أفريقيا برس – المغرب. بينهن مسنات، شاركت أمس عشرات النساء المنحدرات من دوار تلحيانت بإقليم خنيفرة في مسيرة سلمية غير مسبوقة، للمطالبة بتحسين ظروف العيش وفك العزلة عن الدوار. وقد رفعت المشاركات العلم الوطني ورددن شعارات تطالب بتحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية، كما طالبن بعقد لقاء مع عامل الإقليم من أجل إيصال معاناتهن مباشرة إلى السلطات.
وقالت نورة المنعم، عضو في فدرالية رابطة حقوق النساء – جهة بني ملال خنيفرة، في تصريح لـ يابلادي، إن هذه المسيرة جاءت بعد مراسلة رسمية وُجهت إلى السلطات المعنية، وقعها 160 شخصا من الساكنة، للمطالبة بإصلاح الطرق وتوفير الماء الصالح للشرب وتحسين الخدمات الصحية.
مشقة يومية بين المدرسة والمنزل
وأوضحت أن الوضع أصبح لا يُحتمل، خصوصا بالنسبة للأمهات اللواتي تعشن مع أبناءهن معاناة يومية مع النقل المدرسي، حيث لا تصل الحافلة إلى الدوار، مما يجبر الأطفال على المشي ساعة كاملة على الأقدام قبل الوصول إليها، ثم متابعة الطريق نحو المدرسة.
“هذا الوضع يضطر الأمهات إلى قطع المسافة بدورهن خلال وقت الغذاء لإيصال وجبات لأبنائهن حتى يتمكنوا من متابعة الدراسة خلال الفترة المسائية، في مشقة يومية يتقاسمها الجميع”
ونقلت الحقوقية أوضاع الساكنة قائلة إن المنطقة تعاني من نقص واضح في الخدمات الصحية وصعوبة في الولوج إلى الماء الصالح للشرب. وقد سبق لدواوير مجاورة أن عانت من المشكلة نفسها قبل أن تتدخل السلطات عبر توفير مصفاة ساهمت في التخفيف من الأزمة، مما أعطى أملا لنساء تلحيانت بضرورة الاستجابة لمطالبهن بدورهن.
وخلال المسيرة، حاولت عناصر الأمن إيقاف تقدم النساء عبر وضع حواجز في الطريق ومنعهن من المرور، كما وثقت ذلك مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، غير أن المشاركات “تمسكن بحقهن في الاحتجاج وواصلن السير إلى أن وصلن إلى وجهتهن”.
وأسفرت المسيرة في نهايتها عن الاتفاق على تشكيل لجنة تضم عشر نساء لتمثيل الساكنة وعقد لقاء مع عامل الإقليم، في خطوة اعتبرتها الساكنة إيجابية نحو فتح حوار جاد بشأن الملف المطلبي.
وأكدت فدرالية رابطة حقوق النساء تضامنها اللامشروط مع نساء تلحيانت، مشيرة إلى أنها ستواصل مرافقة الملف إلى حين تحقيق الإنصاف والاستجابة للمطالب المشروعة. وقالت نورة المنعم في ختام تصريحها “النساء لم يعدن يحتملن المزيد من الانتظار، فهذه حقوق أساسية للعيش الكريم.”
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس





