أفريقيا برس – المغرب. في سياق التفاعل الإقليمي والدولي مع الخطاب الذي وجهه العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء الثلاثاء 29 يوليوز 2025، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربعه على العرش، عبّر المنتدى المغاربي للحوار عن إشادته بمضامين الخطاب، وخصوصا ما تضمنه من دعوة صريحة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين المغرب والجزائر، وإعادة بعث مشروع الاتحاد المغاربي.
وفي بيان توصل Le360 بنسخة منه، أكد المنتدى، وهو مؤسسة غير حكومية تأسست بلندن سنة 2022، أنه تابع باهتمام بالغ الخطاب الملكي، مشيدا بما عبّر عنه العاهل المغربي من روح انفتاح ومسؤولية، ومن إرادة صادقة في تجاوز الخلافات الظرفية مع الجزائر، من خلال مدّ اليد نحو حوار شجاع وواقعي يعيد اللحمة بين الشعبين الشقيقين.
وجاء في البيان: « يثمّن المنتدى عاليا ما ورد في الخطاب الملكي من تأكيد على مدّ اليد للجزائر، وحرصه على تجاوز الخلافات الظرفية، وتغليب منطق الحكمة والتكامل، انسجاماً مع الروابط التاريخية والإنسانية والثقافية التي تجمع شعوب المنطقة المغاربية.»
«بصفتي ملك المغرب.. حرصت دوما على مد اليد لأشقائنا في الجزائر، وعبرت عن استعداد المغرب لحوار صريح ومسؤول؛ حوار أخوي وصادق، حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين»
— الملك محمد السادسكما عبّر المنتدى عن تقديره الكبير لتأكيد الملك محمد السادس على أهمية الاتحاد المغاربي كإطار حيوي لمواجهة التحديات الأمنية والتنموية، وتجديده الالتزام بحل سياسي توافقي لقضية الصحراء، حلّ « يحفظ ماء وجه جميع الأطراف، ولا غالب فيه ولا مغلوب »، بحسب تعبير البيان.
وكان الملك قد وجه خلال خطابه أمس الثلاثاء 29 يوليوز دعوة صريحة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين المغرب والجزائر، وإعادة بعث مشروع الاتحاد المغاربي، حيث قال: « بصفتي ملك المغرب.. حرصت دوما على مد اليد لأشقائنا في الجزائر، وعبرت عن استعداد المغرب لحوار صريح ومسؤول؛ حوار أخوي وصادق، حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين… كما نؤكد تمسكنا بالاتحاد المغاربي، واثقين بأنه لن يكون بدون انخراط المغرب والجزائر، مع باقي الدول الشقيقة. »
ثلاث دعوات صريحة من المنتدى المغاربي للحوار
لم يكتف المنتدى المغاربي للحوار بالإشادة، بل توجه بثلاث رسائل واضحة:
دعا السلطات الجزائرية، وعلى رأسها الرئيس عبد المجيد تبون، إلى التجاوب الإيجابي مع المبادرة المغربية، واعتبار اللحظة « فرصة تاريخية لرأب الصدع »، وبناء مستقبل مغاربي مشترك يقوم على الثقة والاحترام المتبادل.
ناشد النخب المغاربية من سياسيين ومثقفين ومجتمع مدني إلى الانخراط في دينامية التقارب والمصالحة، بما يخدم مصالح شعوب المنطقة ويعزز الاستقرار والازدهار.
جدّد التزامه بدعم كل المبادرات الهادفة إلى إعادة بعث الاتحاد المغاربي، باعتباره مشروعاً استراتيجياً للسلم والتنمية والتكامل الاقتصادي والاجتماعي في شمال إفريقيا.
وختم المنتدى بيانه برسالة أمل، جاء فيها: « نؤمن في المنتدى المغاربي للحوار أن الزمن المغاربي قد حان، وأن القطيعة والانغلاق لا يمكن أن يكونا قدَر شعوبنا. بل إن الحوار الصادق، والمصالحة التاريخية، هما السبيل إلى مستقبل أكثر إشراقاً وكرامة لجميع مواطني المنطقة المغاربية. »
يُذكر أن المنتدى المغاربي للحوار سبق أن نظّم عدة لقاءات فكرية حول مستقبل الاتحاد المغاربي وسبل تجاوز الجمود السياسي بين بلدانه، وهو يعمل على تشجيع النقاش العمومي حول آفاق التقارب المغاربي من خلال مقاربات مدنية وسلمية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس