صفحة “Defense Arabic”: المغرب هو المرشح لاستضافة مقر أفريكوم

10
صفحة
صفحة "Defense Arabic": المغرب هو المرشح لاستضافة مقر أفريكوم

أفريقيا برس – المغرب. كشف موقع الدفاع والأمن (Difesa & Sicurezza) الإيطالي، في أواخر الشهر الماضي، بأن القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا أفريكوم (Africom) “قد تفتح قريبا مركز قيادة في دولة ما في غرب أفريقيا، بهدف مراقبة تحركات روسيا والصين بالمنطقة بشكل أفضل”.

وأوضح الموقع بأن قائد الأفريكوم الجنرال مايكل لانغلي، أكد ذلك في جلسة استماع بلجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، مضيفا بأنه “لا يوجد حاليا أي تأكيد بشأن الدولة التي يمكن أن تستضيف مركز القيادة الأمريكي الجديد في غرب أفريقيا”. لكنه اقترح ليبيريا وقدم توضيحات لأعضاء لجنة الكونغرس حول الأهمية الاستراتيجية القصوى لإقامة هذه القاعدة الأمريكية الجديدة.

وذهبت جريدة “البريد الدولي” الفرنسية الذائعة الصيت، خلال نفس الفترة، إلى أن أفريكوم “تبحث عن إقامة مركزها الأفريقي إما في المغرب أو في ليبريا المغرب”.

بيد أن بعضا من المحللين المغاربة والعرب، نفوا إمكانية إقامة مقر قيادة أفريكوم الجديد بالمغرب وأسهبوا في تعداد الأسباب وراء ذلك. وفي سعينا إلى البحث عن الحقيقة، أجرينا حوارا مع “أدمن” صفحة “Defense Arabic”، وهي صفحة تهتم بالقضايا الدفاعية والأمنية للمغرب والعالم.

لقد كان المفترض أن يخوض الحوار بالأساس حول موضوع “القاعدة الأمريكية” الجديدة المثيرة للجدل، لكنه تفرع إلى قضايا ترتبط بها…

أجرى الحوار: مصطفى واعراب
تروج منذ أسابيع أحاديث كثيرة حول احتمال نقل قاعدة أفريكوم من ألمانيا إلى المغرب. برأيك ما هي حظوظ نقلها؟

سوف يتم نقل مركز قيادة الجيوش الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم) إلى المغرب، لأن المغرب هو المرشح الوحيد المؤهل لذلك..

المغرب ليس هو المرشح الوحيد، هناك تقارير ترشح نقلها إما إلى المغرب أو ليبيريا..

ربما، لكن لا تنس أن سيناتورا أمريكيا سابقا هو من كان يعارض فكرة نقلها إلى المغرب، أخذ مكانه سيناتور جديد يدعم نقل قيادة أفريكوم إلى المغرب. ثم إن أمريكا لن تجد دولة أفريقية تكون جاهزة لاحتضان قاعدة، فالمغرب يوجد على حدود منطقة الساحل، وهو الدولة الوحيدة المستقرة في المنطقة. ثم هناك مؤشرات قوية على أنه سيتم نقل أفريكوم إلى المغرب، مثل زيارات أعضاء الكونغرس للمغرب وغيرها. والسبب الثاني الذي يرشح إقامة القاعدة بالمغرب هو قاعدة تكون في المغرب، هو ترجمة لكون أمريكا حليف له.

وماذا عن الأخبار التي تروج لها بعض الأوساط الإسبانية، حول إمكانية نقل واشنطن قاعدتها البحرية الاستراتيجية من “روتا” بجنوب إسبانيا إلى قاعدة القصر الصغير بشمال المغرب؟

هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة، وتروج لها شخصيات وأحزاب يسارية إسبانية، للضغط على حكومة بلادها للزيادة في ميزانية التسلح.

لكن، هل ستقبل الجزائر نقل قاعدة أفريكوم إلى المغرب؟

أكيد أن الجزائر ترفض إقامة هذه القاعدة، التي من بين أبرز أهدافها هو محاربة الجماعات المسلحة بالساحل والصحراء، وملء الفراغ الذي تركه رحيل بعض الدول في بلدان غرب أفريقيا، كفرنسا مثلا. والسبب الأهم الذي سيحمل الجزائر على رفض إقامة هذه القاعدة هو أنها ستجلب تدخلا أمريكيا في جنوب الجزائر. يعني بصيغة أخرى سيكون على الجزائر إما أن تواجه الإرهاب أو سيتم تصنيفها دولة داعمة للإرهاب.

وماذا سيستفيد المغرب من وجود هذه القاعدة الأمريكية؟

سوف يستفيد المغرب من وراء نقل مقر “أفريكوم” من ألمانيا إلى المغرب، بالحصول على أسلحة أمريكية قوية هجومية ودفاعية أخرى. لكن قد يواجهه حينها مشكل التسليح العسكري، خصوصا مع الصين..

هل تقصد أن المغرب سيصبح أقل حرية في اختيار مصادره لاقتناء السلاح؟

نعم، المغرب سيصبح حينها أقل حرية في اقتناء السلاح، لأن أمريكا لن تسمح بذلك. ودعني هنا أذكرك بأنه في شهر سابق من هذا العام [فبراير/شباط]، بينما كان منتظرا أن يستقبل وزير الخارجية ناصر بوريطة نظيره الروسي سيرغي لافروف بالمغرب، قام باستقبال أعضاء في الكونغرس الأمريكي بدون موعد، وفي اليوم نفسه اكتفى بمحادثة وزير الخارجية الروسي هاتفيا…

بهذا الصدد، يُنوع المغرب مصادره لاقتناء السلاح. فبينما نجده يشترى سلاحا متطورا من أمريكا وفرنسا وإسرائيل، نجده يقتني كذلك سلاحا “أقل تطورا” من روسيا والصين والهند وباكستان والبرازيل..ما الحكمة في هذا التنويع؟

كانت تقارير عسكرية روسية أفادت [في 2016 بمناسبة زيارة ملك المغرب محمد السادس إلى موسكو]، بأن المغرب قطع أشواطا من أجل اقتناء أسلحة روسية كالغواصة البحرية من طراز “أمور 1650″، وطائرات مقاتلة “سوخوي-سو 34”. وهو ما دفع واشنطن إلى أن تستجيب لطلبات المغرب بالحصول على السلاح الأمريكي المتطور. بل ومساعدته تقنيا في بناء مصنع لتصنيع أجزاء من المقاتلة الحوامة “أباتشي”. فمصلحة المغرب الرئيسة هي إذن مع واشنطن.

إن المغرب يرادف التسلح من الصين مقابل التسلح من أمريكا، ويقتني السلاح الهندي في مقابل تسلح ثانوي من باكستان (خصوصا في مجال المُسَيِّرات). فإلى جانب حرص المغرب على البقاء على الحياد، بدون انحياز كامل إلى أي قوة من القوى الدولية، فإن هناك ضرورات اقتصادية. فعندما نتحدث عن دولة تحتاج من المغرب الفوسفاط أكثر مما يريد منها هو السلاح، وكذلك لن تجد معها مشاكل مستقبلا في الحصول على قطاع الغيار لذلك السلاح، هنا نقول الهند…

لكن الهند آخذة في التحول إلى شريك مهم للمغرب في مجال التسلح..

لقد عرف المغرب في السنوات الأخيرة تغيرا ملحوظا من حيث الموردين الدوليين للأسلحة، بعدما كان يعتمد في السابق على الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا. لكن لأن هذه الأخيرة أصبحت تلعب على تناقضات الطرفين [المغرب والجزائر]، فقد اتجه المغرب إلى عقد عدة اتفاقيات للتصنيع العسكري واقتناء الأسلحة مع ثلاث دول، هي الهند، وباكستان، والبرازيل.

وبالفعل شهدت علاقات المغرب مع الهند مؤخرا تطورا ملحوظا، خصوصا مع استكمال الاتفاق الاستراتيجي بين الهند والمغرب، الذي بموجبه تم تأمين الأسمدة الزراعية المغربية للهند. ولأن الهند تحتاج إلى الفوسفاط بشكل ضخم ومستعدة لمقايضته مع أي منتوج تنتجه، ما معناه صفقة رابح رابح، فقد استغل المغرب هذه النقطة لتحسين قدراته العسكرية. ثم ثانيا، تنويع مصادر السلاح لأن الهند ستوفر للمغرب قطع الغيار في أي وقت يريد وبكميات كبيرة، بحيث ليست هناك أي قوانين داخلية أو خارجية تمنعها من ذلك. وليس هناك تضارب في المصالح مع المغرب، وهناك لديها مصانع ويد عاملة رخيصة بوفرة كبيرة عكس، الأوروبي والأمريكي والروسي. ثم ثالثا، هناك إمكانية تصنيع السلاح محليا وهذا أمر يبحث عنه المغرب. وبهذا الصدد، سبق أن أعلن الوزير المغربي المنتدب المكلف بالاستثمار بأن البلدان اتفقا على الشروع في تصنيع عربات عسكرية في المغرب قريبا. ثم لا ننسى عاملا سياسيا هاما يساهم في تطوير علاقات المغرب مع الهند، ويتمثل في سحب نيودلهي اعترافها بدولة البوليساريو.

لكل هذه الاعتبارات، يسعى المغرب إلى الاستفادة من التكنولوجيا الهندية، حيث عرفت الهند قفزة نوعية وأصبحت معظم دول العالم تريد تقوية علاقاتها معها. بل وتم الاتفاق معها على تصنيع محلي [بالهند] للمروحيات المقاتلة “أباتشي” الأمريكية، ودبابة “تي 80” الروسية، بالإضافة إلى تطوير وتصنيع أسلحة دفاعية مع إسرائيل.

هناك أيضا عامل كون السلاح الهندي زهيد السعر مقارنة بالفرنسي أو الأمريكي، مثلا..

صحيح، ولذلك تسعى الهند حاليا إلى منافسة الصين في أفريقيا، من خلال نهج سياسة “رابح-رابح” وبسعر أقل. وأصبحت تبحث عن أسواق وبوابة أفريقيا هي المغرب، لكي تستطيع مواجهة النفوذ الصيني. ومؤخرا عرضت الهند على دول أفريقية شاركت في معرضها للأسلحة (من ضمنها المغرب) اقتناء أسلحة هندية متنوعة بأسعار مناسبة.

لكن من جهة أخرى، الهند هي عدوة لباكستان. ورغم ذلك، ففي سنة 2019 عرفت العلاقات بين المغرب وباكستان تغيرا ملحوظا بعد لقاء وزير الدفاع الباكستاني نظيره المغربي، حيث اقترح الطرف الباكستاني إقامة تعاون عسكري في المجال البحري. وتمت بعد ذلك عدة لقاءات بين الوفود من البلدين. وفي سنة 2021 كانت أول مناورة عسكرية بين البلدين.

وماذا عن البرازيل؟

بخصوص البرازيل، فإن المغرب مثل ما هو حاله مع الهند وباكستان ودول عديدة أخرى، يبحث عن دول تتوفر على بنية صناعية عسكرية قوية، يتبادل معها الخبرات ويشتري منها السلاح، وتكون دولا ليس لها قوانين قد تمنع المغرب من الحصول على سلاح أو قطع غيار ما [مثل ما هو عليه الحال بالنسبة إلى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي]. والبرازيل أيضا في حاجة ماسة وكبيرة إلى الفوسفاط المغربي. ولذلك عقدت معها الرباط اتفاقيات لبناء صناعة عسكرية محلية، وإجراء تمارين عسكرية لاكتساب الخبرات، والاستفادة من دعمها لملف الحكم الذاتي للصحراء الغربية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس