أفريقيا برس – المغرب. فيما تواصلت في مجموعة من المدن المغربية، مساء الأربعاء، الوقفات والمسيرات المنددة بحرب الإبادة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، والمستنكرة كذلك للجريمة الجديدة التي راح ضحيتها عدد من الإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة، جددت «الجمعية المغربية لحقوق الإنسان» إدانتها لاستمرار سياسة التطبيع من طرف الدولة المغربية، مطالبة بجعل حد لما أسمتها «اتفاقات العار المبرمة مع هذا الكيان الإرهابي»، كما دعت إلى «الكف عن استقبال سفن الإبادة في موانئنا»، وفق بيان صادر في الموضوع.
واعتبرت الجمعية الحقوقية أن «ردود أفعال بعض الدول الأوروبية ضد التصعيد الخطير للكيان الصهيوني في سياسته الإبادية ضد الشعب الفلسطيني رغم معارضتها لقرار الكيان باجتياح غزة واحتلالها وتهجير سكانها، تبقى مواقف محتشمة ولا تغير الكثير من سياسة الصمت والتواطؤ الذي تعاملت به منذ بدء العدوان، وعليها التدخل فوراً لوقف الحرب وإنهاء الاحتلال وتطبيق قرارات القضاء الدولي ضد مجرمي الحرب الصهاينة».
وأفاد البيان بأن المكتب التنفيذي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان تداول، خلال اجتماعه الأخير، في مستجدات الوضع في لبنان، حيث تطاولت قوات الاحتلال الصهيوني ضد الشعب اللبناني واغتيال قادة المقاومة الفلسطينية فوق أرضه في انتهاك سافر للقانون الدولي ولحقّ الشعب اللبناني في احترام حدوده وحرمة أراضيه.
من جهة أخرى، شهدت عدة مدن مغربية، مساء الأربعاء، وقفات ومسيرات حاشدة نصرة للشعب الفلسطيني، وتنديداً بجرائم الاحتلال الصهيوني، وعلى رأسها جريمة اغتيال الصحافيين في غزة، التي اعتبرها المحتجون دليلاً إضافياً على فاشية هذا الكيان الغاصب. وتوزعت الفعاليات بين الدار البيضاء ومراكش ووجدة، حيث رفعت الأعلام الفلسطينية، ورددت الهتافات المناهضة للتطبيع، وسط تأكيد على أن فلسطين قضية مركزية لدى المغاربة. ورصدت البوابة الإلكترونية لجماعة «العدل والإحسان» مشاهد من التظاهرات التي أقيمت في مدن الدار البيضاء ومراكش ووجدة، استجابة لنداء «الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة» وآخر «للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع»، حيث ندد المشاركون باستمرار الإبادة الجماعية في غزة، مستنكرين سياسة التجويع التي تمارسها سلطات الاحتلال بشكل ممنهج، وداعين لإيقاف التطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني.
وكانت ساحة «السراغنة» وسط مدينة الدار البيضاء، مسرحاً لوقفة احتجاجية حاشدة رفع خلالها المشاركون شعارات منددة بالمجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، واستهدافه الممنهج للصحافيين. وعبّر المحتجون عن غضبهم من سياسة التجويع التي يتعرض لها أهالي غزة، ومن الصمت الدولي والعجز العربي والإسلامي الرسمي أمام هذه الجرائم.
ورفع المتظاهرون صور عدد من الشهداء الصحافيين، وفي مقدمتهم أنس الشريف ومحمد قريقع ورفاقهما، فيما تضمنت الوقفة عروضاً رمزية مؤثرة جسّدت معاناة الشعب الفلسطيني، من بينها مشاهد تمثيلية لجثث أطفال وصحافيين استشهدوا تحت قصف الاحتلال.
كما نظمت في مدينة مراكش مسيرة شعبية حاشدة استنكاراً لجريمة اغتيال الصحافيين الفلسطينيين ودعماً للمقاومة ورفضاً للتطبيع، وتخللت المسيرة شعارات قوية وهتافات معبّرة، من بينها: «أنس نال الشهادة، بالإصرار والإرادة، وفلسطين ولادة، للصحافيين والقادة»، كما صدحت حناجر المشاركين بوصية الشهيد: «أوصيكم بفلسطين، أوصيكم بغزة وأطفالها المظلومين». وحمل المحتجون الأعلام الفلسطينية واللافتات المنددة بجرائم الاحتلال، مؤكدين أن قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل قضية كل أحرار العالم، وأن دماء الشهداء لن تذهب هدراً. وشكلت هذه المسيرة محطة للتأكيد على الموقف الشعبي الثابت من التطبيع ورفض كل أشكاله، وسط دعوات بمواصلة الحراك حتى إسقاطه. وفي مدينة وجدة (شرق)، نظم السكان في ساحة «الباب الغربي» وقفة تنديدية احتجاجاً على جريمة اغتيال الصحافيين الفلسطينيين على يد جيش الاحتلال الصهيوني، في جريمة وصفها المشاركون بالبشعة. واعتبر المحتجون أن هذه المناسبة الأليمة فرصة لتذكير الحكومة المغربية المتمادِية في التطبيع برفض الشعب لهذا المسار، الذي يرونه إساءة إلى أهالي غزة. كما رفع المشاركون في الوقفة شعارات قوية تفضح الاحتلال ومن يسانده أو يصمت عن جرائمه.
وجاءت هذه الوقفات والمسيرات استمراراً للتظاهرات التي شهدتها مدن طنجة والرباط وتاوريرت ومكناس وتطوان وغيرها، تنديداً بجريمة اغتيال الصحافيين الفلسطينيين أنس الشريف ومحمد قريقع، إلى جانب عدد من الإعلاميين في قطاع غزة، بعد استهداف خيمة الصحافيين قرب مستشفى الشفاء من قبل قوات الاحتلال الصهيوني. وعبّر المشاركون عن تضامنهم غير المشروط مع الشعب الفلسطيني، ورفضهم لسياسة القتل والتجويع والحصار التي يتعرض لها القطاع، مع دعوات لمحاسبة الاحتلال على جرائمه، ورفض التطبيع بكل أشكاله.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس