أفريقيا برس – المغرب. أعلنت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا) رسميا انتهاء مهمة المسبار “أكاتسوكي”، آخر مركبة فضائية كانت تدور حول كوكب الزهرة، وذلك بعد فقدان الاتصال به منذ أبريل 2024.
وقالت الوكالة، في بيان رسمي نشر على موقعها، إن المركبة دخلت في وضعية “الحفاظ على الاتجاه” بدقة منخفضة في نهاية أبريل الماضي، ما أدى إلى انقطاع الاتصال معها رغم محاولات متكررة لاستعادته.
وأضافت أن المسبار تجاوز عمره التصميمي بأكثر من عشر سنوات، إذ كان مخططا أن يعمل لأربع سنوات ونصف فقط بعد إطلاقه في عام 2010.
مهمة ناجحة
كانت مهمة “أكاتسوكي”، التي تُعرف أيضا باسم “حائم مناخ الزهرة المداري”، قد بدأت رسميا في ديسمبر 2015، بعد نجاحها في دخول مدار الزهرة خلال المحاولة الثانية، عقب فشل أول محاولة في 2010 بسبب خلل في محرك الدفع.
وبانتهاء عمل “أكاتسوكي”، لم يعد هناك أي مسبار نشط حاليا يدور حول الزهرة، بعد أن أنهت وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية بعثاتهما السابقة قبل أكثر من عقد.
ومع ذلك، تستعد عدة وكالات، من بينها ناسا وإيسا وجاكسا، لإطلاق جيل جديد من البعثات إلى الزهرة في أواخر هذا العقد لدراسة تاريخه البركاني وغلافه الجوي السميك.
وأكدت جاكسا، في ختام بيانها، أن البيانات التي أرسلها “أكاتسوكي” خلال مهمته ستستمر في تقديم رؤى علمية لسنوات مقبلة، مشيدة بجهود الفريق الذي تمكن من إبقاء المركبة في الخدمة لأكثر من ثلاثة أضعاف عمرها الأصلي.
منجزات علمية
ترك المسبار إرثا علميا كبيرا غيّر فهم العلماء لهذا الكوكب الغامض الذي يُعرف بأنه “توأم الأرض” في الحجم، لكنه أكثرها قسوة في المناخ والحرارة.
زمن أبرز اكتشافات “أكاتسوكي” كانت رصده في عام 2016 موجة ضخمة وثابتة في الغلاف الجوي للزهرة، تمتد لأكثر من عشرة آلاف كيلومتر عبر نصفَي الكوكب.
كانت هذه الموجة مدهشة لأنها ظلت ثابتة في مكانها رغم الرياح الفائقة السرعة التي تهب بسرعة تتجاوز 360 كيلومترا في الساعة.
وقد تبين لاحقا أن هذه الموجة تنشأ عندما تصطدم الرياح الجبارة بمرتفعات ضخمة تسمى “أفروديت تيرا”، فتتولّد موجة هائلة تشبه الموجات الجبلية على الأرض، لكنها تمتد عبر الغلاف الجوي كله تقريبا.
مثل هذا الاكتشاف أول دليل مباشر على وجود تفاعل بين سطح الكوكب وغلافه الجوي الكثيف.
كما استطاع أكاتسوكي بفضل كاميراته متعددة الأطياف أن يقدم أول تفسير فيزيائي لظاهرة الدوران الفائق، فكوكب الزهرة يدور ببطء شديد، لكن غلافه الجوي يتحرك بسرعة هائلة تفوق سرعة دوران الكوكب بستين مرة، حيث أظهرت بياناته أن الطاقة تنتقل من الطبقات السفلية إلى العليا عبر موجات جاذبية جوية، وهذه الموجات تعمل كمحرك يحافظ على دوران الغلاف الجوي بسرعة مدهشة.
وبواسطة كاميراته الحرارية رسم أكاتسوكي خرائط دقيقة للغيوم الكبريتية التي تغطي الزهرة، وكشف أنها ليست ثابتة كما كان يُعتقد، بل تتبدل بشكل دوري كل بضعة أشهر.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس





