أفريقيا برس – المغرب. تتعرّض العديد من دور السينما في مدن مغربية عديدة، خلال السنوات الأخيرة، إلى الإغلاق بعدما طالها النسيان والإهمال، حيث يتحوّل معظمها إلى أبنية سكنية وتجارية، دون الالتفات إلى دعوات مثقفين وفاعلين ثقافيين إلى حماية هذه الصالات التي يعود تأسيس بعضها إلى النصف الأول من القرن العشرين لقيمتها المعمارية والجمالية.
“صالات سينما المغرب.. أضواء على القاعات المظلمة للمملكة” عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً للمصوّر الفرنسي فرنسوا بوران عن “منشورات ملتقى الطرق”، ويستكشف خلاله مصير حوالي عشرات صالات العرض بالمعلومة والصور وقصاصات يوميات ومجلّات متخصّصة، هي حصيلة جولات استمرّت ثلاثة أعوام.
حتى السابع والعشرين من الشهر الجاري، يتواصل في “المركز الثقافي” بمدينة فاس معرض “قاعات السينما بالمغرب”، والذي افتُتح الخميس الماضي، في محطة ثانية من المعرض الذي أُقيم في “رواق CDA” بالدار البيضاء في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
يتضمّن المعرض صوراً تعكس أحوال هذه القاعات والتي ضمّنها بوران في كتابه، ومنها “روكسي” في طنجة، و”الملكي” في الدار البيضاء، و”كاميرا” في مكناس، و”بالاس/ لوكس” في مراكش”، و”أفينيدا” في تطوان، و”مرحبا” في أزمور، و”رويال” في وجدة.
وتضيء الصور واقع أربع وستّين قاعة سينمائية تمّ تصويرها، مع نبذة تاريخية لكل واحدة منها، إلى جانب سرد تاريخي منذ إنشائها في زمن الاستعمارين الفرنسي والإسباني وأبرز التطوّرات التاريخية وصولاً حتى اللحظة الراهنة، والمهرجانات والفعالية البارزة التي احتضنتها كلّ قاعة.
يتوقّف الزائر عند صورة لأقدم صالة بالمغرب تم تشييدها في مدينة طنجة عام 1913 وحملت اسم “الكسار”، كما يشير المصوّر الفرنسي إلى إحداث قاعات أخرى بين عامي 1914 و1915، وعلى مرّ السنوات كان هناك عدد مهم من القاعات، لا سيما تلك التي بُنيت بطنجة.
ويهتم بوران في صوره بالتصميم الهندسي لكلّ قاعة، حيث يستعير أغلبُها أنماطاً وطرزاً أوروبية تمثّل طبيعة التحوّلات المعمارية في مغرب النصف الأول من القرن العشرين، و تفاصيل أخرى مثل الأغراض المتنوّعة التي يزخرف بها العارضون “الكابينات”، وملصقات الأفلام التي بقيت على واجهة بعض القاعات المهجورة وتلك التي لا تزال تعمل حتى اليوم وعددها حوالي 20 قاعة فقط.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس