أفريقيا برس – المغرب. أكد الدكتور العمري بوكعبوب أخصائي في طب الأطفال، اليوم الجمعة أن الأمراض التنفسية لدى الأطفال تنتشر بسرعة خلال فصلي الخريف والشتاء لأسباب متعددة من بينها المكوث الطويل في الأماكن المغلقة، وبالتالي انتشار العدوى، كما أنها تصيب الجهاز التنفسي السفلي أو العلوي وسببها البكتيريا والفيروسات من بينها الأنفلونزا وكورونا.
وأوضح الدكتور بوكعبوب في تصريح لإذاعة سطيف إن الأمراض التنفسية التي سببها الفيروسات أعراضها تتجلى في حمى مرتفعة سريعة العدوى علاجها غير متوفر ولا بديل للمصاب بها عن الوقاية.
مشيرا إلى أن الأمراض التنفسية التي سببها بكتيريا (بكتيريا بنومو كوك، وليموفيلوس) لقاحها متوفر ولكن لا يمكن احتواء جميع الأنواع لأنها كثيرة، ويمكن علاجها بالمضادات الحيوية. كما أن هناك نوع آخر من البكتيريا (ميكو بلازم) يمكن أن تصيب الأطفال فوق ثلاث سنوات وعلاجها متوفر.
وأضاف الأخصائي في طب الأطفال أن المواليد الأقل من ستة أشهر يتعرضون إلى إصابات في القصيبات الهوائية الرقيقة، السعال الديكي لدى الرضع أقل من أربعة أشهر لم يتلقوا التطعيم، ومع كورونا يتعقد التشخيص وتحديد الأسباب وهو ما يقلق الكثير من العائلات، خاصة الحالات التي تستدعي الاستشفاء. كما أن حديثي الولادة (من اليوم الأول إلى اليوم الثامن والعشربن) يمكن أن يصابوا بالعديد من الأمراض بما فيهم الخدج، وحالات الاستشفاء ارتفعت.
وقدم الدكتور بوكعبوب نصيحة للمواطنين مفادها تفادي التجمعات في الأماكن المغلقة بما فيها الاستعجالات الطبية لتجنب العدوى، ومن المهم جدا المتابعة الطبية لدى طبيب واحد (بما يسمى طبيب العائلة)، ثم أن الشريحة الأكثر عرضة لمضاعفات الأمراض التنفسية تصل إلى حد الاختناق: الخدج (الرضع الذين يولدون قبل 37 أسبوعا من الحمل) لأن الرئة غير مكتملة، والأطفال الأقل من شهرين، الذين يعانون من مشاكل في القلب كالتشوهات، والمولودون بمناعة ضعيفة، وللتأخر في التشخيص والعلاج تداعيات خطرة.
وقال بوكعبوب في التشخيص نعتمد على المعرفة الدقيقة لطريقة التنفس، نبضات القلب، نسبة تشبع الأكسجين في الدم، امتلاء الصدر بالهواء أثناء التنفس، الحالة العامة للطفل من حيث اللعب والبكاء والتغذية واستهلاك الحليب لدى الرضع. وبعد التشخيص الدقيق يمكن تصنيف الحالة التنفسية للطفل ضمن خانات: غير خطير، خطير، وخطير جدا وحينها نقرر كيفية العلاج التي تختلف بين حالة وأخرى بين وصف الدواء، استشفاء مؤقت في العيادة من أجل المراقبة والمتابعة، أو الاستشفاء في المستشفى. وأشار في هذا السياق إلى أن الحالات التي تستلزم الاستشفاء هي انخفاض نسبة تشبع الأوكسجين في الدم إلى أقل من 92 %، ارهاق وتعب في التنفس، انخفاض نسبة استهلاك الحليب إلى ما دون 50%، واسباب أخرى يحددها الطبيب من خلال التشخيص، كما أن الوقاية من المضاعفات تبدأ من الانتباه الى التغيرات غير الطبيعية لدى الطفل المريض (حرارة مرتفعة، سعال، تنفس غير منتظم).
ويرى أخصائي الأطفال أن التقيد بالرزنامة الوطنية للتلقيح والتطعيم أكثر من مهم لأن التلقيح يقي من العديد من الأمراض التنفسية، وفرق كبير بين طفل ورضيع تلقى التلقيح في الموعد وآخر متأخر لسنة أو أكثر.
ونصح الطبيب الأولياء بتجنب الاحتكاك والتواصل بين الطفل المريض والآخرين بما فيهم الأطفال والرضع لتجنب العدوى، والاهتمام بالنظافة وغسل اليدين وارتداء القناع الواقي والتواصل المستمر بالطبيب لإبلاغه بأي طارئ لأن الحالة الصحية للطفل والرضيع قد تتغير بين ساعة وأخرى.
كما يتعين على الأولياء تنظيف الأنف بالمصل لدى الرضع ضروري ومفيد قبل الرضاعة والنوم لأن الرضيع دون ستة أشهر يتنفس فقط من أنفه (فلنتخيل الأنف مسدود والرضّاعة في فم الرضيع !!!). ومن الضروري أيضا تعلم كيفية تنظيف الأنف داخل المنزل عن طريق المصل (سيروم سالي دافئ) من ست مرات الى ثماني مرات في اليوم.
وقال الدكتور بوكعبوب الأمراض التنفسية بمضاعفات خطرة يمكن أن تتحول الى مزمنة كالربو الذي بدأ عند البعض من الأطفال من الالتهابات التنفسية ضيق التنفس ومع الوقت يصاب الطفل بالربو المزمن …الأطفال الخدج الذين يحتاجون الى الأوكسجين وتقدم لهم بكميات لا يتحملها جسمهم الضعيف ليصبح بحاجة إلى الأوكسجين مدى الحياة.
كما أنه من الصعب التفريق بين كوفيد 19 والأمراض التنفسية الأخرى من دون التحاليل الطبية المعروفة، خاصة وأن المتحور أومكرون سريع الانتشار وحسب الخبراء المتحور دالتا أكثر خطورة من أومكرون، ويأملون أن يكون أومكرون المسيطر، ونأمل أن يزداد فيروس كورونا ضعفا مع مرور الوقت. وختم كعبوب تصريحه قائلا العلاج الذاتي المنزلي خطير ويؤثر سلبا على صحة الأطفال، فالحمى مثلا أسبابها متعددة وعلاجها يختلف من مريض إلى آخر حسب التشخيص، وعليه ننصح بعدم تناول الأدوية دون استشارة طبية.
وصرف الدواء غير الذي وُصف في الوصفة يشكل خطرا وبالتالي ينبغي تقديم الدواء المدون في الوصفة لا تغييره. فالربو هو المرض المزمن الأول لدى الأطفال، أمراض الحساسية منتشرة بكل أنواعها بما فيها الحساسية بسبب المواد الغذائية (الحليب، البيض، السمك، الفول السوداني). والتوقف عن تناول الشيبس، والمشروبات الغازية، والعصائر المعلبة وتعويضها بكل ما هو طبيعي من عصائر ومأكولات مع تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس