افريقيا برس – المغرب. لحزب الأصالة والمعاصرة مصلحة في الحفاظ على مرتبته كثاني قوة سياسية في المملكة. فالنجاحات الانتخابية التي حققها هذا الحزب (في المعارضة منذ إنشائه) في عامي 2015 و2016، مكنته من زيادة موارده بشكل كبير لتمويل أنشطته وتغطية مصاريف إدارة الحزب.
لقد تضاعف الدعم العمومي الذي تدفعه وزارة الداخلية لتغطية مصاريف إدارة الحزب. وصل هذا الدعم عام 2019 إلى 12.6 مليون درهم. وهو ما يمثل 70 في المائة من إجمالي موارد هذه الهيئة السياسية، والتي لم تتجاوز 8.5 مليون في عام 2014، بينما بلغت في نهاية عام 2019 أكثر من 18 مليونا.
غير أن مبلغ 5.4 مليون درهم من هذا المبلغ يأتي من إيرادات غير جارية “نتيجة إعادة تصنيف ديون الحزب السياسي”، بحسب تقرير المجلس الأعلى للحسابات. وهو تفسير مقتصب يوحي بأن هذا المبلغ قد أعيد ببساطة إلى الحزب، دون توضيح مصدره، في حين أنه يعتبر دينا. هل يمكن أن يكون هذا هو الأمر الذي تحدث عنه منتقدو الأمين العام السابق إلياس العمري، الذين اتهموه بالاختلاس؟
وعلى كل حال، أثرت التوترات داخل حزب الأصالة والمعاصرة خلال الثمانية عشر شهرا الأخيرة من حياة المكتب السياسي السابق للحزب على مالية الحزب. هناك مؤشر لا لبس فيه: اشتراكات العضوية في عام 2019 كانت 12500 درهم فقط، وهو ما يمكن أن يعادل 125 مناضلا، إذا أخذنا في الاعتبار أن الحد الأدنى لاشتراكات العضوية السنوية هو 100 درهم. وللمقارنة، بلغت مساهمات مناضلي الحزب في سنة 2018 إلى أكثر من 3.2 مليون درهم.
النسبة لعام 2020، لم يتم الإعلان عن أرقام اشتراكات العضوية بالإضافة إلى التفاصيل الأخرى للحسابات. ويتعين على حزب الأصالة والمعاصرة، كما هو الحال بالنسبة لباقي الأحزاب السياسية، أن يقدم حساباته للمجلس الأغلى للحسابات حتى شهر غشت المقبل. لكن الحزب يأمل في رفع اشتراكات حتى يتمكن من الحفاظ على توازن مالي.
خلال السنة الانتخابية 2016ـ أنفق الحزب أكثر بكثير من 71.2 مليون درهم من الموارد التي جمعها، منها ما يقرب من 66 مليونا حصل عليها من الدولة. هذا العجز النظري المسجل خلال هذا العام مازال مستمرا، طالما أنه ما بين 2017 و2019، تمكن هذا الحزب السياسي بالكاد من تحقيق فائض ببضع مئات الآلاف من الدراهم.
حزب الأصالة والمعاصرة هو حزب مثقل بالديون. والدليل على ذلك هو أن من بين الهيئات القليلة التي تدفع تكاليف مالية كبيرة نسبيا وهي في تزايد بشكل مستمر. ارتفعت من 92 ألف إلى 172 ألف درهم ما بين عامي 2016 و2020.
يتبع الحزب أسلوب حياة مكلف جدا. تضاعفت رسوم الكراء تقريبا لتتجاوز مليوني درهم بنهاية عام 2019. نفس الشيء بالنسبة لتكاليف العاملين في الحزب، والتي وصلت إلى 6.1 مليون درهم.
عبد اللطيف وهبي، الذي تولى رئاسة الحزب في فبراير 2020، يرغب في قيادة الحزب إلى تحقيق نجاحات انتخابية جديدة. إن موقعه كثاني قوة سياسية في المملكة (بـ102 نائبا) هو الذي يسمح له بالاستفادة من مبلغ مالي مهم في إطار الدعم المالي الممنوح للأحزاب. هذا التمويل الخاص لا يكفي حتى لتغطية دفع الرواتب…
