أفريقيا برس – المغرب. يُعد سد الوحدة، الواقع في قلب جبال الريف، أكبر منشأة هيدروليكية في المغرب وأحد المواقع الأكثر عرضة للنشاط الزلزالي في البلاد. وقد حذّرت دراسة علمية حديثة، نُشرت يوم الاثنين على منصة ScienceDirect، من تزايد هشاشة هذا السد، مسلطة الضوء على المخاطر الزلزالية التي تهدد المنطقة المحيطة به.
نظراً للتعقيد التكتوني للمنطقة وسجلها الحافل بالزلازل المدمرة، طور الباحثون نموذجًا جديدًا للتقييم الاحتمالي يعنى بتحليل تكرار وشدة الزلازل المحتملة، مع تركيز خاص على التهديدات التي يواجهها حوض سد الوحدة.
واستندت الدراسة إلى بيانات زلزالية تغطي قرنًا كاملًا، من عام 1923 إلى 2023، بالإضافة إلى خرائط نيوتكتونية تُمكن من تحديد أنظمة الفوالق النشطة. وقد استعان الباحثون بأدوات حاسوبية متطورة لمحاكاة احتمالات الزلازل، ما أتاح لهم تحليلاً دقيقًا لتكرار وتوزيع النشاط الزلزالي في المنطقة، وبالتالي تعزيز الفهم للمخاطر الجيولوجية التي قد تؤثر على سلامة السد.
زلزال متوسط القوة خلال 25 سنة: احتمال مؤكد بنسبة 100%
النتائج التي خلصت إليها الدراسة مثيرة للقلق. إذ يشير النموذج الاحتمالي إلى وجود احتمال مؤكد بنسبة 100% لحدوث زلزال واحد على الأقل بقوة متوسطة (أي 4 درجات أو أكثر على مقياس Mw) في المنطقة خلال ربع القرن المقبل. كما تُقدر الدراسة احتمالية تزيد عن 20% لوقوع هزات أرضية أضعف (≤ 3 درجات Mw) في نفس الفترة.
ويثير قلق الباحثين بشكل خاص تمركز النشاط الزلزالي حول نهايات السد. وتشير الاستنتاجات إلى أن «مناطق الفوالق النشطة، مثل فالق جبهة والاتصال داخل الميسوريف، تُعد من العوامل الأساسية في النشاط الزلزالي الإقليمي»، بحسب ما جاء في الدراسة.
وتُبرز هذه النتائج الحاجة المُلِحّة لتعزيز التخطيط الأمني واستراتيجيات تقليل المخاطر. ويشدد الباحثون على أهمية هذه الاستنتاجات في صياغة سياسات استخدام الأراضي، وضمان أمن البنية التحتية، وتحسين تدابير الاستعداد للكوارث. واختُتمت الدراسة بالتأكيد على أن «نتائجها تُسهم في سد الفجوة بين علوم الأرض والتطبيقات الجيوتقنية، وتوفر أدوات فعالة لتعزيز القدرة على التكيف مع المخاطر الجيولوجية».
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس