أفريقيا برس – المغرب. في خضم الجدل الذي رافق الإعلان عن مشاركة أكاديميين إسرائيليين في المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا، المزمع تنظيمه من طرف الجمعية الدولية للسوسيولوجيا بشراكة مع الهيئة المغربية للسوسيولوجيا، بجامعة محمد الخامس بالرباط بين 6 و11 يوليوز 2025، قررت الجمعية الدولية تجميد عضوية الجمعية الإسرائيلية للسوسيولوجيا، وبالتالي إقصاء ممثليها من المشاركة في هذا الموعد الأكاديمي.
وقد أكد هذا القرار إدريس الصنهاجي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس وعضو مكتب الهيئة المغربية للسوسيولوجيا. وكتب مساء اليوم في تدوينة على صفحته في موقع فيسبوك: “قبل يومين، تداولنا داخل مكتب الهيئة المغربية للسوسيولوجيا، المستضيفة للمنتدى، بشأن البلاغ الذي يُفترض أن يُعبّر عن موقفنا الرافض لمشاركة أكاديميين إسرائيليين”. وأضاف: “غير أن النقاش لم يُحسم حينها بسبب غياب موقف واضح من طرف الجمعية الدولية المنظمة، ما دفعنا إلى مواصلة الحوار والتفاوض مع مسؤوليها، وهو ما أسفر في النهاية عن اتخاذ قرار غير مسبوق في تاريخ الجمعية، بتجميد عضوية الجمعية الإسرائيلية للسوسيولوجيا”. وأوضح الصنهاجي في تدوينته أن بيانًا رسميًا بهذا الخصوص من طرف الجمعية الدولية للسوسيولوجيا يُنتظر صدوره في الساعات أو الأيام القليلة المقبلة.
احتضان المنتدى لا يعني القبول بالمساس بحقوق الشعب الفلسطيني
وفي بلاغ رسمي سابق لها، شددت الهيئة المغربية للسوسيولوجيا على أن استضافتها للمنتدى مشروطة باحترام القيم والمبادئ التي تُؤمن بها، وخصوصًا ما يتصل بالقضايا الجوهرية للمغرب، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وجاء في البلاغ: “منذ انطلاق سيرورة التحضير، عبّرت الهيئة، سواء من خلال هياكلها أو على لسان أعضائها، عن أن استضافتها للمنتدى لا يمكن أن تتحقق إلا بضمان احترام القيم المغربية والمواقف المرتبطة بها”.
كما أدانت الهيئة في البلاغ ذاته “العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وكل مقومات وجوده”، وندّدت بـ”أشكال الإبادة الجماعية الممنهجة التي تُمارس ضده، والتي تستهدف حقه في إقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني وممارسة سيادته وكرامته”. وطالبت المجتمع الدولي بـ”تحمّل مسؤولياته لوقف هذه الجرائم وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، خدمةً للسلم الإقليمي والعالمي”.
وأكدت الهيئة أن احترام الأخلاقيات الأكاديمية، المنصوص عليها في قوانين الجمعية الدولية للسوسيولوجيا، يفرض التقيّد بالمواثيق الدولية ذات الصلة، خصوصًا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية خلال عمليات انتقاء المؤتمرات وبرمجتها.
وشددت الهيئة المغربية للسوسيولوجيا أيضًا على أن التزامها تجاه الجمعية الدولية منذ تقديم ملف ترشيحها لاحتضان المنتدى، لا يمكن أن يُفهم أبدًا على أنه قبول بأي شكل من أشكال الترويج لسرديات تمسّ بحقوق الشعب الفلسطيني.
وختمت الهيئة بلاغها بالتأكيد على أن الممارسات الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين “تدفعها إلى عدم الترحيب بأي منتمٍ لهذا الكيان الغاصب، حتى في سياقات علمية وأكاديمية، التزامًا بمواقف المغرب الرسمية، واحترامًا لمشاعر المغاربة، وصونًا للروابط التاريخية والثقافية التي تجمعه بمحيطه العربي والإسلامي”.
ويتمحور المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا حول موضوع “معرفة العدالة في الأنثروبوسين”، وسيجمع أكثر من 4500 باحث من حوالي 100 دولة لمناقشة التحديات الحاسمة في العصر الحالي.
ومن المنتظر أن يقام حفل افتتاح هذه التظاهرة في المسرح الوطني محمد الخامس، في حين ستعقد الجلسات الأكاديمية بشكل رئيسي في كلية علوم التربية وكلية العلوم الاقتصادية والقانونية والاجتماعية بمدينة العرفان بالرباط، فيما سيقام الحفل الختامي في المدرسة المحمدية للمهندسين.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس