أفريقيا برس – المغرب. في الوقت الذي تلوح فيه بوادر معركة بين الكتبيين وأرباب المدارس الخصوصية، تبدو من الأكيد معركة الأسر مع الموسم المدرسي الجديد، وتوالي المناسبات التي استنزفت الكثير من جهدها المالي، والمتمثلة في رمضان وما يتطلبه من مصاريف إضافية، وعيد الفطر وحاجيات الأبناء من كسوة وغيرها، ثم عيد الأضحى وذلك الثقب الكبير الذي خلفه في الجيوب، أما العطلة الصفية فهي اختيارية رغم أن جميع المغاربة لا يفرطون في نصيبهم من الاستجمام، وخاتمة شهور الإنهاك المالي بالدخول المدرسي الجديد، خاصة الأسر التي ما زالت تفضل دراسة أبنائها في التعليم الخصوصي.
بخصوص معركة الكتبيين والمدارس الخصوصية، لاحت بوادرها من خلال بيان لـ “رابطة الكتبيين بالمغرب”، أعلنت فيه “استنكارها الشديد للسلوكيات والممارسات” التي وصفتها بـ “غير القانونية واللاأخلاقية واللامسؤولة لبعض مؤسسات التعليم الخصوصي على الصعيد الوطني”، وذلك على خلفية “بيع الكتب المدرسية ومستلزماتها للتلاميذ في بداية كل موسم دراسي”، معتبرة ذلك “تحدّياً صارخاً لكل المذكرات الصادرة في هذا الشأن، وفي مخالفة صريحة للقوانين الجاري بها العمل”.
البيان الذي تلقت “القدس العربي” نسخة منه، أفاد بأن “المكتب التنفيذي لرابطة الكتبيين بالمغرب يطالب الجهات الوصية على القطاع بالتدخل العاجل والفوري لوقف هذا الاستغلال البشع، والذي لم يعد يخفى أنه يجري بتواطؤ واضح مع عدد من مستوردي الكتب الأجنبية، كما يدعو الجمعيات العاملة في مجال حماية المستهلك إلى القيام بدورها بهذا الخصوص”.
وختمت الرابطة بما يشبه الوعيد، مشيرة إلى أنها “ستتخذ كافة الإجراءات التي يسمح بها القانون لإيقاف هذا النوع من الممارسات المشينة والسلوكيات المخالفة للقانون والتي تضر بشكل مباشر بمصالح أصحاب المكتبات الذين سبق لهم أن راسلوا مختلف الجهات الحكومية المعنية”.
وتوضيحاً لهذه الخطوة، قال الحسن معتصم، رئيس رابطة الكتبيين في المغرب، في تصريح لـ “القدس العربي”، إنه قبل اتخاذ أي إجراء “علينا أن ننتظر ما سينتج عنه التفاعل مع البيان الاستنكاري”، وذلك “كي يجتمع المكتب التنفيذي ويتفق حول النقاط التي يجب الاشتغال عليها”.
وعبّر عن تفاؤل الرابطة بخصوص الاستجابة لمطالب البيان، خاصة وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي، ومعها الجهات المعنية بالقطاع، وأن يصدر قرار في الموضوع.
وأكد عبد العزيز كوثر، رئيس المجلس الإداري لـ “الجمعية المغربية للكتبيين”، أن مسألة بيع المدارس الخصوصية للكتب واللوازم المدرسية عند كل دخول مدرسي جديد، هو مشكل لم تجد له المؤسسات الوصية على القطاع والتابعة لوزارة التعليم الحل، باستثناء أكاديمية جهة طنجة تطوان الحسيمة.
موضوع الخلاف بين الكتبيين المغاربة والمدارس الخصوصية، لا يعني الأسر في شيء، ويبقى الهاجس الدائم والسؤال المقلق هو: هل ارتفعت أسعار الكتب واللوازم المدرسية من دفاتر وأقلام وغيرها؟
الجواب على هذا السؤال جاء على لسان المهنيين في القطاع، حيث طمأن الحسن معتصم رئيس رابطة الكتبيين بالمغرب، آباء وأولياء التلاميذ، في التصريح نفسه لـ “القدس العربي”، مؤكداً انخفاض أسعار الأدوات المدرسية والتي نزلت بنسبة 10 في المئة، أما الكتاب المدرسي، فقد حافظ على ثمنه دون زيادة، بسبب الدعم الحكومي.
التطمينات نفسها أكدها عبد العزيز كوثر، ، موضحاً أن الكتاب المدرسي لم يعرف أي زيادة في سعره، بل حافظ على الثمن نفسه منذ أكثر من 11 عاماً مضت، وزاد موضحاً أن أسعار الدفاتر واللوازم المدرسية تراجعت وحدد النسبة بين 5 و10 في المئة.
لكن، يستطرد كوثر، الكتاب الذي يدخل في المناهج التربوية للمدارس الخصوصية يطرح دائماً المشكل، لأنه مستورد من فرنسا وكلفته مرتفعة جداً، ولا يمكن تقليده حتى يتسنى خفض التكلفة وبالتالي الثمن.
واتفق كل من المعتصم وكوثر، على أن الدخول المدرسي الجديد سيمر في ظروف طبيعية وعادية وجيدة، لأن هناك الوفرة، والسعر لم يتغير بل تراجع بخصوص الدفاتر وباقي اللوازم.
ويبقى الخلاف المحتمل الذي من الممكن أن يتصاعد، يتعلق ببيع المدارس الخصوصية للكتب واللوازم المدرسية، وتعتبر هذه المرة الأولى التي يصدر فيها مهنيو قطاع الكتاب بياناً استنكارياً شديد اللهجة، ويصف سلوك المدارس الخصوصية بـ “غير القانوني واللاأخلاقي واللامسؤول”، ومن المرجح أن يصدر بيان رد من الهيئة التي تمثل المدارس الخصوصية، ويبقى الماء الذي سيطفئ النار قبل اشتعالها هو تدخل الوزارة الوصية بقرار.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس