مصطفى واعراب
أفريقيا برس – المغرب. لا يمكن أن يمر إحداث المغرب لـ”منطقة عسكرية” ثالثة، تشمل جهة الشرق على طول الحدود مع الجزائر، عاديا في ثنايا مستجدات الأخبار الوطنية. فالأمر يتعلق بحدث تاريخي في الاستراتيجية العسكرية للمغرب، ليس فحسب لجهة كونه يعيد تقسيم المناطق العسكرية للمملكة، حيث يحاذي هذا الإقليم الجديد جغرافيا على الجانب المقابل، الناحيتين العسكريتين الجزائريتين الثالثة “شمال غرب” والرابعة “جنوب غرب” الحدوديتين مع المغرب.. بل وأيضا لأنه يُخضِع المنطقة العسكرية المحدثة للشرق، لذات القوانين والشروط التي تسري على المنطقة الجنوبية. أي أن الحدود المغلقة مع الجزائر باتت عمليا جبهة حرب.
وإذا كان ما يزال من المبكر معرفة تفاصيل هذا المستجد العسكري الاستراتيجي، للحكم على أبعاده وأهميته، فإن الخبير العسكري والاستراتيجي باهي العربي النص، لا يرى –في الحوار الذي أجريناه معه– أنه يمثل تحولا عسكريا كبيرا ضمن الجهود الدفاعية عن التراب المغربي. على اعتبار أن المغرب كان تاريخيا ولا يزال محميا بفضل طبيعة تضاريسه الجغرافية، ما قد يجعل أي حرب تُعلن عليه بمتابعة “انتحار” للمعتدي.
بمنطق الجغرافيا الطبيعية، تعتبر الجزائر أكبر دول إفريقيا مساحة بما يزيد عن مليوني كيلومتر مربع. وبمنطق الجغرافيا العسكرية، توفر تلك المساحة الكبير جدا عمقا استراتيجيا مهما للغاية يجعل خوض أية حرب معها ضربا من الجنون. لكن نقطة ضعفها أنها ترتبط بحدود مضطربة مع ست دول يتخطى طولها 6500 كلم، هي المغرب وموريتانيا ومالي والنيجر وليبيا وتونس. ووحدها حدودها البرية مع المغرب (1600 كلم)، يمكن اعتبارها آمنة وهادئة نسبيا رغم أنها مغلقة منذ ثلاثة عقود.
لكن ما لا يحكمه منطق في علاقة الجوار الصعب بين الجزائر والمغرب، هو أن توجه الجارة كامل ثقلها العسكري نحو جبهتيها الحدوديتين (الشمالية الغربية والجنوبية الغربية) مع المغرب. فهناك حديث عن وجود ما لا يقل عن 25 ثكنة عسكرية على طول حدودها الغربية مع المغرب. وهذه المناطق التي تقابلها على الجانب الآخر مناطق شمال شرق وشرق وجنوب شرق المغرب، تعتبر من أكثر الحدود تسليحا (من الجهتين) في إفريقيا. ولذلك يكتسي قيام المغرب لأول المغرب بإحداث منطقة عسكرية خاصة بالشرق، طابع الحدث…
منطقة عسكرية شرقية.. لماذا؟
من دون تفاصيل كثيرة، نشرت صفحة “فارماروك” الناطقة بشكل غير رسمي باسم القوات المسلحة المغربية، قبل أيام، خبرا مقتضبا حول إحداث المغرب لمنطقة عسكرية ثالثة، تشمل شرق المغرب الذي يحاذي الحدود الطويلة المغلقة مع الجزائر. وللتوضيح فإن هذه الصفحة تعتمدها وسائل الإعلام المحلية والدولية، كمصدر موثوق للأخبار المتعلقة بالجيوش المغربية، رغم عدم رسميتها، سبق أن نشرت أخبارا حصرية تأكدت دقتها لاحقا.
هكذا و”بأمر من الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، ترأس الجنرال دوكور دارمي الفاروق بلخير المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، حفل تنصيب قائدا للمنطقة الشرقية الجنرال دو ديفيزيون محمد مقداد”، تقول الصفحة.
ويعتبر اللواء مقداد “من قادة الجيش المغربي المشهود لهم بالكفاءة والانضباط والاستقامة والدفاع المستميت عن مقدسات الأمة، حيث عمل طيلة حياته العسكرية بالمنطقة الجنوبية وسقط خلالها جريحا في عدة معارك، كما وسبق أن نجا من انفجار لغم أرضي. وقد تقلد عدة مناصب عسكرية قيادية، كان آخرها قائدا لقطاع واد درعة الاستراتيجي، قبل أن يحظى بالثقة الملكية لقيادة المنطقة الشرقية حديثة التأسيس”.
لقد تعالت أصوات مغربية كثيرة طوال العقد الأخير في الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، داعية إلى “تشييد جدار جديد يمتد من سفوح الواركزيز على تخوم الصحراء المغربية جنوبا وينتهي عن واد كيس السعيدية شمالا”، ردا على رفض الجزائر فتح الحدود التي أغلقتها منذ 1994، وسيجتها منذ 8 سنوات بالأسوار والخنادق. ورغم كل ذلك، بدا القرار المغربي مترددا في عسكرة الحدود الشرقية، إلى أن تتالت التهديدات بالحرب من جانب القيادة الجزائرية، وصولا إلى قطعها العلاقات مع المغرب الصيف الماضي، وما تلا ذلك من تطورات متسارعة ومقلقة.
فعلى الرغم من مظاهر العداء بين الجزائر والمغرب، التي كانت تهيج أو تخفت بحسب تبدل فصول السياسة المتقلبة بين البلدين على مدى الثلاثين عاما الماضية، إلا أن أملا باهتا ظل مع ذلك يحدو القيادة المغربية في أن تنصلح الأمور يوما. لكن العلاقات لم تزد إلا تأزما بين البلدين خلال السنين الثلاث الأخيرة، لتبلغ مبلغا لم يسبق أن بلغته في تاريخ البلدين المتوتر.
لذلك فإنه في المقام الأول، يترجم قرار المغرب بإحداث منطقة عسكرية ثالثة، تغطي كامل مناطق الحدود الشرقية الشاسعة جدا مع الجزائر، قناعة نهائية في فقدان الأمل في أن يؤسس البلدان علاقات طبيعية في الأمد المنظور. كما يحمل القرار على الاعتقاد بأن المغرب بات يأخذ على محمل الجد، إمكانية أن تنزلق المواقف العدائية الجزائرية إلى حرب عسكرية مستقبلا.
جبهة مفتوحة على الاستنزاف
يتشكل التنظيم الإقليمي لـ”النواحي العسكرية” في الجزائر من ست نواحٍ، تتفرع كل واحدة منها إلى قطاعات عسكرية. وتشمل ناحيتان منها خطوط تماس مباشرة مع المغرب، إذ تتاخم الناحيتان الثانية والثالثة حدود ست جهات مغربية هي: جهة الشرق، ودرعة تافيلالت، وسوس ماسة، وكلميم واد نون، والعيون الساقية الحمراء، والداخلة وادي الذهب. وتعتبر الناحية الثالثة تحديدا بينها أكثر النواحي العسكرية أهمية، بالنظر إلى تماس الجزء الأكبر منها مع الحدود الجزائرية المغربية. وبالتالي لا تمنح قيادة هتين الناحيتين (خصوصا الثالثة التي يوجد مقر قيادتها في بشار بجنوب غرب الجزائر وتضم قطاعات بشار وتندوف وأدرار)، بالنظر إلى الحساسية المفرطة للعلاقة مع المغرب، إلا لصقور المؤسسة العسكرية الجزائرية.
أما التقسيم العسكري للمغرب فكان يشمل منطقتين كبيرتين: منطقة شمالية (مقر قيادتها بالرباط) ومنطقة جنوبية (مقر قيادتها بأكادير)، ويتركز عمل القوات في المنطقة الشمالية على تأمين الحدود مع إسبانيا والجزائر والمحافظة على الأمن الداخلي، بينما ينصب عمل قوات المنطقة الجنوبية بالأساس على الدفاع عن الصحراء المغربية. لكن بموجب التعديل الأخير، أصبح المغرب مقسما إلى ثلاث مناطق عسكرية (شمالية وجنوبية وشرقية). ويبدو –ما زال من المبكر معرفة التفاصيل– أن المنطقة الشرقية ستتشكل من منطقتي الشمال الشرقي والجنوب الشرقي.
وإذا كان من حسن الحظ أن ترسانة السلاح التي يكدسها البلدان لن تستخدم على الأرجح في حروب، حيث هي موجهة فقط لفرض توازن رعب تفرضه الحرب الباردة السائدة بينهما، فإن هذا الأمر الواقع له كلفة مالية جد ثقيلة. فالتسابق على السيطرة على المجال الجوي مثلا، تتطلب باستمرار شراء مقاتلات ورادارات وصواريخ وأسلحة ومعدات أخرى متطورة وباهظة الثمن. كما أن نشر القوات البرية بآلياتها الثقيلة (مدرعات ودبابات) وعشرات آلاف الجنود على مساحات شاسعة، والدفاعات الجوية، وغيرها، يستنزف ميزانيات ضخمة.
وبحسب التفاصيل الشحيحة التي رشحت، حول موضوع إحداث منطقة عسكرية ثالثة تغطي شرق المملكة، فإنه على غرار النموذج الدفاعي الفريد الخاص بالمنطقة العسكرية الجنوبية (التي تشمل تحت نفوذها كامل الصحراء المغربية)، فإنه “سيتم تعميم نفس النظام الدفاعي، ونفس نمط العيش العسكري الخاص بالمنطقة الجنوبية، على المنطقة الشرقية. وذلك من أجا الحد من الجريمة العابرة للحدود، من تهريب وهجرة غير شرعية، وتجارة للممنوعات. وكذا تعزيز قدرات الدفاع عن حوزة و سلامة أرض الوطن”.
وإذا أخذنا بالاعتبار الاستراتيجية الدفاعية للمغرب، التي تقوم على نشر فيالق وألوية مدرعة وجنودا على كامل المنطقة الممتدة في شكل هلال، من وجدة في أقصى الشمال الشرقي إلى أقصى جنوب الصحراء المغربية، مرورا بالجدار الدفاعي، ردا على نشر الجزائر لصواريخ أرض جو وآليات حربية وعشرات آلاف الجنود، على طول حدودها البرية الطويلة جدا مع المملكة.. ندرك بأن المنطقة الشرقية أصبحت عمليا وواقعيا منطقة حرب يفرضها سياق التطورات الميدانية المتنامية منذ سنوات.
حدود “ملتهبة” بمئات الكيلومترات
برأي الخبراء، إذا ما اندلعت ‒لا قدر الله‒ الحرب بين المغرب والجزائر، فإنها ستكون بالأساس برية. وذلك بالنظر إلى طول الحدود البرية المفتوحة بين البلدين، من أقصى جنوب شرق الصحراء المغربي جنوبا وحتى البحر الأبيض المتوسط في أقصى الشمال؛ أي بما يزيد على 1600 كيلومتر!
وإذا ما أخذنا بالاعتبار أن التمرينات والمناورات الحربية التي تجريها الجزائر، تكاد تنحصر في مناطق شمال غرب وغرب وجنوب غرب البلاد الحدوديتين، المقابلتين لقطاعات شمال شرق وشرق وجنوب شرق المغرب. وبالمقابل، إذا ما أخذنا بالاعتبار أن المناورات العسكرية التي قام بها الجيش المغربي في السنوات الأخيرة، شملت قطاعي ورزازات (جنوب شرق) وتافيلالت (شرق)، إلى جانب الصحراء الغربية (جنوب). فإننا سندرك بأن ساحة الحرب في حال اندلعت، فإنها لن تخرج عن نطاق ساحات المناورات العسكرية تلك نفسها.
والملاحظ أن المغرب بذل جهدا كبيرا خلال العقد الأخير، استعدادا لمواجهة أية هجمات أو حرب من جهة الجزائر. وبالمحصلة، ركزت الجزائر أهم مكونات قوتها العسكرية على طول حدودها مع المغرب، رغم أن حدودها الطويلة الأخرى مع خمس دول (موريتانيا، ومالي، والنيجر، وليبيا وتونس) غير مؤمنة كفاية. ولذلك وزع المغرب بدوره الثقل الأكبر من قواته العسكرية على مناطق الصحراء الغربية وورزازات وتافيلالت.
وبحسب مصادر عسكرية، يعتبر اللواء الملكي الثاني المدرع (BRB 2ème )، إحدى أقوى الوحدات المدرعة بالقوات المسلحة الملكية. وهو تابع ترابيا للقطاع العملياتي لتافيلالت (شرق المغرب). ويتكون اللواء من مجموعات أسراب مدرعة مشكلة من دبابات الابرامز( Abrams M1A1 من الجيل الثالث). وتتحدد مهمته في العمل على حماية الوحدة الترابية و الدفاع عن حدود المملكة”.
ويشكل اللواء الثاني المدرع قوة قادرة على “التدخل الميداني في عمليات عسكرية، مع مكونات سلاحية و باقي مكونات القوات المسلحة الملكية، في وقت وجيز، مع قابلية خاصة للالتزام بشكل مكثف و عال في نزاع معقد لفترات طويلة، من خلال الجمع بين القوة النارية و القدرة على المناورة وعامل الصدمة”.
وقد خصته مجلة القوات المسلحة الملكية المغربية قبل أشهر ربورتاجا مصورا حوله، والصور المرفقة بهذا المقال تعتبر أول الصور التي تنشر عن جانب من هذا اللواء الشهير، الذي يجمع بين القوة النارية وخفة الحركة على أرض العمليات، حيث يمكن له القيام بعمله ليلا ونهارا. وهو ليس سوى جزء بارزا من القوة الضاربة للمكون البري للقوات المسلحة. ويمكن اعتبار نشرها في وقت كان القادة الجزائريون يكررون تهديداتهم بشن حرب على المغرب، على أنها رسالة تحذير غير عادية وصارمة للجزائر.
ومن أقوى الألوية المغربية الأخرى، هناك أيضا اللواء المدرع الملكي السادس (BRB 6ème )، العامل شرق المغرب. ويعتمد بشكل رئيس على دبابات T-72 الروسية الصنع، التي تم تحديثها لتصبح رأس حربة هذا اللواء، إلى جانب مدرعات استطلاع أمريكية الصنع. ويضم هذا اللواء فوج مشاة ميكانيكيا يستعمل توعين من المدرعات الأمريكية الصنع. وتقدم الدعم الناري له مجموعات متنوعة من المدافع ذاتية الحركة إلى جانب تغطية جوية متطورة.
مقابلة مع الخبير العسكري والاستراتيجي باهي العربي النص

– ضابط سامي سابق في جيش جبهة البوليساريو.
– خريج الدفعة 25 من الكلية العسكرية العليا في طرابلس (ليبيا).
– تقلد عدة مناصب عسكرية في الجبهة، من بينها: “آمِر المدرسة العسكرية للضباط”، و”آمِر قاعدة الشهيد هداد للمدرعات” بتندوف.
– مدير “مركز السلام للدراسات السياسية والاستراتيجية” بالعيون سابقا.
– خبير ومحلل في الشؤون العسكرية والاستراتيجية حاليا.
من أجل تسليط مزيد من الضوء على خلفيات وأبعاد القرار المغربي، بإحداث منطقة عسكرية ثالثة، أجرينا مقابلة مع الخبير العسكري والاستراتيجي باهي العربي النص. في ما يلي نصها:
بداية، كيف تقرأ –كخبير عسكري– حدث إنشاء المغرب لمنطقة عسكرية شرقية؟
شخصيا لا أرى أهمية عسكرية في هذا الأمر. لماذا؟ لأنني أعتقد بأنه في حال لو حدثت حرب مغربية جزائرية، فإنها ستقع في قطاع الجنوب المغربي على الأرجح. ولذلك أستبعد أن يكون الغرض من وراء إحداث المغرب لهذه المنطقة العسكرية الجديدة عسكريا، بل أرى بأن له فقط وظيفة ردعية. وغير ذلك لا أتصوره..
وظيفة ردعية بأي معنى؟
أظن أن لإنشاء هذه المنطقة العسكرية الجديدة أهمية ردعية وإعلامية أكثر من أي شيء آخر، لإظهار مدى جاهزية المغرب لأية حرب قادمة، ومدى جديته في مواجهة التهديدات التي يتلقاها من الشرق (الجزائر)، وإظهار مدى قوته وتنظيمه. وبالتالي من الوارد جدا أن يكون إنشاء المغرب لهذه المنطقة العسكرية الجديدة، بالفعل بغاية محاربة التهريب والهجرة السرية والجريمة العابرة للحدود، كما تم الإعلان عنه. كما أعتقد بأن تسريب خبر إحداث هذه الجهة العسكرية في حد ذاته، هو إرساء لقواعد لعبة جديدة. وبالتالي لست أعطي لخبر إحداث منطقة عسكرية شرقية أهمية عملياتية، بل ردعية وتنظيمية…
ما الذي يجعلك ترجح احتمال أن يكون الجنوب ساحة لأية حرب محتملة؟
لأن المغرب في نصفه الشمالي محمي جدا وجيدا بشكل طبيعي، حيث توجد سلاسل جبلية متتالية. وهذا هو سر بقائه دولة مستقلة عبر القرون. فهو لديه حماية طبيعية توفرها له سلسلة جبال الأطلس في الوسط، وجبال الريف في الشمال. هي موانع جغرافية طبيعية تجعل أي مهاجم يفكر 20 ألف مرة، قبل أن يتجرأ على مهاجمته. وبالتالي فإن مسرح العمليات لأية حرب مفترضة، كان وسيبقى هو جنوب المغرب.
فالمعروف أنه عندما تحدث هجمات على جيش متحصن في مناطق جبلية، على المهاجم أن يتوفر على الأقل على عشرة أضعاف القوة التي لدى الجيش المُدافع حتى يتعادل معه. بمعنى افتراضا لو هاجمت الجزائر المغرب في مناطقه الجبلية، على جيشها أن يتوفر في مقابل كل لواء عسكري مغربي على عشرة ألوية على الأقل، وذلك فقط لتتعادل القوتان. وهذا يتطلب طبعا توفر الجزائر على حجم كبير جدا من القوة، ما يجعل سيناريو مهاجمتها للنصف الشمالي من المغرب مستبعدا جدا. لكنني متأكد بأن المخططين الذين يقفون خلف هذا القرار العسكري المغربي، يعلمون تماما بأنه في حالة نشوب حرب لا قدر الله، فسيكتفي المغرب باستخدام وحدات قليلة وخفيفة في المنطقة الشمالية كلها. بينما المعارك الرئيسية التي سيتركز عليها كل ثقله العسكري سيتم خوضها في جنوب المغرب.
في أي جزء تحديدا من جنوب المغرب برأيك؟
عندما أقول إن احتمال المجابهة المباشرة، سيكون بنسبة 99 بالمئة في مناطق مفتوحة في النصف الجنوبي من المغرب، فأنا أقصد تحديدا من حيث تنتهي سلسلة الجبال جنوبا وما يقع جنوبها.. برأيي هذا هو مسرح الحرب المفترضة. فمناطق الصحراء المفتوحة هي التي تغري القوات المهاجمة بالاستفادة من قوتها فيها. أما مهاجمة النصف الشمالي من المغرب فسيكون نوعا من الانتحار بالنسبة للمهاجمين، خاصة أنهم سيجدون أمامهم جيشا متمرسا ومدربا جيدا. كما أن هناك أيضا احتمالا آخر وارد جدا، يتمثل في أن إنشاء هذه المنطقة العسكرية الشرقية هو موجه أيضا ضد إسبانيا. خصوصا لجهة توفير الحماية للقاعدة العسكرية المغربية القريبة من مليلية [قاعدة “أفسو” بالقرب من الناظور].
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس