الموريتانيون يستنطقون الأرشيف لنفي مغربية بلدهم وإثبات تبعية المغرب لهم

10
الموريتانيون يستنطقون الأرشيف لنفي مغربية بلدهم وإثبات تبعية المغرب لهم
الموريتانيون يستنطقون الأرشيف لنفي مغربية بلدهم وإثبات تبعية المغرب لهم

أفريقيا برس – المغرب. استنطق الموريتانيون الغيورون على بلدهم الأرشيف واستخرجوا وتداولوا حججا تدحض مغربية موريتانيا التي أكدها أحمد الريسوني رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تصريحات لقناة “تيفي/بلانكا برس” المغربية، أثارت زوبعة لم تهدأ حتى الآن.

وأكد الريسوني في تصريحاته المثيرة “أن وجود موريتانيا غلط وأن بيعة علماء موريتانيا وأعيان موريتانيا أو ما يسمى الآن بموريتانيا أو بلاد شنقيط، للعرش العلوي في المغرب، بيعة ثابتة”.

وأول حجة يواصل الموريتانيون المهتمون بهذا الشأن هي المقابلة التي أجراها الصحافي جان لا كوتير من إذاعة فرنسا الدولية يوم 8 سبتمبر 1960، في خضم مطالبة المغرب بموريتانيا، مع مؤسس موريتانيا الرئيس الراحل مختار ولد داداه.

وأكد ولد داداه في مستهل المقابلة “أن حجج المغرب المطالبة بموريتانيا لا قيمة لها، لأنه لا يمكن أن تؤسس مطالبة ذات طابع عصري، على جزء من التاريخ”.

وقال “حجج المغرب بخصوص مغربية موريتانيا حجج باطلة، فلم يحدث أبدا أن كانت موريتانيا جزء من الامبراطورية المغربية، وأنا لا أنفي أن السلطان العلوي قد دعي له على المنابر في مساجد تومبكتو (مالي) فهذه حقيقة تاريخية، لكن لم يحدث أبدا أن دعي لسلطان المغرب في مساجد موريتانيا لا في شنقيط، ولا في وادان، ولا في أطار ولا في تجكجه، ولا في تيشيت، وهي حواضر موريتانية تاريخية معروفة ومأهولة بالسكان”.

وأضاف ولد داداه في المقابلة التي يحتفي بها الموريتانيون والتي تطوع مترجمون بنقلها إلى العربية “أن الاحتجاج بالتاريخ لا يؤيد موقف المغرب، بل يؤيد موقف موريتانيا لأن علماء التاريخ مجمعون على عهد دولة المرابطين وهم موريتانيون أصلاء وقد انطلق قادتهم من شاطئ نهر السنغال بل من موقع عاصمتنا نواكشوط، وقطعوا الصحراء، وأسسوا مدينة مراكش؛ وهذه حقيقة تاريخية لا يمكن نكرانها، فإذا اتخذنا التاريخ مرجعا فسيكون لموريتانيا الحق في المطالبة بالمغرب، لكن موريتانيا ليست امبريالية، وليست لديها هذه الأطماع”.

وزاد “كما أن الحجة اللغوية ليست حجة هي الأخرى في إثبات مغربية موريتانيا، فأنا حاليا أكلمكم باللغة الفرنسية لكنني لست فرنسيا، والبلجيكيون يتكلمون الفرنسية لكنهم ليسوا فرنسيين والأمريكيون يتكلمون الإنكليزية لكنهم ليسوا بريطانيين”.

وأضاف “إذا ما أخذنا مثالا عربيا، فلماذا لا ينطبق هذا الأمر إلا على موريتانيا؟ لماذا لا ينطبق على الجزائر وتونس والجمهورية العربية المتحدة أو العراق؛ كل الدول العربية تتحدث نفس اللغة وتنتمي لنفس الحضارة وغالبا نفس الأثنية، ولكن كل دولة عربية تحافظ بغيرة على استقلالها، صحيح، أن ثقافتنا عربية ونفخر بها وترفع سمعتنا في كل المشرق العربي، ولكن هذا المشرق العربي كان دائما يعرف أن الشناقطة يختلفون عن أهل مراكش، وعند ما تذهبون إلى مكة وإلى المدينة وتسألون عن الشناقطة سيدلونكم على الموريتانيين ولن يدلوكم أبدا على المغاربة؛ وعندما تسألون عن المغاربة والمراكشيين سيدلونكم على المغاربة ولن يدلوكم أبدا على الموريتانيين”.

الرئيس الموريتاني الراحل مختار ولد داداه

واحتج الموريتانيون الغاضبون لدعاوى الريسوني حجة أخرى هي محاضرة للمؤرخ والباحث في التاريخ الإسلامي والتراث الأمازيغي، الجزائري محمد الصغير بن لعلام، التي أكد فيها “أن الخلافة المرابطية كبيرة جدا، وقد وصلت حدودها إلى نهر السنغال وإلى بحيرة تشاد وإلى الجزائر العاصمة”.

وقال “من هم هؤلاء المرابطون؟ إنهم قبائل شنقيط: هم الذين كونوا أول امبراطورية كبيرة فاحتلوا سجلماسة في سنة 774 للهجرة، ثم اتخذوا أغمات عاصمة لهم ثم انتقلوا إلى مراكش، وكونوا دولتهم الكبيرة وفتحوا ما يسمى بالمغرب الأقصى، وفتحوا الأندلس وفتحوا الجزائر، وتوقفوا في العاصمة، احتراما لأبناء عمومتهم الصنهاجيين الذين كانوا يحكمون في بجاية”.

المؤرخ والباحث الجزائري محمد الصغير بن لعلام

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس