أفريقيا برس – المغرب. قالت منظمة الشفافية الدولية “ترانسبرنسي” إن “قانون الطوارئ الصحية بالمغرب، لم يقتصر على حرمان المواطنين من حرياتهم في التنقل والتجمع والكلام فحسب، بل تم استخدامه أيضاً كغطاء قانوني لاستهداف منتقدي الحكومة والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين رفعوا الصوت انتقادا لسوء إدارة استجابة البلاد للجائحة”.
وأوضح تقرير مؤشر مدركات الفساد لعام 2021 للمنظمة الحقوقية ذاتها، الذي أصدرته اليوم، أن مستويات الفساد لا تزال تعاني من الركود في مختلف أنحاء العالم، ولا تمثّل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أي استثناء.
وصنف مؤشر إدراك الفساد لسنة 2021، المغرب في المركز 87 عالميا من أصل 180 دولة شملها التصنيف، حيث حصل على 39 نقطة على 100 في مؤشر إدراك الرشوة متراجعا بنقطة واحدة مقارنة مع العام الماضي، وبسبعة مراكز مقارنة مع 2019.
وقالت المنظمة، إن “الفساد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ممنهج، ويضرب جذوراً عميقة سواء في المؤسسات أو في الحياة اليومية، من الفساد السياسي رفيع المستوى إلى الواسطة إلى الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ثمة مجموعة من القضايا التي تتوجب معالجتها لتمكين المواطنين وتحريرهم من الفساد”.
وشددت “ترانسبرنسي”، على أن على الحكومات “البدء بترسيخ مبادئ ديمقراطية متينة تسمح بالمساءلة من خلال الالتزام بالإصلاحات، وبناء مؤسسات قوية ومستقلة، واحترام الفصل بين السلطات، كما يجب عليها أيضاً حماية الفضاء المدني ووسائل الإعلام والمُبلغين عن الفساد، بحيث تتمكن جميع أجزاء المجتمع من الانضمام بشكل جماعي إلى جهود مكافحة الفساد”.
مع مرور عامين على انتشار جائحة كوفيد-19 المدمّرة، يكشف مؤشر مدركات الفساد لهذا العام أن مستويات الفساد كانت في حالة ركود على المستوى العالمي. وأكدت منظمة الشفافية، أنه “رغم الالتزامات التي تم التعبير عنها على الورق، فإن 131 دولة لم تحقق تقدماً يذكر في مكافحة الفساد على مدى العقد الماضي، وهذا العام انخفضت درجات 27 دولة إلى أدنى مستوى في تاريخها على مؤشر مدركات الفساد. في هذه الأثناء، تتعرض حقوق الإنسان والديمقراطية للهجوم في سائر أنحاء العالم”.
وبحسب التقرير ذاته، “يسجل أكثر من ثلثي الدول (68 في المائة) أقل من 50 درجة ويبقى المعدل العام ثابتاً عالمياً عند 43 درجة. ومنذ عام 2012، “حسّنت 25 دولة درجاتها، لكن في الفترة نفسها تراجعت 23 دولة بشكل ملحوظ”.
هذا العام وبحسب مؤشر إدراك الفساد 2021، “كانت الدول الثلاث التي حققت أعلى الدرجات هي الدنمارك، وفنلندا ونيوزيلندا، حيث حصلت كل منها على 88 درجة. وتكمل النرويج (85)، وسنغافورة (85)، والسويد (85)، وسويسرا (84)، وهولندا (82)، ولكسمبورغ (81) وألمانيا (80) العشرة الأُوَل. أما أهم الدول التي سجلت تحسناً ملحوظاً في الفترة نفسها فهي أرمينيا (+14)، وأنغولا (+10)، وكوريا الجنوبية (+8)، وأوزبكستان (+6)، ومولدوفا (+5) وإثيوبيا (+4)”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس