قرار قضائي هندي بمسح مسجد أثري يشعل نزاعاً بين الهندوس والمسلمين

3
قرار قضائي هندي بمسح مسجد أثري يشعل نزاعاً بين الهندوس والمسلمين
قرار قضائي هندي بمسح مسجد أثري يشعل نزاعاً بين الهندوس والمسلمين

أفريقيا برس – المغرب. قضت محكمة هندية، الخميس، بأحقية المسؤولين في إجراء مسح علمي للتحقق ممّا إذا كان المسجد الذي شيّد في القرن السابع عشر شمالي البلاد قد بني فوق معبد هندوسي أم لا.

مسجد جيانفابي في مدينة فاراناسي الهندوسية، التي يمثلها رئيس الوزراء ناريندرا مودي في البرلمان الهندي، هو واحد من عدة مساجد في ولاية أوتار براديش يعتقد بعض الهندوس أنها بُنيت فوق معابد هندوسية مهدمة.

كان الخلاف حول ملكية الأراضي أحد أكثر القضايا إثارة في الهند بين الهندوس الذين يشكلون 80 بالمائة من سكان البلاد والأقلية المسلمة، والتي تشكل نحو 14 بالمائة من سكان البلاد البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة.

قال المحامي الذي يمثل المدعين الهندوس، فيشنو شانكار جاين، إن المحكمة العليا في الولاية سمحت لهيئة المسح الأثري، التي تديرها الدولة في الهند، الخميس، بمسح الهيكل دون التسبب في أي ضرر له.

نقلت لايف لو، وهي بوابة إلكترونية للأخبار القانونية الهندية، عن رئيس القضاة بريتنكر ديواكر قوله: “المسح العلمي يشكل ضرورة لمصلحة العدالة”.

اعترض مقدمو الالتماس المسلمون على المسح قائلين إنه سيلحق الضرر بالمبنى.

قال خالد رشيد، مسلم، إنّ الخيار الوحيد أمام اللجنة المشرفة على المسجد هو استئناف القرار أمام المحكمة العليا الهندية.

قال رشيد للصحافيين: “نأمل أن تتحقق العدالة لأن المسجد عمره 600 عام والمسلمون يؤدون الصلاة فيه منذ فترة طويلة”.

بدأت هيئة المسح الأثري للهند المسح الشهر الماضي، لكن المحكمة العليا أوقفت المشروع لإعطاء وقت للاستئناف. وقد أعلن قرار المحكمة العليا اليوم الخميس.

سعت خمس نساء هندوسيات في وقت سابق للحصول على إذن من محكمة لأداء طقوس هندوسية في جزء من المسجد، قائلات إن معبداً هندوسياً كان يقام سابقاً في الموقع.

نشأ جدل حول الهيكل الذي وصفه الهندوس بأنه “شيفا لينغا”، وهو رمز للإله الهندوسي شيفا. لكن المسلمين يقولون إن الهيكل هو جزء من نافورة في “وزخانة”، وهو خزان مياه صغير يستخدمه المصلون المسلمون للوضوء.

تؤكد الهيئة الإسلامية، وهي لجنة مسجد أنجمان الانتزاميا، التي تدير مسجد جيانفابي، أن المسح يتعارض مع أحكام القانون الهندي لعام 1991 الذي يحمي أماكن العبادة.

ينص القانون على ضرورة الحفاظ على جميع دور العبادة، باستثناء مسجد رام جانمابومي – بابري في أيودهيا، كما كانت في 15 أغسطس/ آب 1947، وعدم تغيير هذه المواقع.

دمر المتشددون الهندوس مسجد بابري، الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر في مدينة أيوديا شمال الهند في ديسمبر/ كانون الأول 1992، ممّا أدى إلى اندلاع أعمال عنف بين الهندوس والمسلمين أسفرت عن مقتل حوالي 2000 شخص.

في عام 2019، حكمت المحكمة العليا في الهند لصالح معبد هندوسي أقيم على أرض دينية متنازع عليها، وأمرت بمنح أراض بديلة للمسلمين لبناء مسجد.

يطالب القوميون الهندوس بمعبد في الموقع في بلدة أيوديا بولاية أوتار براديش منذ أكثر من قرن، ويقومون ببناء معبد هناك في الوقت الحالي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس