أفريقيا برس – المغرب. رغم مرور ما يقارب عامين على الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق الحوز وشيشاوة وتارودانت في المغرب، لا تزال معاناة المئات من المتضررين مستمرة في ظل ظروف سكنية وإنسانية صعبة، وسط مطالب متجددة بالكشف عن الخروقات وتصحيح مسار عملية إعادة الإعمار. إذ لا يزال المتضررون يطرقون أبواب مختلف المؤسسات طلباً للإنصاف والتعجيل بطي هذا الملف الذي طال أمده، منددين بالأرقام الرسمية التي اعتبروها بعيدة عن الوقائع على الأرض.
واستعرض وفد يمثل “التنسيقية الوطنية للمتضررين من زلزال الحوز”، معطيات تتعلق بسير عميلة الاستفادة من الدعم المالي المخصص لضحايا زلزال الحوز. وأشار الوفد خلال استقباله من لدن عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب “العدالة والتنمية”، بحضور النائبين البرلمانيين إبراهيم أجنين وعائشة الكوط، إلى أن الأرقام التي نشرتها رئاسة الحكومة عقب اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة ببرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز، “غير دقيقة، وبعضها غير صحيح”.
وأكد أعضاء التنسيقية المذكورة، أن رقم 47 الذي يمثل عدد الخيام المتبقية رقم غير صحيح، “يمكن أن يكون صحيحاً في حالة كان يمثل قرية واحدة فقط في إحدى المناطق المتضررة من الزلزال”. وأضاف أعضاء الوفد أن عملية التعويض والدعم “شابتها خروقات وتجاوزات”، تسببت في إقصاء عدد كبير من المتضررين، مطالبين بالتحقيق في هذا الأمر، والكشف عن المعايير التي تم اعتمادها في إفراز المتضررين، والمبالغ المستحقة لكل واحد منهم.
كما اشتكى أعضاء تنسيقية المتضررين من زلزال الحوز، من رفض استقبالهم من طرف ممثلي السلطة المحلية، ومُحافظي الأقاليم المتضررة من الزلزال، ومن متابعتهم أمام القضاء بسبب احتجاجاتهم على ما يعتبرونها خروقات يعرفها ملف إعادة الإعمار بكل من الحوز وشيشاوة وتارودانت.
وفي كلمته، أكد بووانو أن المجموعة النيابية تتابع باهتمام كبير سير عملية إعادة إعمار المناطق المتضررة من زلزال الحوز، وبأنها ما فتئت تترافع عن المواطنين الذين تتوصل بشكاياتهم، وأضاف أنه سبق للمجموعة النيابية منذ الأيام الأولى للزلزال أن توجهت للحكومة بعدة مبادرات رقابية، كما قامت بزيارة ميدانية لبعض المناطق المتضررة، وبرمجت زيارات أخرى سيتم الإعلان عن تاريخها لاحقاً.
الناشط المدني والصحافي، منتصر إثري، قال إن ضحايا زلزال “الحوز” عاشوا قرابة عامين داخل خيام بلاستيكية لا تتوفر فيها أبسط شروط العيش الكريم. وقاوموا الحر المفرط والبرد القارس والرياح العاتية والثلوج الكثيفة، حيث اهترأت خيامهم بفعل المناخ، وأجسادهم ونفسيتهم أُنهكت من طول الانتظار.
وكتب على صفحته على فيسبوك: “على مدى عامين، نظم الضحايا العشرات من الوقفات الاحتجاجية أمام البلدبات المحلية والمحافظات، بل حتى أمام البرلمان. ووجهوا المئات من الشكايات والملتمسات والتظلمات إلى كل الجهات الرسمية وشبه الرسمية. كما قدموا معتقلاً يقضي سنة كاملة من عمره خلف القضبان، وتوبع آخرون فقط لأنهم طالبوا بحق السكن ولقمة العيش بكرامة”، وفق تعبيره.
وتابع: “ناضلوا وحدهم، دافعوا عن قضيتهم بإيمان، وعندما قرروا أخيرا لقاء الفرق النيابية والبرلمانية ومواجهتها بالحقائق الدامغة والأدلة على الإقصاء والحرمان في سبيل دفعها للترافع والدفاع عنهم، خرجت علينا بعض الكائنات الافتراضية – وهي قلة تعدّ على رؤوس الأصابع – لتتحدث عن “التحزب” و”الاستغلال السياسي”، وكأن الضحايا قاصرون أو مجرد أرانب سباق، هؤلاء ليسوا أدوات في يد أحد، بل أناس يقتلون كل يوم بصمت، وهم أحق بالسكن والكرامة والدعم من أي شعار أو مزايدة”.
وكان رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ترأس اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة ببرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز تم خلاله تتبع تنفيذ هذا البرنامج، فيما قدّم المدير العام لوكالة تنمية الأطلس الكبير عرضاً سجل خلاله التقدم الملموس المسجل في تنزيل البرنامج على كافة الأصعدة، لاسيما على مستوى عملية البناء والتأهيل، مسجلاً “استكمال الأشغال في 46.650 مسكناً. وانخفاض عدد الخيام من 129.000 إلى 47 متبقية حالياً”، متوقعاً أن تتم إزالتها بشكل كلي في أيلول/سبتمبر المقبل. كما لفت إلى تمكن اللجان الميدانية من إيجاد حلول لفائدة 4.895 مسكناً تقع في المناطق ذات التضاريس الوعرة.
عدد من الفيديوهات والصور القادمة من بعض المناطق والأقاليم المنكوبة، تُظهر العشرات من الخيام البلاستيكية، “التي تحولت إلى أفران في هذا الصيف الحار”، وفق وصف أحد المتضررين.
وتحدث مواطن من أهالي قرية “أنرني” بالحوز عن 56 خيمة في قريته، وهو ما قام بتوثيقه عبر شريط فيديو، في وقت انتشرت العديد من الصور والمقاطع الأخرى من مناطق أخرى، ترصد نفس المعاناة.
مصادر خاصة أكدت أن السلطات المحلية سارعت إلى التحرك من أجل إزالة الخيام الـ 56، دون أن يعرف إن كان تم اتخاذ أي إجراءات عملية لإيجاد حلول للأسرة التي تقطنها.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس