفظك سيارة الأجرة ليعود سائقها إلى محطة الانطلاق وعلامات الاستغراب والفضول لا تفارق نظراته إليك. خطوات وينفسح المشهد أخيرا على الوادي الذي يخترقه مجرى مائي أخضر، فتنجذب العين عفويا نحو منظر الجسر نصف الدائري على نهر ملوية، والمساكن القديمة المهجورة التي رصت فوق بعضها مثل صناديق النحل.. مرحبا بك في أحولي، مدينة الأشباح!
عند الظهيرة، كان صمت موحش يلف المكان حتى ليظن الزائر بأن لا حياة بشرية تدب في أرجائه، ويتخيل لبرهة أنه يقف وحيدا فوق كوكب مهجور. وتلك مجرد خدعة يتواطأ في الايحاء بها سمع الزائر وبصره. فتحت أقدامه تعج دهاليز المناجم بحياة سرية لعشرات المنقبين “السريين”، لا يعلم بتفاصيلها إلا خالق الكون وحارس المدينة الشبح الذي يرعى صمتها الأزلي، ويحفظ جغرافيتها عن ظهر قلب.
في أوج عصرها الذهبي، كانت هذه القرية المنجمية التي يصر البعض على تسميتها مدينة، خلية نحل لا تهدأ فيها حركة الآلاف العمال المنجميين ليل نهار. ومن الصعب على الزائر اليوم أن يتصور أن أحولي هذه التي تعيش وقتها الميت، قد كانت من أولى المناطق المغربية التي تم ربطها بالتيار الكهربائي، وقد كان ذلك في العام 1930. وما تزال الشواهد على ذلك قائمة، هكذا يسترجع أبناء المنطقة تاريخها بحسرة ومرارة على كل زائر.
وحتى سكة الحديد التي هجرتها القاطرات المحملة بالرصاص منذ عقود ما زالت صامدة تتحدى عوادي الزمن. ومساكن الأطر المنجمية التي استوطنها الصمت والنسيان، تبدو معلقة على صدر الجبل مثل خلية نحل أصابتها لعنة غامضة. منذ توقفت عجلة الإنتاج توقف الزمن هنا. ومدينة الأشباح التي تقف أمامها لاشيء آخر يتحرك فيها غير نهر ملوية الهارب في هدوء شمالا، في اتجاه البحر الأبيض المتوسط البعيد. وأما الباقي فمجرد أطلال خربة تبكي أمجادها الغابرة وتأكلها الفصول.
لقمة بطعم الموت
انطلاقا من أواسط عقد الثمانينيات، فقد الرجال الذين كانوا يشتغلون في هذه المناجم مورد رزقهم الوحيد بين عشية وضحاها. فاضطر بعضهم إلى مغادرة المنطقة مؤقتا أو نهائيا، بحثا عن أفق جديد وحياة أفضل؛ بينما استمر آخرون يرعون أملا باهتا في أن تعود الروح يوما ما إلى المناجم. وبعودتها المأمولة تسترجع المنطقة عصرها الذهبي المنقرض. لكن الانتظار طال بالمكان وبالناس، حتى استعادت الطبيعة حقوقها على المدينة الشبح، وتهدلت على بعض الجدران نباتات برية نشرت خضرة نادرة في محيط أجرد قُدَّ من حجارة وصمت، وأعلنت أن زمن الاستغلال الصناعي للمناجم قد ولى إلى غير رجعة، وأن انتظار عودته وهم خادع.
وفي غياب بديل يوفر لأبناء المنجميين القدامى ولأسرهم موارد رزق، شرع بعضهم في العودة إلى الدهاليز التي خبروا أسرار العمل فيها من قبل. لكن هذه المرة ليستخرجوا معادنها وتحفها الطبيعية لحسابهم الشخصي، وبشكل تقليدي لا يخلو من مخاطر؛ حتى أن الداخل إليها يعتبر عن حق مفقودا والخارج منها مولودا.
ورغم أنهم ينعتون ب”السريين” لعدم امتثالهم لقانون المناجم إلا أنهم ليسوا أشباحا مخيفة، بل هم مسالمون ومثل باقي البشر من لحم ودم. وقد تصادف بعضهم على حين بغتة في مساكن مؤقتة أقاموها من خيام وأغطية بالية، لكن أغلبهم يكون متخفين عن العيون، في قلب الدهاليز المظلمة.
خلال جولة في الأرجاء، تصادف في الجوار ثقوبا عمودية حفرت في الصخر، تبدو شبيهة بآبار لا قعر لها. لقد حفرها منقبون مجهولون كي يلجوا عبرها إلى دهاليز منجمية محددة، يعرفون خباياها جيدا. ويستعينون في بلوغها بأحبال وسلالم خشبية.. وسائل عمل بدائية تكشف كم هو شاق وخطر عمل المنقبين “السريين”، الذي يتطلب قوة بدنية وتوفر شجاعة خاصة لدى من يقوم به.
هنا، لا بديل عن المغامرة بالحياة في سبيل البقاء.على قيد الحياة. فالحصول على كسرة خبز حار لإطعام أفراد الأسرة، والمنقب المغامر بحياته لا يجني من عمله المضني الطويل ثروة، بل مجرد مبلغ قد يعتبره البعض تافها ويقل بكثير عن الحد الأدنى للأجور! «المهم تلقى باش تتسوق»، هكذا يلخص منقب شاب طموحه، الذي يقضي في سبيل تحقيقه عدة أيام كل أسبوع. يتزود ببعض الزاد الذي يكفي للبقاء على قيد الحياة من أكل وشراب، ثم يغوص في متاهة الدهاليز مسلحا بأدوات العمل في حدها الأدنى: مصباح يدوي ومطرقة.
قد يسعفه الحظ في النادر، فيعثر سريعا على قطعة حجر نادر يحصل من بيعها لتاجر الجملة على بضع مئات من الدراهم، فيعود إلى بيته. كما قد يعاكسه فيضطر للبقاء تحت الأرض أياما، يكسر خلالها بلا كلل جدران الدهاليز كي يجمع حجارة معدنية، تعتبر أقل قيمة في السوق.
وإذ تلح في معرفة سعر بيع المستخرجات المعدنية غير النفيسة التي يقامر مع ذلك بروحه في سبيل الحصول عليها، يخبرك بأن سعر بيع الكيلوغرام من النحاس الخام للجملة لا يزيد عن خمسة دراهم في أفضل الأحوال، وأن سعر خام الرصاص في حدود 7 دراهم. وبحساب معدل ما يصرح بجمعه في المعدل خلال رحلة عمله التي تستغرق منه أياما، تستنتج بأن عائده الأسبوعي لن يزيد في الأحوال العادية عن 500 درهم.
ولسبب ذلك فإن العمل بالنسبة إلى بعض المنقبين يأخذ طابعا عائليا، إذ ينخرط فيه الجميع: الأب والأم وحتى الأطفال. فتحجز الأسرة بكامل افرادها رواقا خاصا بها في دهاليز المنجم لتعمل فيه، متحدية بدافع الحاجة ما يمثله ذلك من خطر مضاعف. فالحوادث هنا ليست نادرة، وبعضها يكون قاتلا.
أرواح الموتى “العالقة”
يفكر سائق سيارة الأجرة ثوان قصيرة قبل أن يشرع في سرد حكايات المنقبين “السريين”، الذين قضوا في دهاليز الموت فكانت بعض الأركان المظلمة في عمق المناجم لهم قبورا مجهولة. فبحكم المهنة والتواصل اليومي مع الناس، تختزن ذاكرته القوية حكايات مؤلمة من هذا النوع، إلى جانب موضوعات أخرى. لكن بعض القصص مروعة، بحيث يصعب تمييز جانب الحقيقة فيها. فهناك أسر صغيرة انهارت عليها أطنان الحجارة داخل الدهاليز وسحقت أفرادها، وهناك منقبون منفردون دخلوا الدهاليز ولم يعودوا.
والواقع أن ذاكرة كل منقب تصادفه في الجوار مليئة بكثير من الحكايات الغريبة، كل واحدة أشد غرابة من أختها بحيث تقشعر لسماعها النفوس والأبدان. ويواجهك بعضهم بأنه فقد عزيزين عليه بالطريقة المروعة نفسها، أو كان شاهدا على ذلك.
في دهاليز الموت المظلمة ليلا ونهارا، يكون على المنقب أن يكسر الصخر بحثا عن معدن أو حجر نفيس أو مستحث قابل للبيع. فيضرب بالمطرقة ضريات قوية ومتواصلة على جدار الدهليز كي يفتت صخره، ما يشكل خطرا محدقا إذ قد ينهار عليه الدهليز المتشقق في أية لحظة. وبهذه الطريقة طمر ردم الصخر المنهار فجأة منقبين كثيرين، بينهم رجال ونساء وحتى أطفال، ودفنهم أحياء في جوف الجبل.
ويزعم أكثر من مصدر بأنه سمع أثناء عمله ليلا في دهاليز المناجم أصواتا غريبة غير واضحة المصدر، بعضها يشبه أصوات صراخ آدمي أو نداء بعيدا وبعضها الآخر يصعب تحديد شكله. وفي تأويل ذلك لا يتردد الناس، داخل وخارج المناجم، في إعطاء الظاهرة أبعادا غيبية تتصل بالموروث الديني والشعبي المغربي. فالمناجم تقع في جوار مجرى نهر ملوية، والمباني مهجورة منذ عقود بعيدة، والغيران والدهاليز مظلمة على الدوام؛ وبالتالي فالمكان في كليته ─ برأي بعضهم ─ هو موئل الجن بامتياز ولا غرابة في سماع ما يصدر عنها من أصوات.
بينما يذهب البعض الآخر بالمقابل في تفسير الأصوات الغريبة، التي تُسمع على الخصوص ليلا في دهاليز المناجم، مذهبا مختلفا. فأرواح المنقبين، من الجنسين ومن كل الأعمار، الذين دفنوا أحياء تحت الردم ما تزال عالقة وتستغيث من الألم، أو لعلها تطلب النجدة. وهذا كان رأي شاهدي، الذي كرر دون حماس أنه خلال ليالي رحلة النصف أسبوع التي يقضيها تحت الأرض وسط الدهاليز المظلمة، يسمع أصواتا مختلفة بين وقت وآخر تكسر صمت المكان الثقيل، ولا يجد لها من تفسير سوى كونها صادرة عن أرواح الموتى العالقة. وإذ تسأله إن كان الصراخ الليلي والأصوات الغريبة ترعبه. يصمت وهو يحدق في وجهك بعينين شاردتين، ثم يرد على سؤالك بكلمات منكسرة، بأن الذي يخيف الناس الذين يغامرون بحياتهم أكثر من غيره هو شبح الفقر، وما يرعبهم هو أن يعودوا بخفي حنين إلى بيوتهم في أعقاب رحلة العمل المضنية، التي تأخذ منهم أياما بلياليها. فلا شيء مضمون في عمله، ولذلك يبقى الفقر في حالته كما في حالات الكثيرين من أمثاله أكبر الأشباح المخيفة التي تتربص بحيواتهم، وأشدها وطأة على نفوسهم.
ميدلت التي خذلها عصر المعادن الذهبي
“مدينة الشيح والريح”، هكذا يلقب أبناء ميدلت مدينتهم على سبيل التفكه. والسر الكامن خلف التسمية أن موقع المدينة على هضبة تتربع بين سلسلتين جبليتين (الأطلسين المتوسط والكبير)، يضعها في مجرى رياح قوية قد تبلغ سرعتها في بعض الأحيان 140 كلم في الساعة. ورغم أن ذلك ينتج عنه تعرية الأرض وجفافها، إلا أن المدينة اكتسبت شهرة كبرى على المستوى الوطني بفضل زراعة الأشجار المثمرة، وفي مقدمتها التفاح، الذي انتشرت بساتينه في المنطقة منذ أواسط الأربعينيات.
بيد أن ما منح المدينة شهرة عالمية هي الصخور المعدنية الخام النادرة، وكذا المستحثات الأحفورية التي تستخرج من باطن أرضها. ويعود الفضل في أول اكتشاف معدني بالمنطقة خلال العام 1907، في تأسيس ميدلت في 1917 من طرف سلطات الحماية الفرنسية، في موقع “قصر” قديم. وسريعا تطورت المدينة بفضل مستخرجات مناجم أحولي وميبلادن القريبة، والتي تشكلت أساسا من رصاص وجبس، إلى جانب طيف متنوع من المعادن والحجارة النادرة والمستحثات الأحفورية الأخرى.
لقد عاشت ميدلت عصرها الذهبي خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي، عندما استغلت المناجم شركة فرنسية. فكانت قبلة للآلاف من العمال والأطر المنجميين من المغرب والجزائر وحتى من البلدان الأوروبية. وبفضل ذلك كانت ميدلت من أوائل المدن المغربية التي عرفت إنشاء بنك ومركز للبريد. كما شهدت إنشاء إحدى أولى محطات إنتاج الطاقة الكهربائية من الماء في المغرب، أضاءت ابتداء من عقد الثلاثينيات المناجم المذكورة ومرافقها، وكذا مدينة ميدلت. وفضلا عن ذلك جرى ربط المدينة بكل من الجزائر الفرنسية والساحل المتوسطي عبر خطوط سكك حديدية، لم يتبق منها اليوم سوى آثار متفرقة هنا وهناك.
لكن ابتداء من عقد الستينيات، استرجع المغاربة حقوقهم الطبيعية على المناجم فتعثر تسييرها وبدأ عصرها الذهبي في الأفول تحت وطأة المشاكل، قبل أن تنهار أسعار معدن الرصاص في السوق العالمي وتطلق رصاصة الرحمة. فانتهى المطاف بها إلى الإفلاس حين تقرر إغلاق مناجم أحولي وميبلادن في 1975. وبإغلاقها انتهى العصر الذهبي للمعادن بالنسبة إلى ميدلت.
وبعد ذلك بسنوات قليلة، قاد مكتب الأبحاث والمساهمات المعدنية محاولتين اثنتين لإصلاح الوضع وإعادة إطلاق الانتاج مرة أخرى في تلك المناجم، لكنهما انتهتا إلى الفشل. فجرى إفراغها من تجهيزاتها الصناعية الهامة، وأعلنت الموقع المنجمية مغلقا بشكل رسمي في بداية عقد الثمانينيات.
في أوج مجدها التليد، شكلت مناجم (أحولي) إلى جانب كل من (ميبلادن) ثم (زايدة) لاحقا، مثلث إنتاج منجمي مزدهرا انعكس بالرخاء على ميدلت. لكن ذلك استحال إلى مجرد ذكرى بعيدة يتحسر باسترجاعها دون توقف أبناء المنطقة. ورغم أن المناجم مغلقة رسميا منذ 30 عاما، إلا أن المدينة ما زالت محافظة على سمعتها الدولية كسوق للحجارة المعدنية الثمينة والمستحثات الجيولوجية. ويرجع الفضل في ذلك إلى عشرات المنقبين الهواة، الذين يشتغلون في ظروف محفوفة بالمخاطر وخارج أي إطار قانوني يحمي حقوقهم. وتزود مستخرجاتهم عشرات تجار الجملة في كل من ميدلت والدار البيضاء، الذين يعيدون بيعها لهواة جمع التحف الجيولوجية في المغرب والخارج بأضعاف سعر شرائها.
كما تنشط تلك المستخرجات المعدنية والأحفورية الخام عشرات الورشات التقليدية في مدينة ميدلت والمنطقة، حيث يبدع الحرفيون المهرة في صقلها وصنع تحف زينة تقليدية منها، يباع الجزء الأكبر منها داخل المغرب. وبفضل شهرتها ك”مكة التي يحج إليها هواة جمع الحجارة المعدنية النفيسة والأحفوريات”، شهدت ميدلت منذ عامين إقامة معرض للحجارة النفيسة والمتحجرات الأحفورية.
وبرأي أحد هواة جمع تلك التحف الفرنسيين العارف بالمنطقة، فإن ميدلت وناحيتها لها من المؤهلات الطبيعية لتنشيط سياحة جيولوجية الشيء الكثير. لكن أي تفكير جدي في هذا الاتجاه ينبغي أن يبدأ بإيلاء العناية المستحقة بالحلقة الأهم والأضعف في نفس الوقت في عملية الاستخراج، التي بفضلها يتم الحصول على المادة الخام. بمعنى رد الاعتبار لأولئك الجنود المجهولين من الجنسين ومن كل الأعمار،الذين يغامرون بأرواحهم كل يوم وكل ساعة، داخل دهاليز الموت.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس





