بـ «هبّة رسمية وشعبية»… المغرب يداوي جراح زلزال «الحوز»

9
بـ «هبّة رسمية وشعبية»… المغرب يداوي جراح زلزال «الحوز»
بـ «هبّة رسمية وشعبية»… المغرب يداوي جراح زلزال «الحوز»

أفريقيا برس – المغرب. استعادت مدينة مراكش، كبرى حواضر منطقة “الحوز”، حركة الحياة الاعتيادية، مثل عدد من المدن والقرى الأخرى، لكن لم تندمل كل الجراح بعد، والآثار ما زالت تظهر في كل مرة، وشملت جل مناحي الحياة، خاصة في المناطق المجاورة، القريبة منها والبعيدة، ولم يسلم قطاع التعليم منها، في البنايات وعلى مستوى الأرواح، بعد أن توفي عدد من المدرّسين والطلاب أيضا، وبعد أن انهارت مؤسسات تعليمية جراء عنف الهزة الأرضية التي ضربت عدة أقاليم وشعر بها معظم المغاربة.

العمل يجري على قدم وساق، بعد هبّة المغرب رسميا وشعبيا لإنقاذ الضحايا والتكفل بالجرحى والعناية بالمتضررين من خلال منح مالية للتعويض عن المساكن المتضررة، وللأيتام الذين نالوا بتعليمات من العاهل المغربي محمد السادس، صفة “مكفولي الأمة”، وهي الصفة المنظّمة بالقانون والتي تخوّل لهم الحصول على دعم مالي شهري يبلغ 1250 درهما (121 دولارا)، فضلا عن التكفل الكامل للدولة بهم، بعد أن فقدوا معليهم وحاضنهم في الكارثة الطبيعية.

وأعطى وزير التعليم، شكيب بنموسى، توضيحات ومعطيات وأرقامًا حول مدى الضرر الذي لحق بهذا القطاع، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده، أول أمس في الرباط، مع الوزير المتحدث الرسمي باسم الحكومة.

وأكد أن عدد المؤسسات التعليمية التي تضررت جراء الزلزال بلغ 1050 مدرسة بين ابتدائية وإعدادية وثانوية، منها 60 مؤسسة انهارت كليا، فيما تعاني أخرى من تشققات وتصدعات، بعضها يمكن استعماله بشكل جزئي والبعض الآخر غير صالح مطلقا للاستعمال.

وأشار إلى أن فرق تقنية متخصصة باشرت مهامها بهدف الوقوف على حجم الأضرار، ومعاينة مدى صلاحيتها لاستئناف الدراسة مع أولوية أساسية وهي ضمان سلامة الكوادر التربوية والتلاميذ.

وأفاد أن المناطق المتضررة من الزلزال تضم 650 ألف طالب يدرسون في التعليم العمومي، 60 ألفا منهم تضرروا بشكل مباشر من الكارثة الطبيعية. ولم يفت الوزير الإشارة إلى أن المؤسسات غير المعنية بالأضرار استأنفت عملها بشكل طبيعي، مبرزا أن الحكومة في سباق مع الزمن بهدف احتواء الوضع وضمان استمرار الدراسة لفائدة المتضررين.

وأوضح أن الدولة لم تنتظر إصلاح الضرر الذي أصاب عددا من المؤسسات التعليمية، بل سارعت إلى نقل الطلاّب إلى مؤسسات قريبة لاستئناف دراستهم، إلى حين الانتهاء من تقييم الوضع وإعادة الإصلاح والبناء.

وانتشرت مقاطع فيديو توثّق لحظة نقل مجموعة من الطلاّب إلى مؤسسات تعليمية في مراكش، حيث حظوا بحفاوة كبيرة “كانت بمثابة بلسم يحاول أن يداوي جراح الزلزال”، وفق تعبير البعض. كما جرى تداول مقطع فيديو لحالة إحدى المؤسسات الداخلية التي كانت موضوع زيارة مستعجلة للوزير بنموسى، كما كانت موضوع إشارة منه في المؤتمر الصحافي أول أمس، حين قال: “صحيح هناك في بعض الأحيان نقص في ظروف الاستقبال، لكن صححنا الوضع”، وهي الحالة اليتيمة التي أثيرت.

إلى جانب نقل المتضررين، فقد حظي عدد مهم بقاعات دراسية عاجلة من خلال تحويل خيام إلى أقسام دراسية، من أجل استئناف الدراسة ومعها الحياة بشكل طبيعي، بعد أن كانت الوزارة قد قررت تعليق الدراسة في البلدات الريفية الأكثر تضررا داخل أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت.

الوزير في تصريحاته الجديدة، أفاد بأن الخيام المؤقتة سيتم تعويضها قريبا بقاعات دراسية، حيث يتم حاليا الاشتغال على تعويضها ببيوت عبارة عن ألواح، حتى يتسنى للتلاميذ مواصلة دراستهم في أفق زمني قريب تشتغل عليه المصالح المعنية لكي تفتح المؤسسات التعليمية المتضررة أبوابها من جديد.

قطاع التعليم بمؤسساته وكوادره وتلاميذه، هو جزء من الضرر الذي أصاب المناطق المعنية بالزلزال، وهو ما كان موضوع تعليمات العاهل المغربي محمد السادس، بتخصيص 120 مليار درهم (حوالي 11 مليارا و639 مليون دولار أمريكي) على مدى خمس سنوات، لتأهيل المناطق المتأثرة بالزلزال وهي كل من مراكش، والحوز، وتارودانت، وشيشاوة، وأزيلال، وورزازات.

التعويضات المالية التي وجه بتخصيصها الملك محمد السادس، كان على رأس قائمتها العنصر البشري المتضرر، حيث شملتهم المنح المالية على شكل إعانة مباشرة قدرها 2500 درهم (242 دولارا) سيتم صرفها بداية من أيلول/ سبتمبر، إلى جانب 30 ألف درهم (2909 دولارات) لكل عائلة متضررة.

في السياق نفسه، عملت شركات التأمين من خلال “الجامعة المغربية للتأمين” على تمديد مهلة التصريح بالخسائر بالنسبة للمتضررين، وحددتها في 20 يوما إضافية تبتدئ من 28 من أيلول/ سبتمبر، للتصريح بكافة الأضرار سواء منها المادية أو الجسدية.

وأوضحت في بيان لها بهذا الخصوص أن المتضررين عليهم التواصل مع شركة التأمين التي يتعاملون معها وهي ستوجههم نحو الإجراءات الواجب اتباعها، كما ستعمل على تزويدهم بالمعلومات اللازمة الخاصة بعقود التأمين التي تمنح حق التعويض. وأبرزت الهيئة المهنية نفسها أن عددا كبيرا من هذه العقود يتعلق بالتأمين على السيارات ضد الأضرار التي تلحق بالمركبة، وتشمل أيضا الإصابات الجسدية التي يتعرض لها مالكها أو أسرته.

المغاربة في تدويناتهم لم يفوتوا فرصة الإشادة بالطواقم العاملة من أجل التخفيف من تداعيات فاجعة “الحوز”، حيث وصفوهم بـ”خلية النحل التي تشتغل ليل نهار”، كما أطلقوا “هاشتاغ” من أجل عودة السياحة إلى مراكش، بانخراطهم في حملة “نتلقاو في مراكش”، أي نلتقي فيها.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس