المغرب يستعد لاستقبال مروحيات H225M Caracal

6
المغرب يستعد لاستقبال مروحيات H225M Caracal
المغرب يستعد لاستقبال مروحيات H225M Caracal

أفريقيا برس – المغرب. يستعد المغرب رسميا لاقتناء عشر مروحيات من طراز H225M Caracal من شركة إيرباص هليكوبترز، في إطار صفقة استراتيجية تُقدَّر قيمتها بما لا يقل عن 500 مليون يورو. هذه المروحيات الحديثة ستعزز قدرات القوات المسلحة الملكية، خاصة في مجال العمليات الخاصة، النقل التكتيكي، وإنقاذ الجرحى في ساحة القتال.

يُنتظر أن تضع هذه التجهيزات القوات المسلحة الملكية في مستوى عملياتي متقدم، من خلال تعزيز قدرتها على التدخل في مهام حساسة، مثل النقل التكتيكي، البحث والإنقاذ القتالي، إضافة إلى دعم العمليات الخاصة.

وانطلقت المفاوضات حول هذه الصفقة خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرباط في أكتوبر 2024، حيث التقى وزير القوات المسلحة الفرنسي بنظيره المغربي وبالمفتش العام للقوات المسلحة الملكية. وقد طُرحت حينها فرضية طلبية أكبر تشمل 18 مروحية كاراكال (12 لسلاح الجو و6 للدرك الملكي).

وتأتي هذه الصفقة ضمن إطار أوسع للتعاون الثنائي بين البلدين. ففي يوليوز 2024، وقّعت الرباط وباريس اتفاقًا لإنشاء لجنة خاصة بالتسليح، وذلك بمناسبة زيارة إيمانويل شيفا، المندوب العام الفرنسي للتسليح. ويهدف هذا الإطار إلى تنظيم وتعزيز التعاون الدفاعي، وتُعد صفقة « كاراكال » أحد أبرز تجلياته.

تُعد مروحية H225M Caracal، النسخة العسكرية من سوبر بوما، من أبرز طرازات شركة إيرباص هليكوبترز. صُممت لأداء أصعب المهام، حيث تستطيع نقل ما لا يقل عن 28 جنديًا مجهزًا أو عدة أطنان من العتاد، مع إمكانية العمل ليلًا ونهارًا وفي مختلف الظروف المناخية. كما أن مقصورتها الواسعة والقابلة للتعديل تسمح لها بتنفيذ مجموعة واسعة من المهام، منها: نقل الجنود، الإسناد اللوجيستي، الإخلاء الطبي، والبحث والإنقاذ القتالي (CSAR).

تسليم مرتقب في أفق 2028

تعمل المروحية بمحركين توربينيين من طراز Makila 2A1 من إنتاج سافران، وتتميز بقوة كبيرة، مدى طويل، وموثوقية عالية. وهي مزودة بأجهزة طيران متطورة، ونظام طيار آلي بأربع محاور، ودروع معززة. كما أن قدرتها على التزود بالوقود جوًا تمنحها مدى عملياتيًا نادرًا في فئتها، ما يجعلها خيارًا مفضلًا لدى القوات الخاصة، التي تعتمد عليها القوات الفرنسية في عدة مسارح عمليات خارجية.

بالنسبة للمغرب، فإن اقتناء هذه المروحيات يحقق هدفين رئيسيين: تجديد جزء من الأسطول الحالي، خصوصًا مروحيات Puma SA330 التي لا تزال في الخدمة، وتعزيز قدرات الانتشار السريع والتدخل الإقليمي. أما بالنسبة لفرنسا، فالصفقة تمثل نجاحًا صناعيًا واستراتيجيًا.

وتُقدّر قيمة الصفقة المغربية بحوالي500 مليون يورو، ومن المنتظر أن تدخل قريبًا مرحلة الإنتاج، على أن يبدأ التشغيل العملي لأول المروحيات بحلول عام 2028. ويُعتبر هذا استثمارًا استراتيجيًا بالنسبة للقوات المسلحة الملكية، يعزز الشراكة العسكرية بين الرباط وباريس في إطار تعاون استراتيجي طويل الأمد.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس