أفريقيا برس – المغرب. أجرى وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أمس الاثنين في الرباط، مباحثات مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا.
وخلال اللقاء، استعرض الجانب المغربي الدينامية الدبلوماسية الدولية الداعمة لمغربية الصحراء، مؤكداً على المبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل واقعي وجاد للنزاع، تحت قيادة العاهل محمد السادس، وفق ما جاء في بيان للخارجية المغربية.
وأضاف المصدر أن الوزير بوريطة ذكّر بدعوة الملك محمد السادس، في خطابه بمناسبة الذكرى 49 للمسيرة الخضراء، الأمم المتحدة لتحمّل مسؤولياتها، مبرزا الفارق الكبير بين واقع الصحراء المغربية وما يتم الترويج له في بعض الأوساط.
وجدد المغرب تأكيده على دعم جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الشخصي، مشددا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي دائم قائم على مبادرة الحكم الذاتي، في إطار السيادة والوحدة الترابية للمملكة المغربية.
وتأتي هذه الزيارة، التي تندرج في إطار جولة إقليمية، عشية المشاورات غير الرسمية لمجلس الأمن الدولي المقرر عقدها في منتصف نيسان/ أبريل المقبل، حسب ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية المغربية. وجرى هذا اللقاء بحضور السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال.
ويعود نزاع الصحراء المغربية إلى عام 1975، حين استعاد المغرب الإقليم بعد انسحاب إسبانيا، في حين طالبت جبهة “البوليساريو”، مدعومة من الجزائر، بالاستقلال. وبعد صراع مسلح استمر لسنوات، جرى التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار عام 1991 برعاية الأمم المتحدة، لكن النزاع السياسي ظل قائما.
وأعلنت “البوليساريو” عدم التزامها باتفاق وقف إطلاق النار في 13 تشرين الأول/ نوفمبر 2020، وذلك بعد تدخل القوات المسلحة الملكية المغربية لتأمين معبر “الكركرات” الذي كانت عناصر “الجبهة” قد أغلقته لعدة أسابيع. واعتبرت “البوليساريو” أن هذا التدخل العسكري المغربي بمثابة “إعلان حرب”، لتعلن بعدها استئناف عملياتها العسكرية ضد المغرب، رغم أن المواجهات ظلت محدودة ولم تؤثر على الوضع الميداني الذي يظل تحت سيطرة المغرب.
ومنذ ذلك الحين، واصلت الأمم المتحدة الدعوة إلى التهدئة وإيجاد حل سياسي للنزاع، مع استمرار مجلس الأمن في التأكيد على ضرورة العودة إلى المسار الدبلوماسي.
ويؤكد المغرب سيادته على الصحراء استنادا إلى روابط البيعة التاريخية وقرار محكمة العدل الدولية لعام 1975، ويطرح مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي ودائم، وهو ما يحظى بدعم دولي متزايد. في المقابل، تطالب جبهة “البوليساريو”، مدعومة من الجزائر، بإجراء استفتاء لتقرير المصير، غير أن الخلاف حول هوية الناخبين حال دون تنفيذه.
على المستوى الدولي، تدير الأمم المتحدة جهود الوساطة من خلال مبعوثها الشخصي، فيما يميل الموقف الدولي، خاصة من قبل الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، إلى دعم مقترح “الحكم الذاتي” باعتباره حلا عمليا يضمن الاستقرار الإقليمي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس