نبتون وأورانوس… عملاقان جليديان بدرجات من الزرقة

0
نبتون وأورانوس... عملاقان جليديان بدرجات من الزرقة
نبتون وأورانوس... عملاقان جليديان بدرجات من الزرقة

أفريقيا برس – المغرب. يُشتهر كوكب نبتون بلونه الأزرق، في حين يشتهر كوكب أورانوس بلونه الأخضر. لكن دراسة جديدة، كشفت أن نبتون وأورانوس هما في الواقع أقرب بكثير في اللون مما كان يعتقد عادة.

وفي الدراسة التي نُشرت يوم 5 يناير/ كانون الثاني، في مجلة الجمعية الفلكية الملكية في بريطانيا، وجد الباحثون أن كلاً من نبتون وأورانوس له في الواقع ظل مماثل من اللون الأزرق المخضر، على الرغم من الاعتقاد السائد بأن نبتون له لون أزرق سماوي عميق، وأن أورانوس له مظهر سماوي شاحب.

وعلى مدار سنوات، اعتقد علماء الفلك أن معظم الصور الحديثة عن نبتون وأورانوس لا تعكس بدقة ألوانهما الحقيقية، لأن الصور المُلتقطة لكلا الكوكبين خلال القرن العشرين سجلت صوراً بألوان منفصلة.

تقدم الدراسة أيضاً إجابة للغموض الذي طال أمده حول سبب تغير لون أورانوس قليلاً خلال مداره حول الشمس الذي يبلغ 84 عاماً.

في الدراسة الجديدة، أُعيد دمج الصور أحادية اللون لإنشاء صور ملونة مركبة، والتي لم تكن دائماً متوازنة بدقة للحصول على صورة ملونة تعكس الحقيقة، وبخاصة في حالة نبتون الذي غالباً ما كان يظهر لونه في الصور شديد الزرقة.

إضافةً إلى ذلك، حُسِّنَت صور نبتون المبكرة التي التقطتها المهمة “فوياجر 2″، لتكشف بشكل أفضل عن السحب والأشرطة والرياح التي تشكل منظورنا الحديث لنبتون.

وقال الباحث المشارك في الدراسة وأستاذ الفيزياء في جامعة أكسفورد، باتريك إيروين، في تصريح لـ”العربي الجديد”، إنه على الرغم من أن صور “فوياجر 2” المألوفة لأورانوس نشرت في شكل أقرب إلى اللون الحقيقي، إلا أن صور نبتون كانت، في الواقع، معدَّلة ومحسنة، وبالتالي حُوِّلَت إلى اللون الأزرق بشكل مصطنع.

وأضاف إيروين: “على الرغم من أن اللون المشبع صناعياً كان معروفاً في ذلك الوقت بين علماء الكواكب، وأُصدِرَت الصور مع تعليقات توضيحية تشرحه، إلا أن هذا التمييز فُقد بمرور الوقت. ومن خلال تطبيق نموذجنا على البيانات الأصلية، تمكنّا من إعادة تشكيل التمثيل الأكثر دقة حتى الآن للون كل من نبتون وأورانوس”.

استخدم الباحثون بيانات من جهاز التصوير الطيفي STIS، التابع لتلسكوب هابل الفضائي، والمستكشف الطيفي متعدد الوحدات MUSE، الموجود على التلسكوب الكبير جداً التابع للمرصد الجنوبي الأوروبي.

في كلا الجهازين، كل بكسل هو عبارة عن طيف مستمر من الألوان، وهذا يعني أنه يمكن معالجة ملاحظات الأداتين بشكل دقيق لتحديد اللون الظاهري الحقيقي عند نبتون وأورانوس.

وعن طريق هذه البيانات، نجح الفريق البحثي في إعادة توازن الصور الملونة المركبة التي سجلتها كاميرا “فوياجر 2″، وكذلك الكاميرا واسعة النطاق التابعة لتلسكوب هابل الفضائي.

كذلك كشفت البيانات أن نبتون وأورانوس لهما في الواقع درجات متشابهة إلى حد ما من اللون الأزرق المخضر. والفرق الرئيسي أنّ نبتون لديه لمحة طفيفة من اللون الأزرق الإضافي، الذي يكشف النموذج أنه ناتج من طبقة ضباب أزرق على الكوكب.

وطوّر الباحثون نموذجاً يقارن أطياف المناطق القطبية لأورانوس بالمناطق الاستوائية، ووجدوا أن المناطق القطبية أكثر انعكاساً عند الأطوال الموجية الخضراء والحمراء منها عند الأطوال الموجية الزرقاء، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الميثان، الذي يمتص اللون الأحمر، يكون متوافراً بالقرب من القطبين بمقدار النصف تقريباً مقارنة بخط الاستواء.

وأشار المؤلف المشارك في الدراسة إلى أنّ هذه هي الدراسة الأولى التي تتطابق مع نموذج كمّي لبيانات التصوير لشرح سبب تغير لون أورانوس في أثناء مداره. وبهذه الطريقة، أثبت الفريق أنّ أورانوس يكون أكثر خضرة عند الانقلاب الشمسي بسبب انخفاض وفرة الميثان في المناطق القطبية، إضافة إلى زيادة سمك جزيئات جليد الميثان المتناثرة بشكل ساطع.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس