أفريقيا برس – المغرب. في قلب شهر غشت، ومع ارتفاع درجات الحرارة تحت شمس الصيف الحارقة، يستحضر أطفال التسعينيات ذكرياتهم بابتسامة حنين، متذكرين كيف كانوا يتغلبون على حرارة الصيف. في تلك الأيام، لم يكن هناك ما يضاهي متعة تناول الآيس كريم والوجبات الخفيفة المثلجة للانتعاش والاستمتاع بأيام العطلة الصيفية.
اليوم، تكتظ ثلاجات المحلات التجارية بخيارات لا تعد ولا تحصى، لكن جيل الألفية في المغرب لم يكن يتمتع بهذا الترف. كانت الخيارات المتاحة لهم بسيطة ولكنها تركت أثراً لا يُنسى، تعود للظهور في منشورات فيسبوك، وريلز إنستغرام، وفيديوهات يوتيوب، لتعيدنا إلى تلك الأيام الصيفية الخالية من الهموم.
إذا كنت من جيل الألفية الذي نشأ في المغرب أو قضى الصيف هناك، فقد أعد موقع يابلادي قائمة بوجباتك الخفيفة المثلجة المفضلة في الصيف. تحذير: قد تشعر بالحنين.
“لباني” بالفانيليا والويفر
هل تشتهي الآيس كريم والويفر؟ مَوْل لباني يقدم لك ما تحتاجه من آيس كريم الشوارع بالطريقة المغربية. بالنسبة للعديد من أطفال التسعينيات في المغرب، كانت هذه الحلوى تمثل ذروة يوم على الشاطئ، أو رحلة إلى المهرجان المحلي، أو يوم في الملاهي. كانت الآيس كريم غالباً، إن لم تكن حصرياً، بنكهة الفانيليا، تُوضع بين ويفرين بسيطين ومقرمشين، وهي بسكويتة رقيقة جداً ومسطحة وخفيفة.
لهذا السبب يُطلق عليه “لباني”، وهي كلمة في الدارجة مشتقة من الفرنسية “الفانيليا”. رغم أنها كانت مجرد فانيليا، إلا أنها كانت رفيقاً وفياً للأطفال خلال أيام الصيف الحارة. وكما في الأفلام الأمريكية، حيث يُعتبر رؤية شاحنة الآيس كريم علامة حظ، فإن رؤية بائع مَوْل لباني كانت أيضاً علامة على حظ حلو ومنعش. كان يرتدي عادة معطفاً أبيض، ويحمل صندوقاً معدنياً كبيراً يضعه في عربة ذات عجلتين.
اليوم، لا يزال مَوْل لباني صامداً رغم الخيارات اللامتناهية من الآيس كريم المتاحة للأطفال. ولكن لأولئك الذين يتوقون إلى طعم الماضي، قد تكون لديك الفرصة للعثور عليه.
آيس كريم بالعصا، والزبادي وأبراكدابرا
بالنسبة لأولئك الذين لم يكن لديهم وصول إلى مَوْل لباني، أو كانوا مضطرين للعب داخل المنزل، ظهرت حيلة ذكية: لماذا لا نصنع الآيس كريم في المنزل إذا لم نتمكن من شرائه؟ كانت المكونات بسيطة وعادة ما تُوجد في المنزل: عصا خشبية (أو أحياناً ملعقة من درج المطبخ)، زبادي من أي نوع، والمجمد.
كان أطفال التسعينيات يثقبون غطاء الزبادي بالعصا أو الملعقة ويضعونه في المجمد طوال الليل. بالنسبة لفكرة رائعة كهذه، كانت الصبر أمراً أساسياً. أما الذين يفضلون اللبن المخمر بنكهة الرمان فلم يكونوا يثقبونه؛ بل كانوا ينتظرون حتى يتجمد ثم يقطعونه إلى نصفين، دائماً بمساعدة شخص بالغ.
أصبحت هذه الآيس كريم المنزلية شائعة جداً في أواخر التسعينيات لدرجة أن البقالات (محلات الحي) بدأت في إعدادها ليشتريها الأطفال جاهزة ومجمدة. كما تابعت شركات الحليب والزبادي هذا الاتجاه، وأطلقت مشروبات الزبادي التي كانت البقالات تجمدها وتبيعها في أنصاف أو حتى أرباع لأولئك الذين لديهم ميزانية محدودة.
المثلجات الممتعة
كانت المثلجات خياراً آخر منعشاً مفضلاً لأطفال المغرب في التسعينيات. تُصنع عن طريق إغلاق سائل منكه، مثل الماء المحلى أو عصير الفاكهة، داخل أنبوب بلاستيكي وتجميده، وكانت وجبة خفيفة صيفية بسيطة ولكن لا تقاوم.
كانت ممتعة وملونة، وتتوفر بمجموعة متنوعة من النكهات، مثل الكرز، والبرتقال، والليمون-الليمون الحامض، والبطيخ، وصودا الكريمة، والتوت الأزرق، والعنب. ماذا يمكن أن يطلب الطفل أكثر من ذلك وهو يركض في كل مكان، يلعب في الخارج أو يستمتع على نينتندو، من هذه الحلوى المثلجة؟ وأنت، ما هي الوجبات الخفيفة الصيفية المفضلة لديك من طفولتك؟
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس