أفريقيا برس – المغرب. قال النقيب عبد الرحيم الجامعي، الرئيس السابق لجمعية هيئات المحامين بالمغرب، إن السلطات المغربية تواجه غضب الشباب بالعنف بدلًا من الحوار، محذرًا من أن القمع لن يُسكت صوت جيل Z الذي خرج إلى الشارع ليعبّر عن رفضه للسياسات الفاشلة. وأكد الجامعي أن الاحتجاجات الأخيرة تعكس فقدان الثقة في المؤسسات، مشددًا على أن العصي والهراوات لن تحل أزمة التهميش والبطالة والفساد.
وأضاف أن الحكومة اختارت الرد الأمني بدلًا من الاستماع لمطالب الشباب، معتبرًا أن الاعتقالات والملاحقات تعيد المغرب إلى مشاهد عهد الرصاص. ودعا الجامعي المسؤولين إلى التخلي عن لغة التخوين والتضليل، والاعتراف بفشلهم في إدارة ملفات التعليم والصحة والعدالة، بدلًا من تحميل الشباب مسؤولية الانهيار.
وأشار إلى أن الغضب الشعبي ليس مؤامرة خارجية كما يروج البعض، بل نتيجة مباشرة لسياسات الإقصاء والاحتقار، مؤكدًا أن محاولة إسكات الشباب بالقوة ستؤدي إلى مزيد من الانهيار الاجتماعي والسياسي. وختم الجامعي دعوته بمطالبة الحكام بتحمل المسؤولية، والقبول بالمحاسبة، لأن زمن الوعود الفارغة قد انتهى، والشعب لم يعد يصدق الشعارات الرسمية.
تصريحات النقيب الجامعي تأتي في سياق احتجاجات متفرقة شهدتها مدن مغربية خلال الأسابيع الأخيرة، قادها شباب يطالبون بالعدالة الاجتماعية والكرامة. هذه التحركات تعكس أزمة ثقة متزايدة بين الجيل الجديد والمؤسسات الرسمية، وسط انتقادات لسياسات الحكومة في مجالات التعليم والصحة والعدالة. الجامعي، المعروف بمواقفه الحقوقية، سبق أن دافع عن حرية التعبير وحق التظاهر السلمي، ويعتبر أن القمع لن يوقف الغضب الشعبي، بل سيزيد من اتساع الهوة بين الدولة والمجتمع. دعوته الأخيرة تمثل نداءً سياسيًا وأخلاقيًا لوقف التصعيد، واحترام حق المواطنين في التعبير عن مطالبهم دون خوف أو عنف.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس
