ماذا تعرف “غوغل” عنّا؟

1
ماذا تعرف
ماذا تعرف "غوغل" عنّا؟

أفريقيا برس – المغرب. ربما بدأت “غوغل” رحلتها كمحرك بحث عبر الإنترنت، ولكنها اليوم تمتلك إمبراطورية واسعة من الخدمات الضرورية للمستخدمين عبر الإنترنت، ومن بينها “يوتيوب” وبريد “جيميل” الإلكتروني، فضلا عن “يوتيوب” ونظام “أندرويد” الموجود في الهواتف الذي يعد الأكثر انتشارا في العالم وفق الإحصاءات.

تعود ملكية كل هذه الخدمات إلى الشركة الأم “ألفابيت” (Alphabet)، لذا فكل البيانات التي تجمع من خلال هذه الخدمات تصل إلى “ألفابيت” وتخزن في خوادمها، وربما كان هذا من الأسباب التي جعلت الحكومة الأميركية تطالب بتفكيك الشركة إلى مجموعة الخدمات المصغرة.

ولكن، ما البيانات التي تجمعها “غوغل” و”ألفابيت” وتحتفظ بها، وفيم تستخدم هذه البيانات لاحقا؟

أنواع البيانات التي تجمعها “غوغل”

بسبب تنوع الخدمات التي تملكها “غوغل” فإن البيانات التي تجمعها متنوعة للغاية ومختلفة كثيرا، إذ لا تترك الشركة تقريبا نوعا من البيانات إلا وتجمعه، وتأتي هذه البيانات عبر مجموعة من المصادر المختلفة، ويمكن تقسيمها لتبسيط الفكرة إلى 3 أنواع:

بيانات تخص الخدمات مباشرة، وتشمل الأمور التي يقوم بها المستخدم داخل الخدمة مثل تصفح الإنترنت وقراءة رسائل البريد الإلكتروني ومشاهدة مقاطع الفيديو.

بيانات شخصية للمستخدم، وتضم اسم المستخدم واللغة الخاصة به وعنوانه وبيانات الدفع وغيرها من البيانات التي تصف المستخدم وتحدده بشكل رئيسي.

بيانات تتخطى الخدمات، وتشمل هذه البيانات مجموعة من المعلومات التي لا تجمع عادة من منصات التواصل الاجتماعي أو الشركات التقنية، وهي البيانات التي تجمع من خلال أنظمة “أندرويد” ومتصفح “غوغل كروم” وحتى استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي أو المساعد الشخصي.

وفي حين تجمع عديد من شركات التقنية مثل هذه البيانات، فإن ارتباطها وحجمها في “غوغل” يفوق الشركات الأخرى بسبب تنوع الخدمات وتغلغلها في عدة جوانب متعلقة بحياة المستخدم، إذ إن المستخدم يعتمد على عدة خدمات من “غوغل” يوميا.

ويعني هذا أن المستخدم الذي يعتمد على خدمات “غوغل” كافة يتيح للشركة جمع عديد من البيانات عن حياته اليومية، فمن خلال هاتف “أندرويد” يمكن للشركة معرفة الجهات التي يقوم بالاتصال بها والأماكن التي يزورها أكثر من غيرها، وربما حتى استراق السمع لبعض الكلمات المفتاحية باستخدام مساعد “غوغل” و”أندرويد”.

ويشمل هذا أيضا خدمات البريد الإلكتروني، إذ تتابع الشركة الجهات التي تقوم بالتواصل معها ونوعية الرسائل دون قراءة محتوى الرسالة ذاتها لضمان حماية خصوصية المستخدم وبياناته، ويمتد الأمر إلى “يوتيوب” الذي يشارك بيانات مشاهدة مقاطع الفيديو وماذا تشاهده وتتابعه.

ومن استخدام محرك بحث “غوغل” ومتصفح “غوغل كروم”، يمكن للشركة تتبع استخدامك لمواقع الإنترنت ومعرفة المواقع التي تزورها وحتى استخدامك داخل هذه المواقع إذا قامت إدارة المواقع بتثبيت الأكواد اللازمة لتتبع المستخدمين والوصول إليها.

كما تجمع “غوغل” البيانات من خلال الخدمات الإضافية التي تقوم بها، وذلك مثل خدمة تسجيل الدخول في المواقع باستخدام حساب “غوغل” أو الدفع من خلال البطاقة المسجل في متصفح “كروم” وحتى خدمات “غوغل درايف” و”جيميناي” وغيرها من الخدمات الأخرى.

هل يمكنني رؤية البيانات التي تجمعها “غوغل” عنا؟

في الواقع، توفر “غوغل” لأسباب قانونية إمكانية الوصول إلى البيانات التي تسجلها عن كل مستخدم، وذلك عبر الذهاب إلى حساب “غوغل” الخاص بك، ثم اختيار البيانات والخصوصية للاطلاع على هذه البيانات بشكل مباشر.

وتتيح لك الشركة أيضا تحميل بياناتك مباشرة من خلال المتصفح إلى جانب حذف البيانات الموجودة في بعض الخدمات ومنع الخدمات من استخدام “غوغل” الخاص بك والوصول إليها بشكل مباشر.

كما توفر الشركة بعض الخيارات المتقدمة، مثل إيقاف جمع البيانات عبر أداة بعينها أو حتى تحديد مدة تلقائية لحذف البيانات بشكل افتراضي دون تدخل من المستخدم أو الحاجة لتفعيل خيار الحذف تلقائيا أكثر من مرة.

لماذا تجمع “غوغل” عنّا كل هذه البيانات؟

يجب النظر إلى “غوغل” على كونها شركة إعلانات عملاقة، وكلما كان حجم البيانات التي تجمعها أكثر، استطاعت الشركة تخصيص تجربة الإعلانات بشكل أفضل من السابق، أي أن الشركة تستطيع جعل الإعلانات التي تظهر لك في أثناء استخدامك أكثر ارتباطا وفائدة لك.

لذلك ينظر عديد من خبراء التسويق إلى إعلانات “غوغل” على أنها أداة مثالية لتعزيز المبيعات وزيادتها بشكل كبير، إذ توفر الشركة للمعلنين عديدا من الخيارات التي تشمل عرض الإعلانات في محرك البحث أو في هواتف “أندرويد” أو حتى في “يوتيوب” وغيرها من المنصات التابعة للشركة.

ويجعل هذا تكلفة الإعلانات في “غوغل” أعلى من الخدمات الأخرى، كما أنه السبب الذي جعل الحكومة الأميركية تطارد “غوغل” قضائيا لإتاحة الإعلانات للشركات الأخرى داخل محرك البحث وخدمات الشركة الأخرى المختلفة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس