السفير بوشان يعزز الموقف الأمريكي حول الصحراء المغربية

1
السفير بوشان يعزز الموقف الأمريكي حول الصحراء المغربية
السفير بوشان يعزز الموقف الأمريكي حول الصحراء المغربية

أفريقيا برس – المغرب. أرسل الخطاب الذي ألقاه دوك بوشان الثالث، المرشح لمنصب السفير في الرباط، أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، والجولة الإقليمية التي قام بها مسعد بولس، المبعوث الخاص لترامب، إشارة مزدوجة قوية: فالموقف الأمريكي الداعم للسيادة المغربية على الصحراء لم يتغير، بل يتعزز. كما تمهد الولايات المتحدة الطريق لحل سريع للنزاع على أساس مخطط الحكم الذاتي، الحل الوحيد والقابل للتطبيق بالنسبة لواشنطن. وتعتزم الدبلوماسية الأمريكية ترجمة التزاماتها إلى أفعال ملموسة. وبالنسبة للجزائر، هذا المسار يعني نهاية المغامرة الانفصالية.

تواصل الدينامية الأمريكية الهادفة إلى حل سريع لنزاع الصحراء اكتساب زخم متزايد. فقد أضحى دعم الديبلوماسية الأمريكية لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية أكثر وضوحا بفضل إشارة مزدوجة أُرسلت في غضون أيام قليلة. فمن جهة، جلسة استماع في مجلس الشيوخ في 29 يوليوز لدوك بوشان الثالث، الذي رشحه دونالد ترامب سفيرا للولايات المتحدة الأمريكية في المغرب. ومن جهة أخرى، الجولة الإقليمية لمسعد بولس، المستشار الخاص للرئيس لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط، الذي يستعد لزيارة الرباط، بعد توقف في الجزائر العاصمة. مساران متوازيان، لكن الرسالة واحدة. يبقى موقف ترامب بشأن الصحراء ثابتا، ويعتزم ترجمته إلى إجراءات ملموسة.

دوك بوشان الثالث، البنكي والمستثمر المخضرم، البالغ من العمر 61 عاما، ليس وافدا جديدا على الجهاز الدبلوماسي الأمريكي. فقد كان سفيرا لبلاده في مدريد وأندورا من عام 2017 إلى عام 2021.

وفي حديثه أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، حدد خارطة طريق واضحة. أولا، تقوية العلاقة بين المغرب والولايات المتحدة المتجدرة في عمق التاريخ. وقد أشاد الدبلوماسي، الذي يعرف المملكة حق المعرفة، بـ« دولة رائعة وساحرة واستراتيجيّة«. وأكد قائلا: « المغرب من أقدم شركائنا. وتعود معاهدة السلام والصداقة بيننا إلى عام 1786. وعلى مدى ما يقرب من 240 عاما، ساهمت علاقتنا الثنائية في جعل الأمريكيين والمغاربة أكثر أمنا وقوة وازدهارا »، مذكرا بعمق العلاقة الاستراتيجية بين البلدين. ثانيا، ترسيخ الشراكة الأمنية، مثل مناورات الأسد الأفريقي والتعاون في مكافحة الإرهاب. وأخيرا، التأكيد على ثبات الموقف الأمريكي بشأن الصحراء.

وتدعم واشنطن بشكل واضح السيادة المغربية وخطة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد الموثوق والواقعي. وقد ذكر دوك بوشان الثالث أعضاء مجلس الشيوخ بذلك (انظر الفيديو من الدقيقة 12:25).

هذا الموقف الحازم ليس جديدا، فهو امتدادا للمرسوم الرئاسي الذي وقعه ترامب في دجنبر 2020، والذي أُعيد تأكيده خلال إدارة ترامب الثانية. وذكر الدبلوماسي الأمريكي أن « وزير الخارجية روبيو جدد تأكيده على اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، ودعمها لمقترح المغرب الجاد والموثوق والواقعي للحكم الذاتي، باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع ». ووعد بوشان قائلا: « سأُسهل التقدم نحو هذا الهدف ». والغاية هو إفساح المجال لمزيد من الرخاء المشترك. وأكد الدبلوماسي قائلا: « المغرب شريك اقتصادي نموذجي.

تربط الولايات المتحدة والمغرب علاقات تجارية قوية… وسيكون دوري زيادة الفرص للشركات الأمريكية ودعم طموحات المغرب، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا والنقل والفلاحة والطاقة ».

في الوقت الذي كان بوشان يحدد أولوياته في واشنطن، كان مسعد بولس، الشخصية الصاعدة في إدارة ترامب الجديدة، في الجزائر. خلال استقباله من قبل الرئيس تبون، ووزير الخارجية أحمد عطاف، ووزير الطاقة محمد عرقاب، تحدث بولس عن « فرص هائلة للتعاون ». كان النظام الجزائري يأمل في شيء آخر في المقابل، لكن هذا لم يحدث. فالدعم الأمريكي للمغرب ثابت. ويظل المخطط المغربي لحل قضية الصحراء، في نظر واشنطن، السبيل الوحيد للتسوية.

هذا هو جوهر الرسالة التي نقلها بولس خلال جولته، التي زار فيها تونس وليبيا والجزائر، وبعدها سيزور المغرب. كل خطوة تسهم في تحقيق المعادلة الدبلوماسية نفسها. على المدى القصير، الهدف هو إعادة فتح قضية الصحراء من خلال نهج إبرام الصفقات، وهو نهج عزيز على ترامب. وفي نهاية المطاف، الهدف هو إعادة تموضع الولايات المتحدة كفاعل رئيسي في نتائج النزاع.

بالنسبة للجزائر، يعد هذا الأمر دعوة للجزائر للانصياع. إن توقف بولس في الجزائر، يندرج في إطار دينامية تغلق الباب أمام أي تساؤل حول اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء. كان تأكيد روبيو على هذا التوجه خلال اجتماعه مع بوريطة في أبريل الماضي قد مهد الطريق بالفعل. وقد أيد بولس هذا الموقف. فعلى منصة التواصل الاجتماعي إكس، شارك تدوينة لوزير الخارجية ماركو روبيو، أكد فيها هذا الأخير دعم واشنطن لسيادة المغرب على الصحراء. وعلق المستشار الخاص قائلا: « إعلان قوي من الوزير روبيو يؤكد بشكل قاطع اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء ».

Met with Moroccan Foreign Minister Bourita to re-affirm the strong U.S.-Morocco partnership. I reiterated that the U.S. recognizes Moroccan sovereignty over Western Sahara and supports Morocco’s Autonomy Proposal as the only basis for a just and lasting solution to the dispute. pic.twitter.com/D9dkQaXf0P

— Secretary Marco Rubio (@SecRubio) April 9, 2025 واليوم، ترى واشنطن أن الحل يجب أن يطبق « خلال الأشهر المقبلة »، وفقا للجدول الزمني الذي حدده المبعوث الخاص.

وهكذا، يتحرك الجهاز الدبلوماسي الأمريكي بكامله. سفير متفان وفعال، ومبعوث نشط، ووزير خارجية حازم. ثلاثة مستويات من الفعل تسير في اتجاه ترسيخ قضية الصحراء في قلب العلاقة الاستراتيجية المغربية الأمريكية، بعيدا عن تقلبات الانتخابات أو التغييرات في الإدارة. ما يختلف هو أن الالتزام الأمريكي المتجدد يتجسد في الإجراءات والمواعيد. إن الزيارة الوشيكة لمسعد بولس إلى المغرب، وهي المحطة الأخيرة من جولته، تنذر بإعادة خلط العديد من الأوراق في الأشهر المقبلة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس