محمد حمزة: المسرح ما زال يتحرك بجهود ذاتية محدودة جدا

10
محمد حمزة: المسرح ما زال يتحرك بجهود ذاتية محدودة جدا
محمد حمزة: المسرح ما زال يتحرك بجهود ذاتية محدودة جدا

أفريقيا برس – المغرب. لم يخالف جواب الفنان المغربي محمد حمزة الأغلبية من معيش الفنانين المغاربة الذين يترقبون عودة عجلة الاشتغال إلى الدوران كما كان الحال عليه قبل ازيد من عامين.

هو كوميدي بالدرجة الأولى وممثل مسرحي بدرجة عاشق، في جعبته أزيد من 20 سنة من الممارسة الفنية متنوعة المشارب بين المسرح والدراما وخاصة الكوميديا.

محمد حمزة خلال مسيرته رافق العديد من الأسماء البارزة في أعمال مختلفة، حيث جاور الفنان الكبير محمد الجم ورافق الفنان حسن الفذ، كما كان حاضرا في أحد أعمال الفنان الحسين بنياز والقائمة تطول.

سألته «القدس العربي» حول حال اليوميات مع المسرح والفن بشكل عام، وهل من جديد طرأ بعد الازمة الاخيرة وهل تحركت العجلة لديك؟

جوابه كان مختصرا، لكنه حمل كل معاني الترقب، حين قال «ما زالت مشاركاتي محدودة وغير منتظمة، وتبقى خجولة بالنظر إلى عمري الفني الذي تجاوز العشرين عاما.»

وقبل هذه الخلاصة، أكد الفنان محمد حمزة، أنه بعد أزمة كورونا والتوقف الاضطراري، يتم «استئناف النشاط تدريجيا لدى فئة لا بأس بها من الفنانين». ويختم رده على سؤال الأحوال، بأنه «حاليا أركز على المسرح الذي افتقدته في السنوات الاخيرة.»

مواصلة لحديث الأزمة، سألا الفنان، ماذا يمكن أن يقوله ببساطة عما بعد الازمة الاخيرة المرتبطة بكوفيد، وهل انزاحت غمتها عن يومياتك المهنية أم أن بعض الفنانين فقط هم الذين عادوا إلى سابق العهد بالرواج الفني؟

توقف مليا امام هذه الذكرى التي تعتبر بالنسبة لكل الفنانين أليمة معيشيا طبعا، وقال «عشنا لحظات عصيبة حقا ما بين سنتي 2020 و2021 تملكتنا خلالها مشاعر الاحباط والحيرة وتجرعنا خلالها مرارة البطالة بسبب توقف جميع الأنشطة الثقافية والفنية، وبسبب الرعب الذي كان يسكن المواطن جراء التهويل الإعلامي الذي عرفه موضوع فيروس كوورنا، ولحسن الحظ أن الحياة الطبيعية عادت تدريجيا الى سالف عهدها وتنفسنا الصعداء نسبيا. ولكن يبقى قطاع الفنون متأرجحا في نشاطه بين الانتعاش والركود لدى غالبية المبدعين.»

غادرنا على عجل شاطئ الازمة، ورست سفينة الحوار في سؤال موالٍ عن مجاورة التلفزيون للمسرح في مختلف مشاركاته، وهل هناك تفضيل بينهما ام أن القلب يميل للإبداع بشكل عام؟

وعن ذلك قال جازما، «المسرح بيتي الأول وركني الدافئ الذي أفرغ به طاقاتي الابداعية واقترب فيه من الجمهور بشكل مباشر، واستمتع بردود فعل المتفرجين في حينها. ويتيح لي التعبير عن ذاتي كمبدع بشكل كبير.»

ويتابع حديثه «أما بالنسبة للتلفزيون فأنا ممتن لما قدمه لي من انتشار لا بأس به بين شرائح واسعة من الجمهور المغربي، فبفضل مشاركاتي إلى جانب النجوم حسن الفذ ومحمد الجم والحسين بنياز، توفر لدي رصيد مهم من الحب والتقدير والثقة لدى الجمهور».

ويستطرد قائلا، «ولكن تحديات التصوير التي تقيد تحركات الممثل أحيانا ومقص المونتاج الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة تكون لهم الكلمة في النهاية. ويبقى عشق الخشبة والكاميرا متوحدان في قلبي ولا يوازيه الا عشقي للموسيقى والطرب عزفاً وغناءً وتلحيناً».

بمناسبة الحديث عن جوار المسرح والتلفزيون في أعماله، طرحنا امامه مبادرة المسرح يتحرك، وسألنا هل تحرك المسرح بالفعل أم انه ما زال يراوح مكانه؟

وببساطة وعفوية قال: «لحد الساعة لم يتم تصوير أي عرض مسرحي منذ الإعلان عن نتائج التظاهرة، أي أن المسرح ما زال يتحرك بجهود ذاتية محدودة جدا ولم يتغير شيء بعد». عدنا إلى بوح فنانين مغاربة كثر حاورتهم «القدس العربي» وكان مفاده أن ازمة الفن بالمغرب ليست مرتبطة بجائحة كوفيد، بل هي أكثر تعقيدا من ذلك، وهو ما سألنا عنه محمد حمزة وأين يكمن الخلل بالنسبة إليه وهل يمكن إصلاحه؟

لم يذهب المتحدث بعيدا عن السابق من أجوبة زملائه، حين اكد أن «أزمة كوفيد لم تكن سوى النقطة التي أفاضت كأس المعاناة وكشفت عن اختلالات القطاع الفني ببلدنا، الذي ما زال يخضع لمنطق شخصي تحكمه الأهواء والعشوائية، حيث إن قانون الفنان ما يزال حبرا على ورق، ومازلت البطاقة المهنية للفنان ذات امتيازات محدودة جدا، ولم يتم بعد تفعيل العقد النموذجي للشغل، وما زال دفتر تحملات الأعمال التلفزيونية يخدم مصالح بعض الشركات دون غيرها، وما زال جل الفنانين يشتغلون بأجور زهيدة وغير مشرفة، ولا زال ترويج العروض الفنية مرتبطا بدعم وزارة الثقافة فقط. القطاع يحتاج هيكلة حقيقة شاملة». أبو الفنون في المغرب ينال نصيبه من دعوات الإخراج من عنق الزجاجة إلى رحابة الحلول والاستقرار المهني والإبداعي والاجتماعي للمشتغلين فيه، لذلك سألنا ماذا يلزم المسرح كي يجد طريقه نحو هذا الاستقرار وكيف السبيل إلى إخراج الفنان المغربي من دوامة الخوف من المستقبل والإحساس بالأمان في ظل مهنته؟

بالنسبة لمحمد حمزة، فقد «أصبح لزاما أن نفكر في صناعة إبداعية قوية باستراتيجيات واضحة على مستوى الانتاج والترويج، وهيكلة قانونية منظمة، وحماية اجتماعية تصون كرامة الفنان، وتنزيل حقيقي لبنود قانون الفنان، ومبادرات مؤسساتية جادة وطموحة تؤسس لفعل ثقافي وفني مؤثر داخل المجتمع».

باختصار يقول «المزيد من النضال ينتظرنا لأجل هيكلة القطاع برمته وتحقيق المزيد من المكاسب لصالح الفنان». خاتمة الحوار كان منعطفا نحو الجديد، وهو ما استعرض خلاله محمد حمزة أن مسرحية «زمانهن» مع الممثل والمخرج عبد الله ديدان ما زالت متواصلة، وهناك مشاريع أعمال مسرحية أخرى في الطريق.

وأعلن عبر «القدس العربي»، أنه على مستوى السينما يتم حاليا عرض فيـــــلم «دوار العفاريت» للمخرج بوشعيب المسعودي والمنتج رشيد الحجوي بالقاعات السينمائية بعدما لاقى استحسانا واسعا خلال عــــرضه الأول أمام جمهور كبير من المهتمين والاعلاميين والفنانين بسينما ميكاراما بالدار البيضاء بداية الأسبوع الأخير من حزيران/ يونيو. وأشار إلى أن «هذا العمل الذي أشارك فيه إلى جــانب ثلة من نجوم الشاشة يتقدمهم الفنان عز العرب الكغاط.» هناك أيضا مشروع مسلسل تــــلفزيوني سيعلن عن تفاصيله حالما تتوفر لديه كل المعلومات بشأنه.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس