أفريقيا برس – المغرب. يتناول فيلم وثائقي هولندي جديد بعنوان “المطهر” (The Purgatory) قصة سالم، شاب مغربي في العشرينات من عمره، فرّ من الحرب في أوكرانيا ليجد نفسه عالقا في حالة من اللايقين بهولندا.
الفيلم هو العمل الخامس ضمن سلسلة “Teledoc Campus”، التي تهدف إلى دعم المخرجين الشباب في إنتاج أفلام وثائقية قصيرة ذات طابع إبداعي، وفق ما أفادت به مجلة VPRO Gids الهولندية، يوم الخميس.
كان سالم يحلم بأن يصبح طبيب قلب، غير أن الحرب قلبت حياته رأسا على عقب. وهو اليوم واحد من بين نحو 2,500 شخص من دول ثالثة منحهم الاتحاد الأوروبي حقًا مؤقتا في المأوى والرعاية الصحية والتعليم والعمل، قبل أن تسحب هذه الحقوق تدريجيا، تاركة حياتهم معلّقة بين الأمل والضياع.
الفيلم من توقيع المخرج بيتر جيني، الذي يصوّر بطله في لحظات يومية تجمع بين الأمل والمقاومة: أثناء تدريبه في كرة القدم، أو عمله في مصنع، أو حديثه الهاتفي مع عائلته التي لم يرها منذ ثلاث سنوات.
يقول سالم في أحد المقاطع “العيش بدون جواز سفر ليس حياة، لكن العيش في المغرب أيضًا صعب جدا… لماذا لا يعاملوننا مثل الأوكرانيين؟ نحن جميعا بشر، أليس كذلك؟”
غير أن حلمه في الاستقرار انهار بعدما أعلنت هولندا، في 4 شتنبر 2025، إنهاء الحماية المؤقتة للمواطنين القادمين من دول خارج الاتحاد الأوروبي الذين فرّوا من أوكرانيا، مطالبة إياهم بالعودة إلى بلدانهم الأصلية، وسحب حقوقهم تدريجيا في السكن والرعاية والعمل.
هذا القرار دفع سالم إلى إيقاف التصوير والاختفاء تماما من حياة المخرج، الذي عبّر عن أسفه قائلا “يضطر الناس لاتخاذ قرارات مؤلمة بسبب هذه السياسات.”
ومع اختفاء بطله، يتخذ فيلم “المطهر” مسارا جديدا، متحوّلا من مجرد صورة شخصية إلى تأمل إنساني أوسع في سياسات الهجرة الأوروبية، ومجسّدا السؤال المحوري الذي انطلق منه المشروع:
“ماذا يتبقى من أحلام الإنسان حين تتحول حياته إلى انتظار لا ينتهي؟” يمكن مشاهدة الفيلم على القنوات الهولندية NPO 2 وNPO Doc.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس





