“تظاهرات في المغرب دعمًا لغزة ودعوات لجمعة الغضب”

0
"تظاهرات في المغرب دعمًا لغزة ودعوات لجمعة الغضب"

أفريقيا برس – المغرب. شهدت مدينة تطوان (شمال المغرب) مساء الأربعاء، وقفة احتجاجية جديدة، تنديدًا بتصاعد جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي المرتكبة من طرف الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وما يرافقها من سياسة تجويع ممنهجة وحصار خانق.

وشهدت الوقفة التي دعت إليها “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة” مشاركة عدد كبير من سكان مدينة تطوان من مختلف الفئات، الذين حضروا للتعبير عن غضبهم واستنكارهم للعدوان الصهيوني المستمر، ورفضهم القاطع لكل أشكال التطبيع المغربي مع كيان الاحتلال.

وردد المتظاهرون خلال الوقفة شعارات متعددة استنكرت الصمت الدولي والعربي والتواطؤ العربي الرسمي عبر التطبيع بجميع أشكاله، في وقت تُباد فيه غزة ويجوّع شعبها وأطفالها وشيوخها ونساؤها.

واختتمت الوقفة بكلمة قوية، أكدت مركزية القضية الفلسطينية في وجدان الأمة والشعب المغربي، مذكّرة بالواجب الأخلاقي والديني والإنساني في الاستمرار في مناصرة فلسطين ودعم صمود أهل غزة. كما أدانت بشدة الجرائم الصهيونية الوحشية التي تجري تحت غطاء أمريكي وبتواطؤ من بعض الأنظمة.

واستمرارًا للتضامن الشعبي مع القضية الفلسطينية، دعت “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة” المواطنين إلى “الانخراط الواسع والفعّال” في “جمعة طوفان الأقصى”، الجمعة 25 تموز/ يوليو تحت شعار “لا للتجويع… لا للحصار… لا للتطبيع”، وهي وقفات تقام في مختلف المدن المغربية، للأسبوع السادس والثمانين، بعد صلاة الجمعة.

وفي سياق متصل، طالب عبد الله بووانو، رئيس المجموعة البرلمانية لحزب “العدالة والتنمية” المعارض في مجلس النواب، بحلّ لجنة الصداقة البرلمانية مع الكيان الصهيوني، مؤكدًا أن ذلك يُعدّ أقل ما يمكن أن يقدّمه البرلمان المغربي في ظل ما تتعرض له غزة من “تهجير وقتل وتجويع ممنهج”.

وجاء تدخل بووانو خلال نقطة نظام في جلسة أسئلة شفهية، حيث نقل عنه موقع “صوت المغرب” قوله: “نحن نختتم هذه الدورة، وكان أملنا أن يتخذ البرلمان خطوة رمزية في هذا السياق، ولا يزال أمامنا الوقت، وعلى الأقل يمكننا حلّ تلك اللجنة الملعونة المسماة بلجنة الصداقة مع الكيان”.

كما تردّدت هذه الدعوة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إذ نشر مدونون صور أعضاء ما تُسمّى “لجنة الصداقة البرلمانية المغربية ـ الإسرائيلية” وأسماءهم، مع الإشارة إلى انتماءاتهم الحزبية، حيث ينتمي هؤلاء الأعضاء البرلمانيون إلى أحزاب: الاتحاد الدستوري، والتجمع الوطني للأحرار، وجبهة القوى الديمقراطية، والحركة الشعبية، والأصالة والمعاصرة، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والاستقلال.

وفي سياق التفاعلات المختلفة مع مستجدات الأوضاع في غزة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لاحظ الصحافي يونس مسكين، مدير موقع “صوت المغرب” أن سلطات الرباط لم تصدر أي كلمة إدانة واحدة لقتل المدنيين الباحثين عن الغذاء، ولا لتعمّد قصف نقط توزيع المساعدات، ولا حتى للعدوان الإسرائيلي الأخير على سوريا. وعلّق قائلًا “صمت مطبق لا يليق بتقاليد المملكة ولا بتاريخها ولا بضمير شعبها”.

وتابع: “أنا الذي طالما دافعت عن مقاربة واقعية في التعامل مع الملف الإسرائيلي، أجد نفسي اليوم عاجزًا عن تفهّم موقف الدولة المغربية. هذا ليس سلاما، بل استسلام. وليس تطبيعا، بل انخراط ضمني في مشروع إبادة جماعية، تجري على مرأى ومسمع من العالم”.

ووفق الصحافي نفسه، فالمسألة لا تتعلق بالمزايدات، بل بلُغة الوقائع والمآسي. التطبيع في شكله الحالي لم يعد “سلوك دولة”، بل صار “خيانة ذاكرة”، وخيانة شعب يؤمن بأن فلسطين ليست مجرد ملف خارجي، بل جزء من وجدانه الوطني، حسب تعبيره.

وتساءل: “ألا يكفي كل هذا الصراخ في الشوارع وهذه النداءات التي تستجدي إحياء الضمير؟ لقد خرج المثقفون المغاربة عن صمتهم، ووقّعوا بيانا أشبه بمحاكمة أخلاقية للموقف الرسمي”.

وجاء في افتتاحية العدد الجديد من أسبوعية “الأيام” بقلم مديرها الصحافي نور الدين مفتاح: “هذه الصور المتدفقة من الشاشات قاتلة، هذه الوجوه الشاحبة، والعيون التائهة، والأجساد المنهكة تؤجج عجزنا المقيت. هؤلاء الأطفال الذين التصق جلدهم بالعظم، وهذه الجموع المتدافعة بالطناجر من أجل مغرفة حساء، وهذا البكاء والعويل الذي يملأ أرجاء غزّة يرفعنا إلى درجة أخرى من الذهول أمام هذا الصمت العالمي المتواطئ”.

واستطرد قائلا “هذه الدولة التي يخاف العالم على أمنها ويعطيها جوازا أبيض لترتكب ما شاءت من جرائم بدعوى حماية نفسها لم تكن موجودة قبل 1948. هذه دولة زرعت في قلب الشرق الأوسط، والانتماء إليها انتماء ديني محض، وقبل هذا التاريخ كان اليهود يتعايشون معنا في شمال أفريقيا والعالم الإسلامي بسلام، فيما كانوا يُقتلون في أوروبا، وكان الجزاء هو أن الذين اضطهدوا اليهود كافأوهم بسلب حق من صادقوهم، وكان وعد بلفور البريطاني أساس كل ما جاء من بعد، وأصبحت إسرائيل دولة مبنية على المجازر والنهب والاستيطان الدموي والاغتيالات والطغيان”.

وردًّا على الذين يختزلون الموضوع في كونه قضية أيديولوجية تتعلق بحماس والإرهاب وما شابه، كتب نور الدين مفتاح: “إذا كانت حجتكم هي طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أو الإسلام السياسي، فماذا عن السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها محمود عباس عضو كامل العضوية في جامعة الدول العربية؟ أليس هو الآخر محاصرا الآن؟ ألا يعبث الجيش الإسرائيلي يوميا في الضفة الغربية ويقتل ويوسع الاستيطان، بل إنه لم يسبق في تاريخ الصراع أن وصل انتهاك حرمة المسجد الأقصى لما وصل إليه اليوم مع وجود الإرهابي وزير الأمن القومي بن غفير في الحكومة”.

وأضاف صاحب الافتتاحية: “اقرأوا أدبياتهم، هم يؤمنون بنبوءات توراتية ويحلمون بإسرائيل الكبرى! هم يتهمون المقاومة باستعمال الإسلام السياسي وهم تمثيل حي لليهودية السياسية الدموية، وقد استشهد اليمين المتطرف الإسرائيلي في الحرب على غزّة بالآية الأولى من سفر صموئيل الأول: “فالآن اذهب واضرب عماليق. وحرموا كل ما له، ولا تعف عنهم، بل اقتلوا رجلا وامرأة، طفلا ورضيعا، بقرا وغنما، جملا وحمارا”. وقد قدّم وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق يوآف غالانت ترجمة حديثة لهذا عندما وصف سكان غزّة بأنهم “حيوانات بشرية” وأضاف “سنعاملهم على هذا الأساس، لا ماء لا غذاء لا كهرباء!”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس